أبقى متداولو وول ستريت الأسهم بلا سقف رغم دعوات للتوقف بعد ارتفاع استثنائي لـ«رالي» أضاف 15 تريليون دولار إلى قيمة السوق من أدنى مستويات العام في أبريل/ نيسان.

وسجّلت الأسهم الأمريكية أعلى مستوى إغلاق قياسي جديد يوم الاثنين، حيث دفعت أسهم التكنولوجيا السوق للارتفاع، عاكسةً بذلك انخفاضا مبكرا، في حين قدّم متحدثو البنوك المركزية الأمريكيين مؤشرات على مسار أسعار الفائدة.

وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا بنسبة 0.4%، مسجلا أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق للمرة الثامنة والعشرين هذا العام. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر ناسداك 100، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 0.6%.

حققت سلة الأسهم التكنولوجية التي تتبع ما يُعرف باسم «العمالقة السبعة» إغلاقاً قياسياً. وحققت شركة آبل أداءً إيجابيا خلال العام، وهو أحدث إنجاز في مسيرة التقدم التي وضعت الشركة على أعتاب تحقيق رقم قياسي جديد. كما تقدمت أسهم شركة إنفيديا بعد أنباء عن عزمها استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في شركة «أوبن أيه آي» لدعم بناء مراكز بيانات جديدة وقطاعات أخرى للذكاء الاصطناعي.

وارتفعت أسهم شركة أوراكل، بعد أن صرح مسؤول في البيت الأبيض بأن الشركة ستعيد إنشاء وتوفير الحماية لنسخة أمريكية جديدة من خوارزمية تيك توك، بموجب صفقة قيد الإعداد لبيع التطبيق الصيني الشهير إلى تحالف من المستثمرين الأمريكيين. كما قامت الشركة بترقية كلاي ماجويرك ومايك سيسيليا إلى منصب الرئيس التنفيذي المشترك.

• التفاؤل «بمسؤولية»

مع بلوغ الأسهم أعلى مستوياتها على الإطلاق على خلفية شركات التكنولوجيا الكبرى الحساسة لأسعار الفائدة، قال توني باسكوارييلو، رئيس تغطية صناديق التحوط في مجموعة جولدمان ساكس، إنه ينبغي على المستثمرين أن يكونوا «متفائلين بمسؤولية».

من جانبه، قال خوسيه توريس، كبير الاقتصاديين في شركة إنتراكتيف بروكرز، مسلطًا الضوء على سلسلة من البيانات الصادرة في أواخر الأسبوع: «ستقدم الأيام القليلة المقبلة مؤشرات مهمة على صحة الدورة الاقتصادية، وما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيتمكن من مواصلة نهجه في السياسة النقدية». وأضاف: «يشير المزيج المثالي من النتائج إلى انتعاش مشتريات الأسر، وظروف عمل جيدة، ونفقات رأسمالية قوية، وانخفاض في ضغوط التكلفة».

• سياسات الاحتياطي

من المقرر أن يُقدم العديد من مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأمريكية آراءهم بشأن الاقتصاد بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي لأول مرة منذ ديسمبر.

صرّح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موساليم، بأنه يدعم خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي كوسيلة للحماية من ضعف سوق العمل، مع أنه يرى «مجالًا محدودًا» لمزيد من التخفيضات في ظل ارتفاع التضخم. وفي مقابلة منفصلة نُشرت يوم الاثنين، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إنه لا يرى حاجة تُذكر لمزيد من التيسير النقدي هذا العام.

في غضون ذلك، قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، ستيفن ميران، إن أسعار الفائدة مرتفعة للغاية، ودعا إلى خفضها بشكل حاد في الأشهر المقبلة لحماية سوق العمل. وكان ميران يتحدث في أول خطاب له حول السياسة النقدية منذ تعيينه من قبل الرئيس دونالد ترامب في البنك المركزي.

• أسهم العملات المشفرة

انخفضت الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة، بما في ذلك كوين بيس جلوبال، مع انخفاض العملات المشفرة بعد تصفية أكثر من 1.5 مليار دولار من الرهانات الصعودية يوم الاثنين. أدى هذا إلى موجة بيع حادة، مما أدى إلى انخفاض حاد في قيمة الإيثريوم وغيرها من العملات الرقمية.

وقال كريس بوشامب، كبير محللي السوق في «آي جي»: «لقد مر وقت طويل منذ أن شهدنا مثل هذا التراجع الواسع النطاق في أسعار العملات الرقمية، مما يشير إلى أن ضعف يوم الاثنين قد يستمر لفترة أطول».