برز الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة معاوناً أساسياً للطلبة في مختلف مراحلهم، في حل واجباتهم وعمل مشاريعهم المدرسية، وخاصة «شات جي بي تي»، وغيره من التطبيقات الذكية، التي أصبحت ركناً أساسياً أسهم في تسهيل المهام المدرسية على الطالب والمعلم.
أكد تربويون أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا مفرّ منه، ولا بدّ من التوجيه الصحيح للطلبة، للاستفادة القصوى منها، من غير أن تسهم في غرس الاتكالية وتعطيل التفكير.
د. عائشة البك، أشارت إلى أن استخدام «شات جي بي تي» يمكن أن يسهم في اكتساب الطلبة اللغة، ويعزز لديهم آلية تنظيم الكتابة وغيرها من المهارات المتعددة. كما أن تلك التقنية تسهم في تطوير عمل المعلم في وضع الخطة الدراسية، وعمل نماذج للشرح وللاختبارات، واستخدامها بما يختصر الوقت. ويمكن أن يوجه المعلمون الطلبة إلى كيفية الاستخدام. كما يمكن أن تُخصَّص برامج تُقيد بحدود القيم والمبادئ، التي نُربي عليها أبناءنا، وتتناسب مع التوجهات العامة.
وأكد خلفان النقبي أن الدولة تكتب فصلاً جديداً في التعليم، بإدخالها مادة الذكاء الاصطناعي، حيث إنه شريك استراتيجي في بناء العقول، وهي خطوة استباقية وريادية، إذ اعتمد في مناهج التعليم، لتؤكد قيادتنا الرشيدة مجدداً أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من التعليم، وينطلق نحو المستقبل الواعد، إذ يتحول من أداة إلى شريك في بناء الفكر النقدي الإبداعي، وتعزيز آفاق التعلم التفاعلي.
شريك استراتيجي
وأوضح النقبي أن هذه الخطوة لا تواكب العصر فقط، بل تصنعه، حيث إن دمجه في المناهج يعكس التزاماً راسخاً برؤية مئوية الإمارات 2071، حيث يُعاد تعريف التعليم، لا ليواكب الثورة الصناعية الرابعة فحسب، بل ليقودها باقتدار.
ليلى مرهش، امتدت خبرتها 14 عاماً في التدريس، أكدت أن استخدام «شات جي بي تي» بالتحديد مفيد، لكن لا غنى عن المعلم، الذي يوجه الطالب ويعلمه مهارات التفكير الناقد وطرح الأسئلة الاستنتاجية. موضحةً أنها تستخدم التطبيقات أداة مساعدة في التدريس والشرح، ووضع الخطط العلاجية للطلبة، وتحليل البيانات والدرجات، وتصميم الدروس على هيئة رسوم متحركة، واستخدام برامج للتصحيح، وبرامج لاستحداث أنشطة تفاعلية. وتلك التطبيقات قد تُفقد الطلبة لغة التواصل، ونحن المعلمين نعزز التواصل في المدرسة، ونغرس قيماً ومبادئ، ولا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلاً للمعلم بأي حال.
المعلم أولاً
وقالت ربى عناب، معلمة رياضيات: إنّه في عصر تتسارع فيه التقنيات وتتغير فيه طرائق التعلّم، أصبح من الضروري إعادة النظر في كيفية استثمار أدوات الذكاء الاصطناعي، داخل الصفوف الدراسية، إذ طُبقت، خلال الفصل الدراسي الثاني، مشاريع رياضيات صادرة عن الوزارة، دمج فيها «شات جي بي تي» أداة دعم، لكن التحدي الأكبر لم يكن تقنياً، بل كان تربوياً: كيف نستخدم الأداة دون أن نصبح معتمدين عليها بشكل كامل؟ وأوضحت أن استخدام الطالبات الأدوات، خلال الحصة الدراسية، أظهر أن بعض الطالبات تعاملن معها على أنها آلة لحل الواجبات، بينما وجدت بعضهنّ فيها فرصةً لفهم أعمق. وهنا كان دوري، أن أعلّمهن كيف يَسألن ويحصلن على الإجابة، بصورة دقيقة ومفهومة، ولا تعتمد على النسخ.
منصة للتفكير
وأضافت: بادرت إلى تعليم الطالبات مهارة طرح الأسئلة على الأداة بدلاً من نسخ المسائل وطلب الحل، وعملت على تدريبهنّ على كتابة أسئلة مثل: ما الفكرة الرياضية لحل السؤال؟ أو كيف أتحقق من صحة حلي؟ وكتابة عنوان الدرس، ومعرفة المفاهيم والمصطلحات الجديدة فيه، أو كتابة الحل بالخطوات التفصيلية، وأطلب من الطالبات فهم المسألة وحلها بطريقتهنّ الخاصة، كما فهمنها، بمعنى تلخيص الحل بصورة أدق. كما أطلب من الطالبات كتابة السؤال وطريقة حل كل طالبة هذا السؤال، والطلب من «شات جي بي تي» تقديم التغذية الراجعة البنّاءة لطريقة الحل وتصويب الأخطاء.
طرح الأسئلة
وقالت: استخدمنا الإجابات نقطة انطلاق لنقاشات صفية، هل هناك حلول بديلة؟ هل يمكن تسهيل الشرح أكثر؟ ما جعل النقاش أكثر إثارة بين أفكار الطالبات وأفكار التطبيق، كما استخدم في المشاريع، التي طبّقت في الفصل الدراسي الثاني، ليكون نقطة انطلاق لإيجاد الحلول للمشكلة والتفكير العميق.
نقطة انطلاق
وأكدت التربوية ربى عناب أن النتائج كانت ملموسة في إدراك الطالبات أن «شات جي بي تي» نقطة انطلاقهنّ فقط، ويكمن استكمالهنّ المهام بنجاح في الفهم والتدريب. لافتةً إلى ارتفاع مهارات التحليل لديهنّ، وزيادة مشاركتهنّ اللفظية، لتقديم التطبيق حلولاً مختلفة ومتنوعة في كل مرة، وإدراكهن أنه لم يحل محل تفكيرهنّ، بل أصبح منصةً تساعدهنّ على ترتيب أفكارهنّ.
مهارات التحليل
مريم خميس الشحي، أكدت أنها استخدمت الذكاء الاصطناعي في الحصص الدراسية، حيث قسمت الطالبات لمجموعات، وكل مجموعة تقرأ في مجال معين وتنفذ المهام، مثلاً «المجال القانوني» تبحث كيف يستخدم في القانون، وطلبت من الطالبات تصميم مخطط ذهني، يلخص الفقرات، التي تمت قراءتها عبر برنامج «كانفا»، ومجموعة أخرى تقرأ في الإعلانات، وصمّم مقطع من خلال برنامج مخصص لإعلامية تقرأ الفقرة الملخصة، وكل مجموعة تستخدم البرامج الخاصة في مجالها، وبذلك عملت على تفعيل البرامج واستخدام الطالبات الأمثل لها، حيث أصبحن ملمات بالبرامج الذكية وكيفية استخدامها.
تفعيل البرامج الذكية
أما الدكتورة عائشة المطوع، أخصائية نفسية في «جامعة الشارقة»، فأكدت أن استخدام الطلبة أياً من التطبيقات الحديثة نوع من التطور التقني، ولا يمكن أن نمنعهم من استخدامه، ولكن لا بدّ أن نوجّههم التوجيه الصحيح، ونستفيد منه، مثلاً، في التفكير النقدي. كما يمكن توجيههم ليطلبوا من الذكاء الاصطناعي محاورة شخصية تاريخية، كابن خلدون، ليستفيدوا من سيرته ويفهموا عقلية الشخصية.
التفكير النقدي
ورأت أن المسألة الأكثر أهمية تكمن في كيفية توجيه المعلم الطالب لاستخدام «شات جي بي تي» في كتابة رأيه الشخصي، على سبيل المثال عن فائدة الأداة، ما يشجع الطلبة على التحليل والاستنتاج، وهي وسيلة تعليمية جذابة وفعالة.
أما عن السلبيات، فأوضحت أن المعلومات مفتوحة ولا يوجد أمان في استخدامها. كما أن الاعتماد عليه يعطل عضلات «الدماغ»، ويجعل الطلبة يقدمون إجاباتهم من دون تفكير. ويمكن تفادي ذلك بتوجيههم إلى كيفية الاستفادة النموذجية من هذا التطور التقني وأمثاله.
تعطيل «الدماغ»
أما عن السلبيات، فأوضحت أن المعلومات مفتوحة ولا يوجد أمان في استخدامها. كما أن الاعتماد عليه يعطل عضلات «الدماغ»، ويجعل الطلبة يقدمون إجاباتهم من دون تفكير. ويمكن تفادي ذلك بتوجيههم إلى كيفية الاستفادة النموذجية من هذا التطور التقني وأمثاله.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.