اقتصاد / ارقام

أبولو الياباني .. التمثيل الضوئي الاصطناعي يقود ثورة العالمية

  • 1/2
  • 2/2

في الوقت الذي تتسارع فيه تحديات التغير المناخي ويزداد الطلب على عالمياً، تبرز بمبادرة طموحة تشبه برنامج "أبولو" الفضائي، لكنها هذه المرة في مجال التمثيل الضوئي الاصطناعي.

 

الفكرة بسيطة في جوهرها: استنساخ عملية التمثيل الضوئي الطبيعية التي تحوّل ضوء الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون إلى مركبات عضوية ووقود، ولكن على نطاق صناعي.

 

تمثل هذه التقنية ثورة محتملة في إنتاج الطاقة والمواد، مع قدرة حقيقية على إزالة الكربون من الغلاف الجوي، ما يجعلها إحدى الطرق القليلة لإحداث انبعاثات سلبية فعلياً.

 

 

أبولو الياباني

 

اليابان ترى في مشروعها هذا "أبولو الياباني"، ليس حل مشكلات الطاقة المحلية فحسب، بل لمواجهة التحديات العالمية.

 

يسعى المشروع لاستغلال وفرة الموارد الطبيعية — الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون — لإنتاج مركبات عضوية ووقود نظيف.

 

ويجمع المشروع بين الابتكار العلمي والتخطيط الاستراتيجي على غرار برنامج أبولو الفضائي ، ما يعكس روح التصميم البشري على تحقيق المستحيل.

 

في مواجهة تغير المناخ، تشير التقديرات إلى أن مستويات ثاني أكسيد الكربون ارتفعت من 280 جزءاً في المليون قبل الثورة الصناعية إلى 430 اليوم، مع تأثير مباشر على الحرارة والأعاصير والحرائق والجفاف.

 

بينما يوفر التمثيل الضوئي الاصطناعي حلاً مبتكرًا لإنتاج الوقود والطاقة بشكل نظيف، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من الانبعاثات.

 

التمثيل الضوئي الاصطناعي

 

أطلقت اليابان مجموعة دراسية لتحديد مراحل التطبيق الاجتماعي المبكر للتمثيل الضوئي الاصطناعي، مع خارطة طريق واضحة للسنوات 2030 و2035 و2040.

 

شمل هذه المراحل تحقيق تنفيذ جزئي بحلول 2030 وإنتاج واسع النطاق للمواد الأساسية والمركبات عالية القيمة بحلول 2040.

 

وتبرز أهمية تطوير التحفيز الكهروكيميائي والتحفيز الضوئي، مع تقديم دعم مالي لإنشاء منشآت تجريبية ومنصات تعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والأكاديمي.

 

حتى الآن، أظهرت التجارب قدرة التقنية على إنتاج مركبات قيمة مثل العطور، لكن التحدي يكمن في جعل إنتاج الإيثانول الاقتصادي مماثلاً أو أقل من تكلفة الوقود الأحفوري.

 

سيتيح تحقيق ذلك مصدر طاقة جديدًا ويجعل إزالة الكربون من الغلاف الجوي حقيقة ملموسة، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو التخفيف من آثار تغير المناخ.

 

 

أبعاد اقتصادية

 

إلى جانب المنافع البيئية، يحمل المشروع أبعاداً اقتصادية استراتيجية لليابان، التي شهدت تراجع ترتيبها في الناتج المحلي الإجمالي للفرد من المركز الثاني عالمياً عام 2000 إلى المركز 38 في 2024.

 

مع انخفاض عدد السكان وارتفاع متوسط العمر، يهدف المشروع لتعزيز الابتكار وزيادة الإنتاجية الوطنية، مع إمكانية توسيع الإنتاج عالميًا، وفتح أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا، وتقليل التوترات الجيوسياسية الناجمة عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.

 

قد يصبح التمثيل الضوئي الاصطناعي محركاً للنمو الاقتصادي العالمي، كما فعل برنامج أبولو في مجالات الابتكار الصناعي.

 

ولتحقيق ذلك، تحتاج اليابان إلى التزام وطني استثماري ضخم، بما يعادل نحو 1 تريليون ين سنوياً، أي ما يعادل استثمار الولايات المتحدة في برنامج أبولو بعد تعديل القيمة للعملة الحالية.

 

هذا الاستثمار سيضع اليابان على مسار الريادة العالمية في الطاقة، ويقدم للعالم تقنية قابلة للتوسع لإزالة الكربون، تساهم في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.

 

باختصار، الـ"أبولو الياباني" للتمثيل الضوئي الاصطناعي مشروع طموح يعكس دمج الابتكار البيئي والتنافسية الاقتصادية، ويعيد اليابان إلى صدارة القيادة العلمية، مع تقديم حل عالمي مستدام لتحديات المناخ والطاقة.

 

إن نجاح هذا المشروع ليس مجرد خطوة نحو الطاقة النظيفة، بل تحوّلاً استراتيجياً يضع البشرية على طريق مستقبل آمن ومستدام اقتصادياً وبيئياً.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا