اقتصاد / صحيفة الخليج

بـ 149 مليار دولار ووصية أخيرة.. وارن بافت يودع إمبراطوريته

حازم مصطفى

في مشهد يُشبه لحظة تسليم الراية في سباق امتدّ لعقود، يطوي وارن بافت فصلاً تاريخياً من مسيرته الاستثمارية، واضعاً أسس الانتقال بهدوء وحنكة إلى جيل جديد داخل إمبراطورية «بيركشاير هاثاواي».


الرجل الذي يُلقّب بـ«حكيم أوماها» قرّر تسريع وتيرة توزيع ثروته البالغة 149 مليار دولار على مؤسسات أبنائه الخيرية، في خطوة تمزج بين الواقعية والحكمة التي ميّزت مسيرته، مع الحفاظ على ولائه العميق لشركته ولمن سيخلفه، غريغ آيبل، حسبما أفادت «سي إن بي سي».

رسالة شكر

وفي رسالة شكر بمناسبة عيد الشكر، أعلن بافت أنه سيُسرّع عملية التبرع بأسهمه في «بيركشاير» لصالح المؤسسات التي يديرها أبناؤه الثلاثة، موضحاً أن تقدّمهم في السن يجعله راغباً في ضمان تنفيذ خططه قبل أن تُحال إدارة أمواله إلى أوصياء بدلاء.


وأضاف بافت، الذي يستعد للتنحي عن منصبه كمدير تنفيذي مطلع العام المقبل، أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار خطة مدروسة تتيح لمساهمي «بيركشاير» فترة انتقال قصيرة لبناء الثقة في الرئيس التنفيذي الجديد غريغ آيبل، البالغ 63 عاماً، مؤكداً: «أودّ الاحتفاظ بجزء كبير من أسهم الفئة (A) حتى يكتسب المساهمون في بيركشاير الراحة والثقة نفسها التي تمتّع بها تشارلي وأنا على مدى السنوات الطويلة».


وأشار إلى أن أبناءه وأعضاء مجلس إدارة الشركة يدعمون آيبل بالكامل، مضيفاً: «ذلك المستوى من الثقة لن يستغرق وقتاً طويلاً ليتحقق».


ويمتلك بافت نحو 149 مليار دولار من أسهم «بيركشاير»، معظمها من الفئة «A» التي تُتداول حالياً بنحو 751,480 دولاراً للسهم الواحد. وقد حوّل أخيراً 1800 سهم من هذه الفئة إلى 2.7 مليون سهم من الفئة «B»، ووزعها على أربع مؤسسات خيرية هي: «مؤسسة سوزان طومسون بافت»، و«شيرود فاونديشن»، و«مؤسسة هوارد جي. بافت»، و«مؤسسة نوفو».


وشدّد بافت على أن تسريع وتيرة عطاياه لا يعني أي تغيّر في نظرته لمستقبل «بيركشاير»، قائلاً: «هذه الخطوة لا تعكس أي تراجع في قناعاتي بشأن آفاق الشركة».

«أنا بخير»

في رسالته التي حملت قدراً كبيراً من الصراحة، قدّم بافت تحديثاً نادراً عن حالته الصحية قائلاً: «لدهشتي، أشعر عموماً بأنني بخير. أتحرك ببطء وأقرأ بصعوبة متزايدة، لكنني أذهب إلى المكتب خمسة أيام في الأسبوع وأعمل مع أشخاص رائعين».


وأشار إلى أنه سيواصل كتابة رسالة عيد الشكر كل عام، بينما سيتولى آيبل كتابة الرسالة السنوية للمساهمين التي اعتاد العالم انتظارها منذ عام 1965، معتبراً أن الوقت حان لـ«أن يصمت قليلاً... أو تقريباً».

إرث من الصلابة والاستمرارية

منذ أن استحوذ على «بيركشاير» عام 1965، حوّل بافت الشركة من مصنع نسيج متعثر إلى تكتل عملاق تبلغ قيمته السوقية تريليون دولار، تمتد أنشطته عبر التأمين والسكك الحديدية والمرافق العامة والعلامات الاستهلاكية.


وأكد بافت في رسالته أن الشركة مصممة لتصمد أمام أشد الأزمات، قائلاً: «بيركشاير أقل عرضة لكارثة مدمّرة من أي شركة أعرفها».


وتجلس الشركة اليوم على سيولة قياسية تبلغ 381.6 مليار دولار بنهاية سبتمبر، بعد أن واصلت بيع الأسهم على مدى 12 ربعاً متتالياً، في إشارة إلى حذر بافت تجاه الأسواق المرتفعة القيمة.


ورغم ضخامة حجمها، لا تزال أعمال «بيركشاير» تحقق أداءً قوياً، إذ قفزت أرباح التشغيل 34% في الربع الثالث من العام، لكن بافت أقرّ بأن حجم الشركة أصبح سلاحاً ذا حدين، قائلاً: «في المجمل، تمتلك بيركشاير آفاقاً أفضل من المتوسط، لكن خلال عقد أو اثنين ستكون هناك شركات حققت أداءً أفضل؛ فحجمنا له ثمن».


وختم بافت رسالته بنبرة من الإيمان العميق بالسوق الأمريكية قائلاً: «سعر سهمنا سيتحرك بشكل متقلب، وقد ينخفض بنسبة 50% كما حدث ثلاث مرات خلال 60 عاماً من إدارتنا الحالية... لا تيأسوا؛ أمريكا ستنهض مجدداً، وكذلك أسهم بيركشاير».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا