دعت الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الصيني أكبر الاقتصادات في العالم إلى «حماية الإنجازات التي تحققت بشق الأنفس بشكل مشترك» في محادثاتهم التجارية الأخيرة، قبل اجتماع بالغ الأهمية بين دونالد ترامب وشي جين بينغ.

وأعلن المفاوضون التجاريون من كلا الجانبين أمس الأحد، أنهم توصلوا إلى سلسلة من الاتفاقيات بشأن قضايا تشمل الرسوم الجمركية ورسوم الشحن والفنتانيل وضوابط التصدير على مدى يومين في ماليزيا. وقد مثَّل ذلك تهدئة كبيرة للتوترات، بعد سلسلة من التهديدات الأخيرة بفرض رسوم جمركية وقيود تصدير جديدة هددت بعرقلة العلاقات الثنائية.

وفي لهجة تصالحية، ذكرت صحيفة الشعب اليومية الاثنين، أن التقدم المحرز يُظهر قدرة بكين وواشنطن على إدارة خلافاتهما.

من المتوقع أن يوقع شي وترامب على الشروط هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية عندما يجتمعان شخصياً للمرة الأولى منذ عودة الرئيس الأمريكي إلى السلطة وقد يكشف هذا الاجتماع تفاصيل حول قضايا مثل مشتريات الصين من فول الصويا الأمريكي، وخطط واشنطن لرسوم الشحن على السفن الصينية، وضوابط بكين على صادرات المعادن النادرة.

ومن منظور بكين، فإن تقليل حالة عدم اليقين الخارجية سيتيح لصناع السياسات الوقت للتركيز على دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز اكتفائه الذاتي التكنولوجي وبينما شهدت الشركات الصناعية الصينية ارتفاعاً كبيراً في أرباحها الشهر الماضي، وهو الأكبر منذ ما يقرب من عامين، لا يزال سوق العمل قاتماً، ولا يزال انهيار سوق العقارات المستمر منذ سنوات قائماً.

تأجيل القيود على المعادن

وقال وزير الخزانة الأمريكي: إنه يعتقد أن الصين ستؤجل أحدث قيودها على المعادن النادرة «لمدة عام بينما تعيد النظر فيها» بعد المحادثات الأخيرة ولم يكن من الواضح كيف ستفرض بكين قيودها المقترحة التي تفرض سيطرتها على أي شحنة عالمية تحتوي على ولو أثر ضئيل من بعض المعادن النادرة من الصين، وهي خطوة أثارت احتجاجات في أوروبا أيضاً، من بين المجالات المحتملة لتحقيق مكسب سريع هي الرسوم الجمركية البالغة 20% التي فرضتها الولايات المتحدة على بكين للضغط على السلطات لوقف تدفق المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في تصنيع المخدرات الفتاكة وقد يكون تخفيف هذه الرسوم -التي تُضاف إلى رسوم يوم التحرير- بمثابة نعمة للصين في وقت يشهد فيه الطلب المحلي ضعفاً.

وقد عقدت الصين والولايات المتحدة خمس جولات من المحادثات منذ أن كشف ترامب في إبريل/نيسان عن أعلى رسوم جمركية أمريكية منذ ثلاثينات القرن الماضي، والتي انتهت بفرض رسوم بنسبة 55% على الصادرات الصينية إلى أمريكا. وذكرت صحيفة الشعب اليومية أن هذه المحادثات دليل على أن كلا البلدين لا يرغبان في فك الارتباط الاقتصادي.

(وكالات)