ثمانون عامًا مرت منذ استسلام اليابان لقوات الحلفاء، وما زالت الحرب العالمية الثانية تلقي بظلالها الثقيلة على شرق آسيا، وفي حين يحفظ السكوت عن ملف تايوان هدنة هشة بين بكين وطوكيو بعد جراح الماضي العميقة، تبدد هذا الهدوء فجأة، حين أعلنت رئيسة الوزراء اليابانية "ساناي تاكايتشي" تصريحات صادمة، ألمحت فيها إلى أن قوات الدفاع الذاتي قد تتدخل إذا ما تعرضت تايوان لهجوم صيني، محذرة من تهديد وجودي للأمن القومي لليابان.
العرض العسكري
- في 3 سبتمبر، نظمت الصين عرضًا عسكريًا ضخمًا للاحتفال بما تسميه "حرب المقاومة ضد العدوان الياباني"، وتعرّض الحزب الشيوعي الصيني لانتقادات في طوكيو لتأجيجه المشاعر المعادية لليابان، وفي الولايات المتحدة لتقليله من شأن دور أمريكا وتضخيمه لدور روسيا.
سرديات الحرب
- يركز الخطاب الصيني على دور الشيوعيين في مقاومة اليابان، بينما تؤكد تايوان أنها الطرف الذي استسلمت له طوكيو رسميًا، وأن جيشها هو من خاض أغلب القتال، وتسبب هذه السرديات المتناقضة لنهاية الاستعمار الياباني للجزيرة في توتر سياسي مستمر.
الغموض المفقود
- خلال جلسة للبرلمان الياباني، أوضحت "تاكايتشي" أن استخدام القوة العسكرية تجاه تايوان يمكن أن يشكل تهديدًا وجوديًا لليابان ويستدعي التدخل، وهو ما يشكل تحولًا واضحًا عن التحفظ التقليدي لطوكيو تجاه شؤون الجزيرة، وأعاد إحياء النقاش حول حدود دور اليابان العسكري وفق دستورها السلمي.
الدفاع المشترك
- ينص الدستور الياباني بعد الحرب العالمية الثانية على حظر استخدام القوة كوسيلة لحل النزاعات الدولية، لكن قانونًا صدر عام 2015 (أثناء رئاسة "شينزو آبي"، الذي كان له تأثير كبير على مسار "تاكايتشي" السياسي) يسمح لليابان بالدفاع عن دولة حليفة تتعرض لهجوم.
الغضب الصيني
- وصفت بكين تصريحات "تاكايتشي" بأنها مستفزة وخطيرة للغاية واستدعت السفير الياباني للتنديد وهددت برد قاسٍ، كما أقدم قنصل صيني في أوساكا على حذف منشور طويل تضمن عبارات مباشرة اعتبرتها طوكيو "غير لائقة" تنطوي على تهديد مبطن.
الإرث التاريخي
- تحمل العلاقات الصينية–اليابانية إرثًا ثقيلًا يعود تاريخه إلى سلسلة من النزاعات المسلحة في القرن التاسع عشر، وقد أُشير إلى ذلك في بيانٍ أصدرته وزارة الخارجية الصينية، حيث قالت إنه "إذا لم تستخلص اليابان دروس التاريخ وتجرأت على المخاطرة المتهورة، وتدخلت عسكريا في قضية مضيق تايوان، فإنها ستتكبد حتمًا خسائر فادحة".
تصعيد عسكري
- صعّدت الصين وجودها العسكري بإرسال سفن خفر السواحل إلى جزر "سينكاكو"، إضافة إلى تحليق طائرات مسيّرة قرب جزيرة "يوناجوني"، وهي أقرب جزيرة يابانية إلى تايوان (تبعد حوالي 110 كيلومترات)، كما أعلنت تايوان رصد 30 طائرة وسفينة عسكرية صينية في غضون 24 ساعة.
خسائر سياحية
- تُعد الصين مصدرًا رئيسيًا للسياحة اليابانية، حيث زار اليابان أكثر من 6.7 مليون سائح صيني في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، وفي مايو 2024، كان هناك أكثر من 120 ألف طالب صيني في اليابان.
تداعيات اقتصادية
- أصدرت السفارة الصينية في اليابان تحذيرًا لمواطنيها بتجنب السفر إلى اليابان في المستقبل القريب، وقدَّر خبراء أن ذلك التحذير قد يُلحق ضررًا اقتصاديًا باليابان يصل إلى 2.2 تريليون ين (نحو 14 مليار دولار).
حذر تايواني
- حث الرئيس التايواني "لاي تشينج تي" الصين على ممارسة ضبط النفس وإظهار السلوك الذي يليق بقوة عظمى، بدلاً من أن تصبح مصدر زعزعة للسلام والاستقرار الإقليميين، وتصر حكومة تايوان على أن شعبها فقط هو من يملك حق تقرير مستقبل الجزيرة.
المصادر: ذا كونفرزيشن – ذا جارديان - بي بي سي - كلية التاريخ بجامعة أكسفورد - إبسكو ريسيرش ستارترز
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
