عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

ضمن تدابير احترازية لضمان بيئة صحية.. المدارس تمنع استخدام «الدليفري»

مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، بثت إدارات مدرسية رسائل توعية حول التغذية السليمة للطلبة خلال فترة وجودهم في المدرسة، مؤكدة أنها تسهم في تحسين الصحة البدنية، وزيادة التركيز وتقوية الذاكرة، مع إمداد الجسم بالطاقة اللازمة للأنشطة اليومية، إضافة إلى تعزيز الصحة النفسية لمواجهة الضغوط الأكاديمية، وتكوين عادات غذائية تدوم مدى الحياة. وألزمت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي المدارس بتدابير جديدة لضمان بيئة غذائية صحية في المؤسسات التعليمية، منها عدم السماح باستخدام خدمات توصيل الطعام الخارجية خلال ساعات الدراسة، لمنع حصولهم على أطعمة غير صحية. وكشف أطباء ومختصو تغذية أن نسبة الطلبة الذين يحملون مكونات غذائية غير صحية في الـ«لانش بوكس» المدرسي، تقارب 44% من إجمالي الطلبة، لافتين إلى أن أبرز مظاهر تناول الأغذية غير الصحية انتشار السمنة والإصابة بمرض السكري.

وتفصيلاً، حذرت مدارس في رسائل توعية حول التغذية السليمة، من الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، ومنها رقائق البطاطس، والمشروبات الغازية والوجبات السريعة لاحتوائها على نسب مرتفعة من السكريات والدهون، ونسب منخفضة من المعادن والفيتامينات الضرورية للجسم. وحددت مواصفات صندوق الطعام الصحي، وأبرزها أن يكون مصنوعاً من مادة آمنة، ولا يتفاعل مع الأغذية، ويحافظ على الطعام من التلف، إضافة إلى احتوائه على أقسام مختلفة لوضع الأطعمة بكميات مناسبة ودون تداخل.

وأكد معلمون وإداريون في مدارس مختلفة، محمد هاني وأسامة السعدي وثريا حافظ وآمنة إبراهيم ورشا موسى، أن الطلبة خصوصاً في المرحلة الثانوية اعتادوا خلال السنوات الماضية طلب وجبات جاهزة من المطاعم واستلامها عن طريق «الدليفري»، إضافة إلى مطاعم وجبات سريعة في محيط المدارس تقدم خدماتها - من خارج الأسوار - إلى الطلبة بعد اختيار الوجبة وتسديد ثمنها قبل دخول المدرسة على أن يكون الاستلام في وقت الراحة من خارج البوابة المدرسية.

وذكروا أن ظاهرة السمنة بين طلبة المدارس مرتبطة بانتشار خدمات مطاعم الوجبات السريعة في محيط المدارس، ولجوئها إلى الدعاية اليومية أمام الأبواب، عبر ترويجية لإغراء الطلبة بشرائها قبل دخولهم للمدرسة، مشددين على أن نشر ثقافة الغذاء الصحي مهمة لا تقوى عليها المدارس بمفردها، وإنما تتطلب مساندة قوية من المنزل من خلال تزويد الطلبة بصندوق طعام يحتوي على أصناف غذائية مفيدة أو تسجيلهم في نظام الوجبات المدرسية، مع ضرورة عدم منحهم مصروفاً يومياً كبيراً، لتجنب شراء الوجبات غير الصحية وغيرها من المشروبات والحلوى.

معايير صحية

وحدد أطباء ومختصو تغذية خمسة معايير صحية يجب الالتزام بها في وجبة الغذاء المدرسية، تشمل تجنب الأطعمة غير الصحية كاللحوم المصنعة والسكريات والعصائر المحلاة، والتركيز على الفاكهة والخضراوات، وتزويد الطفل بالماء يومياً لتجنب الجفاف، واختيار صناديق حفظ طعام مصنوعة من مواد آمنة صحياً، والتنبيه على الطالب بأهمية تناول غذائه وشرب الماء في المدرسة، محذرين من إسهام صندوق الطعام غير الصحي في زيادة احتمالية إصابة الطلبة بالسمنة والسكري.

وأشار استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سجواني، إلى أن تناول وجبات غير صحية يترتب عليه وجود السمنة لدى الطلبة، وهي تعتبر سبباً رئيساً لإصابتهم بأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب وضعف الإدراك، إضافة إلى إصابتهم بأمراض مستقبلية، إذ تعتبر سبباً رئيساً لعدد من الأمراض السرطانية.

وأوضح سجواني أن الوجبات غير الصحية مملوءة بالدهون المهدرجة والسكريات، ومحتوية على مواد حافظة غير جيدة، وكثير منها عديم الفائدة، إضافة إلى وجود الألوان والأصباغ في المشروبات التي لا توفر العناصر الغذائية للطلبة، وبالتالي تؤدي إلى إصابتهم بأمراض في العظام، مثل الليونة ونقص البروتينات، بسبب سوء التغذية، إضافة إلى أن الإفراط في تناول الوجبات السريعة يجعل الأطفال أكثر عرضة للاكتئاب والغضب والتوتر والقلق والأمراض النفسية.

وقال سجواني: «ما يأكله الطفل وهو صغير يظهر على جسمه في الكبر، لذا يُصاب الأشخاص بالسكري وهم في الـ40 من عمرهم، رغم أنهم لا يتناولون السكر ويكون السبب في ما كانوا يتناولونه سابقاً وهم صغار، فجسم الإنسان لا يعمل بنظام التشغيل والفصل (أون، وأوف)، فكل ما نأكله هو استثمار، لذا يجب أن يكون استثماراً في الصحة»، مشدداً على دور الرقابة المنزلية على الأطفال لأن الأهالي هم من يدفعون ثمن طلبات الوجبات السريعة «الدليفري»، لذا يجب أن تكون هناك رقابة من الآباء لضمان صحة أطفالهم.

محتويات مثالية

وأكدت أخصائية التغذية العلاجية، الدكتورة فاطمة بن عمار، أن حقيبة الطعام المدرسية لها دور مهم في تعزيز صحة الطالب، وتحسين التحصيل الدراسي، وتقليل الضغوط، معربة عن استغرابها وجود أطعمة غير صحية فيها، كالسكريات، والشوكولاتة، و«الشيبس» والعصائر الملونة، مشيرة إلى وجود مواصفات للطعام الذي يوضع في حقيبة طعام الطلاب لتعزيز صحتهم، منها أن تحتوي على الماء لإتمام العمليات الحيوية، لأن الجفاف أو انخفاض السوائل في الجسم يؤثر سلباً في التركيز وقدرة الطالب على الاستيعاب.

وقالت: «يجب أن يحتوي صندوق الطعام على الخضار والفواكه، فهذه أطعمة تحتوي على الألياف والسكر الطبيعي، وفوائدها تؤثر بشكل إيجابي في تعزيز عمل الدماغ، كما أنها لا ترفع مستوى السكر في الدم بشكل سريع، وهي سهلة وسريعة التناول، ولها علاقة بتحسين وصول السكر إلى الدماغ»، مشيرة إلى أهمية «وضع شطيرة غنية بالكربوهيدرات والبروتين كسندويتشات الخبز الأسمر مع الجبنة أو اللبنة، ووضع قطع من الخيار أو الجزر والزيتون، وأن نستبدل رقائق البطاطس بالمكسرات، لما لها من أخطار كبيرة تؤثر سلباً في الأداء المدرسي وتؤدي إلى الإصابة بالسمنة».

وحذّرت من خطورة احتواء صندوق الطعام المدرسي على أغذية مثل الشوكولاتة والعصائر الملونة والبطاطس والحلويات أو السكريات التي تؤثر سلباً في أداء الطالب وتركيزه، مشيرة إلى أهمية اختيار صندوق طعام مصنوع من مواد غير ضارة وسهلة التنظيف، وأن يكون محكم الإغلاق، كما يجب تنظيفه يومياً بالماء والصابون وتجفيفه جيداً لضمان نظافته.

الصندوق الملون

وقالت أخصائية التغذية العلاجية، الدكتورة نور ضهير: «يجب أن يشمل (اللانش بوكس) المدرسي أصنافاً مختلفة من الفواكه والخضراوات، حيث تجذب الألوان الأطفال وتجعلهم سعداء ويقبلون على الطعام الصحي، كما يجب اختيار الحبوب الكاملة (نوع الكربوهيدرات أكثر أهمية من كميتها) مع أهمية استبدال الأصناف غير الصحية بالصحية».

وقالت: «يجب أن يعتاد الأطفال تناول الزبادي والتوت بدلاً من الكعك، وأن يتناولوا حبوب الإفطار العادية مع الفواكه المجففة بدلاً من حبوب (الكورن فليكس) المغلفة بالسكر، مع ضرورة الانتباه إلى حجم الحصص الغذائية للأطعمة المختلفة، والابتعاد عن السكريات والحليب بالنكهات، وشرب المياه والعصائر الطازجة».

النسب الصحية

وأضافت ضهير: «المكونات الأنسب لصندوق الطعام هي 25% نشويات صحية (القمح الكامل أو الخبز متعدد الحبوب، الشوفان، 35% خضراوات وفاكهة طازجة، 25% من البروتين: الحليب، الزبادي، اللحوم الخالية من الدهون، الجبنة البيضاء، إضافة إلى 15% دهوناً صحية (الجوز، زيت الزيتون، الأفوكادو)».

ونصحت ذوي الطلبة بعدم إضافة أي من البيض أو اللحوم المصنعة (المرتديلا والهودوج والتركي، أو أسماك السالمون والتونة)، في حقيبة الطعام المدرسي، بسبب سهولة فسادها اختلاف عوامل الحرارة، ما قد يسبب تسمماً للأطفال.

وأشارت ضهير إلى أن نسبة الطلبة المصابين بالسمنة - نتيجة لتناولهم محتويات غذائية غير صحية - في الفئة العمرية من أربع سنوات إلى 17 سنة تراوح بين 20% و33%، أما نسبة الإصابة بالسكري من الفئة نفسها فتصل إلى 9%، مشيرة إلى أن الطلبة المصابين بالسمنة معرضون للإصابة بالسكري بنسبة 44%.

التحصيل العلمي

وأكدت الاختصاصية الاجتماعية، عزة عبدالله، أهمية حصول الطالب على وجبة غذائية صحية خلال يومه الدراسي، حيث «أثبتت الدراسات أنه في حال عدم الحصول على التغذية الجيدة في المرحلة الأولى من حياته، فإنه يكون عرضة للإصابة بالأمراض في المراحل اللاحقة من حياته»، مشددة على أنه «يمكن تسجيل الطلبة في مدرسة على أعلى مستوى من السمعة الأكاديمية، ولكن في حال عدم حصولهم على التغذية الأساسية السليمة، فنحن نعلم أنهم لن يتمكنوا من استيعاب وتحصيل هذا التعليم، لذا من الضروري انتقاء الأغذية التي يتم وضعها للطالب في الحقيبة الغذائية خلال اليوم الدراسي، حيث تتسبب نوعية الأطعمة بشكل كبير في الإصابة بالأمراض، ومنها السمنة أو زيادة الوزن والسكري من النوع الثاني، مع ضرورة أن تكون الوجبة صحية ومتوازنة لإمداد الطالب بالطاقة اللازمة خلال اليوم الدراسي، ما يساعده على زيادة التركيز».

سياسة جديدة

من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، أن نظام الغذاء الصحي والآمن يعتبر مفتاحاً للصحة الجسدية والنفسية، لذا فهو يُعد عاملاً أساسياً في توفير نظم غذائية صحية ومستدامة في المدارس، مشيرة إلى أن مسؤولية خلق نظم غذائية آمنة وصحية وتعزيز خيارات الطعام الصحي بشكل فعّال، تقع على عاتق اﻟﻤدارس، إضافة إلى ذلك تتحمل اﻟﻤدارس مسؤولية التأكد من أن توفير الطعام يدعم جهودها لتحسين الاستدامة البيئية لعملياتها.

