اقتصاد / صحيفة الخليج

فرن الأرض

«ساي تيك ديلي»

منذ مليارات السنين، كانت الأرض مكاناً مختلفاً تماماً عما نعرفه اليوم، عالماً مضطرباً تغلي أعماقه بالحرارة وتتشكل قشرته تحت ضغط هائل. واليوم، يكشف العلماء عن سر جديد من أسرار هذا الماضي العميق، لا يقتصر على كيفية ولادة القارات، بل يمتد إلى فهم مواقع المعادن النادرة وربما الحياة خارج الكوكب.
في دراسة حديثة نشرتها جامعة بنسلفانيا، توصل فريق بحثي في علوم الأرض إلى أن استقرار القارات، وهو أحد الشروط الأساسية للحياة، لم يحدث إلا بعد أن تعرضت القشرة الأرضية لدرجات حرارة تفوق 900 درجة مئوية، أي أكثر بنحو 200 درجة مما كان يعتقد سابقاً. هذه الحرارة الهائلة، كما يصفها الباحثون، كانت بمثابة الفرن الكوني الذي صهر المعادن ونقل العناصر المشعة نحو السطح، ما سمح بتبريد القشرة وتصلبها تدريجياً.
ويقول العلماء إن العناصر المشعة، مثل اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم، هي التي تولّد الحرارة في باطن الأرض، وإذا ظلت محصورة في الأعماق فإنها تذيب القشرة وتمنع استقرارها. أما عندما تصعد نحو السطح، فإنها تخرج الحرارة إلى الخارج، فتبدأ عملية التبريد التي أدت إلى تشكل الصفائح القارية المستقرة التي نعيش عليها اليوم.
ويشبه الباحثون هذه العملية بما يحدث في تشكيل الفولاذ المطروق، إذ يسخن المعدن حتى يصبح ليناً، ثم يطرق ليكتسب صلابة أكبر. وبالطريقة نفسها، شكلت القوى التكتونية القارات تحت ضغط وحرارة هائلين داخل فرن أرضي هائل.
اعتمد الفريق على تحليل مئات العينات من الصخور المتحولة المأخوذة من جبال الألب في أوروبا ومن الجنوب الغربي للولايات المتحدة. وتبين أن الصخور التي تعرضت لدرجات حرارة تفوق 900 درجة مئوية، تحتوي على نسب أقل من العناصر المشعة، ما يؤكد أن الحرارة العالية كانت المفتاح في إعادة توزيع مكونات القشرة الأرضية.
ويقول الباحثون إنهم وجدوا وصفة جديدة لتكوين القارات، وهي تسخين الصخور أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقاً. وكما يطرق المعدن الساخن ليزداد صلابة، تشكل القارات تحت ضغط وزمن وحرارة في معادلة كونية جعلت الكوكب صالحاً للحياة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا