أكد خبراء وعاملون في القطاع الصناعي الإماراتي أهمية تشجيع رواد الأعمال والمستثمرين الشباب لدخول هذا القطاع الحيوي والهام، في إطار تنويع المشاريع، وعدم الاقتصار على مجالات المطاعم والمقاهي وتجارة التجزئة فقط.
وأوضحوا أن القطاع الصناعي يمتلك فرصاً وعوامل للنمو والتوسع في ظل تشجيع الدولة للمشاريع الصناعية، وتوفر بنية تحتية متطورة في هذا المجال، إلى جانب التشجيع والدعم المادي والمعنوي. وأشاروا إلى إمكانية أن يكون القطاع الصناعي من القطاعات الاقتصادية الأكثر تنافسية مقارنة بقطاعات أخرى، مشددين على ضرورة إيلاء المشاريع الصناعية الوطنية الاهتمام والرعاية ما يسهم في نموها وتوسعها.
دعم المشاريع المبتكرة
قال سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أمستيل»: يعزّز القطاع الصناعي حضور روّاد الأعمال من خلال دعمهم في تأسيس مشاريع صناعية مبتكرة، بما يساهم في تنويع الاقتصاد ورفع تنافسيته على المستويين المحلي والعالمي، وتلعب «إمستيل» دوراً رئيسياً في تحفيز ريادة الأعمال الصناعية من خلال توفير منتجات حديد ومواد بناء عالية الجودة يعتمد عليها في قطاعات حيوية كالبناء والطاقة والتصنيع المتقدم. وأضاف الرميثي: تبني «إمستيل» شراكات استراتيجية عبر منصّات رئيسية مثل منتدى «اصنع في الإمارات» وبرامج التوطين، ما يساعد الشركات على تأمين اتفاقات توريد قابلة للتمويل، وتستثمر الشركة في تنمية المواهب الوطنية عبر المنح، وتطوير القيادات، والتدريب العملي، لتأهيل فرق عمل قادرة على قيادة مسيرة للتصنيع المتقدم والتحول الرقمي.
بيئة أعمال مثالية
فيما قال الدكتور علي العامري، رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ: يتميز القطاع الصناعي في دولة الإمارات بديمومة ملحوظة، حيث يسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الرؤية الطموحة 2031 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، حيث تقدم الدولة بيئة أعمال مثالية تجذب رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل البنية التحتية المتطورة، والسياسات الداعمة، والاستقرار الاقتصادي، ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات وصعوبات تواجه رواد الأعمال عند إطلاق المشاريع الصناعية، ما يتطلب حلولاً مبتكرة ودعماً متكاملاً من الجهات المعنية.
وأضاف، إن سوق الإمارات يتميز بمنافسة شديدة من شركات محلية وعالمية، ما يتطلب تميزاً واضحاً للمشاريع الناشئة، مشدداً على ضرورة توجه رواد الأعمال نحو قطاعات صناعية واعدة تتماشى مع الاتجاهات العالمية والاستراتيجيات الوطنية مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والروبوتات.
وأضاف: من المجالات التي يمكن الاستفادة منها، مجال صناعة المواد الغذائية المتطورة مثل تصنيع الأغذية الوظيفية، التغليف الذكي، ومنتجات الغذاء العضوي، ويعد البناء والتشييد المستدام من أكثر القطاعات التي يمكن الاستفادة فيها وتصنيع منتجات البناء المتطورة مثل الأسقف المعلقة والأرضيات الحجرية الإسمنتية.
منظومة متكاملة
قال تشارلز ميلاجي، الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الكابلات في مجموعة دوكاب: يمكن للقطاع الصناعي أن يجذب رواد الأعمال للاستثمار فيه وإطلاق مشاريع صناعية خاصة بهم من خلال بناء منظومة متكاملة تجمع بين الحوافز المالية والدعم الفني وتسهيل الإجراءات التنظيمية، مع التركيز على إبراز الفرص الواعدة في هذا القطاع.
وأضاف ميلاجي: «عندما تتوفر بيئة أعمال واضحة المعالم، مدعومة بسياسات حكومية مشجعة مثل الإعفاءات الضريبية، والمنح، والقروض الميسرة، يصبح الدخول إلى القطاع الصناعي أكثر جاذبية لرواد الأعمال، خاصة إذا ترافقت هذه الحوافز مع برامج دعم فني وتدريب متقدم تتيح لهم اكتساب المهارات الإدارية والتقنية اللازمة لإدارة مشاريع صناعية ناجحة».