وألزمت الدائرة اﻟﻤدارس، بناء على السياسة المدرسية الجديدة للطعام الصحي وسلامة الغذاء، بتوفير خيارات غذائية صحية وتشجيع ممارسات الوجبات الصحية والمستدامة، من خلال تدابير لخلق بيئة تدعم التغذية الصحية، والالتزام بالمعايير الغذائية اﻟﻤوصى بها في دليل أبوظبي الإرشادي للغذاء اﻟﻤتداول في اﻟﻤؤسسات التعليمية، إذا كانت اﻟﻤدرسة تقدم خدمات طعام، وتدابير للإشراف الفعّال على الطلبة أثناء وجبات الطعام، والتأكد من استهلاك الطلبة للأطعمة المقبولة «عدم جلب مواد مسببة للحساسية قد تضر الطلبة الآخرين»، والتأكد من حصول جميع الطلبة على وجبة كل يوم (ما لم يكونوا صائمين)، والانتباه للسلوكيات المثيرة للقلق في ما يتعلق بالطعام (اضطرابات الأكل والتنمر المتعلق بالطعام)، وتحديد التدابير التي تتخذها المدرسة لتعزيز سلامة الطلبة المصابين بالحساسية وعدم تحمل الطعام.

وأشارت إلى أن المدارس ملزمة بتعزيز ثقافة الطعام الصحي، وخلق ثقافة غذاء تشجع على نظام التغذية الصحي الذي يحتوي على الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية لجميع أفراد المجتمع المدرسي، وحظر تناول الأطعمة غير الآمنة، كتلك التي تحتوي على مسببات الحساسية (مثل المكسرات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين) أو توزيعها داخل مباني المدرسة، إضافة إلى تعزيز التثقيف الغذائي للطلبة من خلال اﻟﻤنهاج الدراسي الرسمي واستراتيجيات التفاعل الأخرى (مثل اﻟﻤسابقات وورش العمل)، لتمكينهم من اتخاذ خيارات فعّالة وسليمة.


عقوبات

ألزمت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي المدارس بمراعاة حساسية الطلبة وعدم تحملهم أنواعاً من الأطعمة عند التخطيط للأنشطة اﻟﻤدرسية والوجبات، وتوجيه أولياء الأمور بضرورة إبلاغ اﻟﻤدرسة فوراً إذا نشأت لدى أطفالهم حساسية، وتوفير الأدوية اﻟﻤناسبة للمدرسة، ومشاركة سجلات الحساسية الغذائية للطلبة مع اﻟﻤوظفين ذوي الصلة وأولياء الأمور والطلبة المعنيين، لتقليل خطر التعرض للمواد الغذائية اﻟﻤسببة للحساسية، إضافة إلى إجراء تقييمات للمخاطر اﻟﻤتعلقة بحساسية الطلبة، وتنفيذ تدابير مناسبة للحد من خطورتها، ووضع إجراءات لإدارة ردود الفعل التحسسية للطلبة بفاعلية.

وشددت الدائرة على أن جميع المدارس ملزمة بأن تكون متوافقة بالكامل مع سياسة الطعام الصحي وسلامة الغذاء، بحلول بداية العام الدراسي المقبل 2025-2026، إذ سيؤدي عدم الامتثال لهذه السياسة إلى تعرض المدرسة للمساءلة القانونية والعقوبات المطبقة بموجب اللوائح والسياسات والمتطلبات الخاصة بالدائرة، دون الإخلال بالعقوبات التي يفرضها قانون الجرائم والعقوبات وتعديلاته أو أي قانون آخر ذي صلة، كما تحتفظ دائرة التعليم والمعرفة بحق التدخل إذا تبيّن مخالفة اﻟﻤدرسة لالتزاماته.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا