عملت الناقلة، خلال رحلة 40 عاماً، على مواكبة التطوّرات التقنية من حولها، فاستغلّت الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها التشغيلية، من إدارة الأمتعة وتوقّع تدفقات الركاب إلى مراقبة المحركات لحظياً، ما أسهم في خفض الأعطال المفاجئة وتحقيق وفورات بملايين الدولارات. وعملت على تحليل البيانات، باستخدام أحدث التقنيات لتوقّع أنماط استهلاك المسافرين، ما يسهم في ترشيد كميات الطعام على متن الطائرات وتقليل النفايات، من دون المساس بجودة التجربة المقدّمة.

ولم يتوقف استخدام الشركة للذكاء الاصطناعي عند هذا الحد، بل تستخدمه لمراقبة حالة المحركات لحظياً، ما أدى إلى خفض معدلات تحويل الرحلات غير المخطط لها، وتحقيق وفورات سنوية بملايين الدولارات نتيجة تقليل الأعطال المفاجئة. كما تُسخّره في إدارة حركة الأمتعة، وتوقّع تدفقات الركاب في المطارات، وتحسين جداول الرحلات والموارد الأرضية، ما يمنحها مرونة تشغيلية عالية.

شراكة مع فلاي دبي

عززت طيران الإمارات شراكتها مع «فلاي دبي»، ما زاد من التكامل بين الناقلتين، إذ تجاوز عدد المسافرين عبر الشبكة المشتركة 5 ملايين راكب حتى مارس/ آذار 2025، بنمو 36%. وتغطي الشبكة المشتركة 240 وجهة في أكثر من 100 دولة، عبر 295 رحلة مشاركة رمز يومياً، بأسطول مشترك يضم أكثر من 347 طائرة. كما أطلقت الناقلتان رحلاتهما إلى 14 وجهة جديدة ضمن شبكتيهما العالميتين، انطلاقاً من مراكز عملياتهما في دبي، منذ بداية العام الجاري 2025، فضلاً عن استئنافهما الخدمات الجوية إلى بعض الوجهات الموسمية، وزيادة عدد الرحلات إلى وجهات أخرى.

جوائز دولية

حصلت طيران الإمارات، على تقدير لمدة ثلاث سنوات من Telegraph Travel وتم تتويجها كأفضل شركة طيران لمسافات طويلة في عامي 2023 و2025، إضافة إلى جائزة «أفضل شركة طيران في العالم» في دراسة شاملة للمستهلكين في عام 2024. كما حصلت مؤخراً على لقب «العلامة التجارية العالمية الأكثر توصية بها لعام 2025» من قبل شركة YouGov.

وفازت طيران الإمارات خلال 2025 بجائزتين ضمن جوائز «أبيكس» المرموقة، وهي جائزة أفضل ترفيه جوي عالمي لعام 2026، وجائزة أرقى ناقلة جوية عالمية لعام 2026. كما حصدت جائزة «أفضل شركة طيران دولية»، ضمن جوائز «فوربس ترافل غايد» السنوية للتحقّق من جودة السفر الجوي، إلى جانب فوز الدرجة الأولى على متن طائرات بوينغ 777-300ER التابعة لها بجائزة «أفضل درجة أولى دولية» ضمن فوربس، وغيرها من الجوائز المرموقة.

تجارب العملاء

واصلت طيران الإمارات السعي لتقديم تجارب أفضل للعملاء، حيث استثمرت 63 مليون درهم لتطوير صالاتها المخصصة، وافتتحت صالتين جديدتين في مطاري لندن ستانستد وجدة، ليصل إجمالي عدد صالات طيران الإمارات حول العالم إلى 41 صالة. كما تم تجديد مرافق الصالات في كل من بانكوك وباريس، لتوفير تجربة استثنائية لعملائها في المحطات الرئيسية ضمن شبكتها العالمية. كما أطلقت الشركة خدمة «السيارة مع سائق» المميزة في الرياض، لتوسّع بذلك نطاق هذه الخدمة إلى أكثر من 70 مدينة.

وإلى جانب ذلك افتتحت طيران الإمارات فروعاً جديدة لمتجر «عالم طيران الإمارات» في 8 مدن عالمية، باستثمار بلغ 34 مليون درهم، لتقديم بيئة مخصصة تُمكّن خبراءها من خدمة العملاء بشكل مباشر ضمن مجتمعاتهم.

استثمارات

سجّلت مجموعة «طيران الإمارات» ارتفاعاً في التزاماتها الرأسمالية لتصل إلى 265.2 مليار درهم بنهاية 31 مارس 2025، مقارنةً ب 255.6 مليار درهم في العام المالي 2023–2024، وقد ارتفعت أصول طيران الإمارات الإجمالية بنسبة 2%، لتصل إلى 168 مليار درهم بنهاية مارس 2025 وفقاً لما ورد في أحدث تقاريرها المالية.

وتشمل هذه الالتزامات الإنفاق على الطائرات الجديدة قيد الطلب، وبرامج تحديث الأسطول القائم، إضافة إلى إنشاء مرافق هندسية وتقنية متطورة في دبي. كما يتركز في الصفقات الضخمة لشراء طائرات من طرازات الجيل الجديد مثل «إيرباص A350» وبوينغ 777X، والتي ستسهم في تعزيز كفاءة الأسطول وتوسيع شبكة الرحلات العالمية خلال السنوات المقبلة. إضافة إلى ذلك تشمل الاستثمارات منشأة هندسية جديدة في مطار آل مكتوم الدولي، وتوسعة مركز صيانة (EEMC)، إلى جانب تطوير حرم تكنولوجي جديد لدعم التحول الرقمي وتحديث البنية التقنية للمجموعة.

ومع احتفال طيران الإمارات بمرور 40عاماً على أول رحلة لها، يظهر الأداء القوي والمتسارع للشركة، خاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت أرقاماً قياسية من المسافرين. ورغم التحديات التي واجهتها صناعة الطيران بسبب جائحة «كوفيد-19»، تمكنت طيران الإمارات من استعادة زخمها والتكيف مع المتغيرات العالمية، ما يعزز مكانتها كواحدة من كبرى شركات الطيران في العالم.