اقتصاد / ارقام

هل تُباع السيارات الجديدة كـمستعملة في ؟

  • 1/2
  • 2/2

في إحدى ضواحي شنغهاي، خرج "لي وين" من معرض السيارات فرحًا بسيارته الجديدة اللامعة. لكن عند محاولة التأمين، صُدم حين أخبره الموظف أن السيارة مؤمَّنة باسم شخص آخر، ما يعني أنها مستعملة وفقًا للسجلات. لم تكن حالته استثناءً، بل مقدمة لكشف ظاهرة آخذة في الانتشار تُخفي واحدة من أكبر ألاعيب صناعة السيارات في .

 

 

صفر كيلومتر

- يُعرف هذا الأسلوب باسم "السيارات المستعملة ذات الكيلومتر الصفري"، وهي مركبات جديدة تمامًا تُسجل وتؤمَّن قبل أن تباع للمستهلك، هذا التلاعب يسمح للشركات بتحقيق أهداف مبيعات زائفة وإظهار نمو غير حقيقي في الأداء.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

حرب الأسعار

- ترجع جذور الظاهرة إلى حرب أسعار ضارية اندلعت في عام ، وسط تخمة في المعروض وضعف الطلب المحلي، ما دفع شركات السيارات إلى تضخيم أرقام المبيعات بشكل صوري، في محاولة لإرضاء المستثمرين وتحقيق مؤشرات النمو التي تفرضها بكين على الصناعات الاستراتيجية.

 

شكاوى المستهلكين

- بين 2021 و2025، رُصدت 97 شكوى موثقة عبر منصات إلكترونية صينية، أبلغ فيها المشترون عن اكتشافهم أن سياراتهم الجديدة كانت مؤمَّنة قبل تسلمهم لها، وفي أكثر من 14 حالة، أقرّ الوكلاء صراحةً أن التأمين المسبق جاء لتحقيق أهداف المبيعات الشهرية.

 

تواطؤ تنظيمي

- المفارقة أن العديد من الحكومات المحلية في الصين لم تكن فقط على علم بهذه الممارسة، بل شجّعتها صراحة، حيث أظهرت مراجعة وثائق حكومية أن 20 منطقة، من بينها مقاطعات بارزة مثل "قوانغدونغ" و"سيتشوان"، دعمت تصدير "صفر كيلومتر" على أنها مستعملة، عبر تسهيل منح التراخيص، وتسريع استرداد الضرائب.

 

أسواق التصدير

- تعد روسيا، وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط من أبرز الوجهات لهذه السيارات، ويُقدّر أن نحو 90% من أصل 436 ألف سيارة صُنّفت كمستعملة وصُدّرت من الصين في عام 2024 كانت في الواقع جديدة، وتُسجّل كـ"مستعملة" فقط لتجاوز القيود التنظيمية وتسهيل إجراءات الشحن.


 

ردود الشركات

- بينما أنكر البعض مثل "زيكر" و"إكس بنج" التورط في هذه الممارسة، التزمت شركات أخرى الصمت، منها  "بي واي دي"، و"نيسان"، و"جيلي"، فيما نفت "جي إم" و"سايك" علنًا إصدار تعليمات بتأمين المركبات مسبقًا، لكن وثائق وشكاوى أظهرت العكس في بعض الحالات.

 

تحقيقات قضائية

- أظهرت خمسة تقارير من محاكم صينية أن مستهلكين لجأوا للقضاء بعد اكتشافهم أن سياراتهم مؤمَّنة قبل البيع، وحكمت المحاكم لصالح المشتكين في ثلاث حالات، ولاتزال تفاصيل حالتين مجهولة.

 

 

حملة رسمية

- في يونيو، دعت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي إلى حملة صارمة على هذه الممارسة، ووصفتها بأنها تشوه المنافسة وتضعف جودة المنتجات وتضر بمصداقية السوق، وطالبت السلطات بآليات تتبع دورة حياة المركبات وضبط إعادة البيع بعد التسجيل.

 

 

صورة مشوهة

- يحذر المحللون من أن هذه الأساليب تضر بصورة الصين كمُصنِّع موثوق عالميًا، خاصة وسط اتهامات متزايدة بإغراق الأسواق بسيارات، في صناعة تحظى بدعم حكومي قوي.

 

وهم أم حقيقة؟

- في 2024، سجلت الصين إنتاجًا تراكميًا بلغ 31.28 مليون وحدة، ومبيعاتٍ وصلت إلى 31.44 مليون وحدة، بزيادة سنوية قدرها 3.7% و4.5% على التوالي، متجاوزة بذلك أهدافها السنوية ومسجّلة أرقامًا قياسية جديدة، لكن وسط تضخيم البيانات عبر ممارسات مشبوهة، يتساءل المستثمرون: كم من هذه البيانات يعكس طلبًا حقيقيًا؟ وكم منها مجرد وهم محاسبي؟

 

المصادر: أرقام – رويترز تشاينا دايلي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا