في دبي، تتم مناقشات وتوجهات مستقبلية لدى كبار صناعة الماس والمجوهرات، بإدخال هذه الأحجار الكريمة، في أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية وتطبيقاتها، و(الفوتونيات) المرتبطة بالصوتيات والأنظمة الذكية.
نعم، يبدو الأمر غير مألوفاً في ظل قيمة الماس الباهظة، فكيف يمكن لمثل هذه السلعة؛ أن تدخل في صناعات الرقائق وأشباه الموصلات وغيرها من الأنظمة التي تدخل في صناعات أجهزة الكمبيوتر، الهواتف الذكية، وحتى الأقمار الصناعية.
مؤخراً، نجحت دبي في صناعة أطول عقد ذهبي في العالم يتضمن مشغولات من الماس المصنع مخبرياً، وبطول 108 أمتار، عبر شركة «AMAAR» والتي يحتضنها «مركز دبي للسلع المتعددة»، حيث دخلت الشركة بمنتجها الذهبي؛ موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.
في هذا الصدد، تقول مريم الهاشمي، مدير إدارة الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة في «مركز دبي للسلع المتعددة»، إن المنطقة الحرة تضم الآن، 30 شركة متخصصة في الماس المصنع معملياً، من بين أكثر من 1350 شركة تعمل في قطاع الأحجار الكريمة.
وتضيف الهاشمي في حوار مع «الخليج»، أن دبي وعبر مركز السلع المتعددة، ترسخ موقعها ركيزة أساسية في دفع عجلة نمو صناعة الماس المصنع معملياً، مدعومةً بثلاثة عوامل رئيسية، وهي: التوسع في أسواق المجوهرات والمنتجات المرتبطة بنمط الحياة العصرية، بجانب استمرار الطلب من جانب القطاعات الصناعية، وانتشار التطبيقات التقنية المتقدمة بوتيرة متسارعة.
وأوضحت الهاشمي، أن الماس المصنع معملياً، بدأ في تعزيز مكانته بوصفه مادة عالية الأداء في عالم التكنولوجيا المتقدمة، نظراً لما يتميز به من قدرة فائقة على التوصيل الحراري، ونقاء بصري متفرد، وصلابة إلكترونية رفيعة، إلى جانب كفاءته الاقتصادية، ما يجعله خياراً مثالياً لتطبيقات أشباه الموصلات، والفوتونيات، والأنظمة الكمية.
صناعة إبداعية محلياً
وكشفت الهاشمي، عن توجه إحدى الشركات العاملة في القطاع، بتضمين وإدخال هذه السلعة ( الماس المصنع) في المنتجات النهائية لأشباه الموصلات والإلكترونيات والتقنيات المتقدمة، حيث يمتلك مركز دبي للسلع المتعددة، آلات قص وماكينات متطورة، تعيد وتصوغ وتصقل وتقص الماس بحسب المنتج النهائي المطلوب، وفق خوارزميات الذكاء الاصطناعي والرقمي.
وأشارت مريم الهاشمي، إلى أن استخدامات الماس المصنع، آخذة في الاتساع ضمن الصناعات الإبداعية؛ إذ لم يعد مقتصراً على مجالات المجوهرات، بل بات يحظى بحضور متزايد في منتجات الموضة المتطورة مثل النظارات والأحذية والتقنيات القابلة للارتداء، فضلاً عن الديكور الداخلي ومستلزمات نمط الحياة العصرية. ويعزى هذا التوجه إلى ما يتسم به الماس المصنّع من سهولة الوصول وتعدد استخداماته، إضافة إلى ما يتيحه من إمكانات تصميمية مبتكرة تتجاوز حدود ما يقدمه الماس الطبيعي التقليدي.
مليار دولار حصة الإمارات
وقالت مدير إدارة الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة في «مركز دبي للسلع المتعددة»، إن حجم تداول الماس المصنع معملياً في دولة الإمارات، بلغ أكثر من مليار دولار، بحجم تداول 30 مليون قيراط، وهو آخذ في النمو مع ارتفاع الطلب عليه.
فيما حجم القطاع عالمياً، 26 مليار دولار في 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 100 مليار دولار بحلول العام 2032. أي بنمو سنوي مركب أكثر من 14%.
وفي الوقت الراهن، تبلغ حصة الماس المصنع معملياً نحو 17%، من إجمالي قطاع الماس العالمي. مع الإشارة، إلى أن قيمة هذا المنتج خلال عمليات البيع، تقل بنحو 40 إلى 60%، من قيمة بيع الماس الطبيعي، ولهذا السبب، سيكون له دور كبير في تشكيل مستقبل صناعة الماس، حيث التكلفة قليلة، ومزاياه الفنية في الصناعات المختلفة، لتعتمد عليه مختلف الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية.
وعن البنية التحتية التي يوفرها المركز لتجار وصناع الماس معملياً، قالت الهاشمي: دبي ومركز السلع المتعددة، هما في قلب صناعة الماس وتشكيل ملامحه المستقبلية، حيث نمتلك مرافق هي الأكفأ عالمياً ونقدم العديد من المزايا لعملاء المركز، مثل «أكاديمية دبي للتصميم – في المجوهرات والماس)، والتي تقدم ورشاً فنية وتدريبية بتشكيل وتصنيع وصقل الماس والمجوهرات. الأمر الذي يعزز إقبال رواد الأعمال والمبتكرين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لفتح فروع ومقار وأعمال في المركز.
الذكاء الاصطناعي محور الصناعات
وأضافت الهاشمي، أن منظومة الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، والتطبيقات الذكية والألعاب الإلكترونية لدى المركز، ساهمت بشكل كبير في دعم وتسارع وتيرة زخم صناعة الماس في دبي ودولة الإمارات.
حيث ساهمت الرقمنة والخدمات الذكية، في تشكيل وصقل وقص وتطويع الماس المصنع معملياً، في منتجات حديثة ومتعددة وكثيرة.
ونلمس دعماً رسمياً لتعزيز وتطوير صناعة الماس في دبي، ولدينا نظام بيئي متنام للتقنيات المتقدمة، تدعم الإمارة بأن تكون الوجهة الأولى لأصحاب المشاريع والمتخصصين في القطاع. مع العلم، أن العديد من الشركات التي يحتضنها المركز، مثل (دايموند فاونتري) ( آمار)، تعتمد على تقنيات بيئية في صناعاتها كالتقنيات المائية في القص والصقل.
وأشارت الهاشمي، إلى أن أطول عقد ذهبي بعيار 18 قيراطاً، يتلألأ بمشغولات من الماس المصنع معملياً، تم تشكيله وصناعته في المركز، عبر شركة (آمار)، بطول 108 أمتار، ودخلت به موسوعة «غينيس» العالمية.
وأوضحت الهاشمي، أن المركز يستمع دوماً لمطالب واحتياجات العملاء والشركات المنضوية تحت عضويته، حرصاً منه على استمرار ديمومة أعمالهم والتطلع نحو توسع منتجاتهم وتنميتها وتطويرها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.