تحقيق: يمامة بدوان

تتزاحم منافذ البيع والجمعيات التعاونية بعروض ترويجية، تزامناً مع «العودة إلى المدارس»، حرصاً على كسب رضا أولياء الأمور، الذين يتسابقون لشراء متطلبات أبنائهم، من حقائب وأدوات قرطاسية وغيرها.. لكن تلك العروض أصابت عدداً من المستهلكين بالصدمة، في ظل المغالاة بالأسعار، التي وصل بعضها إلى 999 درهماً، قبل نسبة حسم بلغت 56%، بحسب إحدى منصات البيع الإلكترونية، مقارنة بحقيبة بسعر 18 درهماً في أحد منافذ البيع التقليدي.

«الخليج» تجولت في عدد من أماكن البيع، التي أطلقت عروضها الترويجية، ضمن استعداد الأهالي لتجهيز أبنائهم الطلبة للموسم الدراسي 2025-2026، إلا أن الصفة التي تربط تلك العروض، هي تحولها إلى ما يشبه «الكرنفال»، بألوانه الزاهية والبراقة، واختيار المناطق الأمامية في المنافذ، لتكديس أغلبية المنتجات والمستلزمات التي يحتاج إليها الطلبة، ما يجعلها أول ما تقع عليه عين المستهلك، لدى دخوله المنفذ.

تعاونية الاتحاد

أكد محمد الهاشمي، الرئيس التنفيذي لتعاونية الاتحاد في دبي، حرص التعاونية على دعم المنتجات الوطنية، ضمن حملات العودة للمدارس، بتخصيص مساحة بارزة للعلامات التجارية المحلية التي أثبتت جودتها وكفاءتها. مشيراً إلى أن إطلاق هذه الحملات، يأتي ضمن نهج التعاونية الدائم في دعم العملية التعليمية والمجتمع، والحرص على تقديم منتجات موثوقة ومعتمدة، تعكس التزامها بتقديم الأفضل لعملائها في مختلف المناسبات. وأوضح أن حملات العودة إلى المدارس هذا العام، استثنائية بالمحتوى والتنوع، حيث وفرنا مستلزمات مدرسية تتماشى مع المعايير العالمية، وتعزز جاهزية الطلبة للعام الدراسي الجديد، مع مراعاة تلبية مختلف الأذواق والاحتياجات، ضمن بيئة تسوق مريحة، داخل الفروع أو عبر القنوات الرقمية التي خصصتها التعاونية للتسوق. كما نحرص على تقديم تجربة تسوّق متكاملة للأسر والطلبة مع بداية العام الدراسي، بطرح منتجات تتّسم بالجودة العالية وتنوع الخيارات، بما يشمل أحدث أدوات القرطاسية واللوازم المكتبية، والأجهزة الإلكترونية التعليمية الحديثة التي باتت جزءاً لا يتجزأ من بيئة التعلم المعاصرة.

تقليل الأعباء

وفي السياق ذاته، أوضح أيوب محمد عبدالله، المدير العام لتعاونية عجمان، أنه تزامناً مع بدء عودة الأسر من الإجازة، ولتقليل الأعباء المادية عليها، رصدت التعاونية نحو مليون درهم، لتغطية 3 حملات ترويجية، بمناسبة العودة إلى المدارس، تستمر حتى مطلع سبتمبر، بنسبة حسم تصل إلى 90% على منتجات القرطاسية، إلى جانب منتجات أخرى كالمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية.
وأضاف أن التعاونية بحملاتها الترويجية، توفر حقائب ذات جودة عالية لمختلف المراحل الدراسية، بأسعار تنافسية، تبدأ من 18 درهماً وصولاً إلى 160 درهماً. ومجموعات مختلفة من الأقلام والدفاتر ومستلزمات الدراسة وحقائب الطعام، حيث يتوقع أن تصل نسبة نمو المبيعات على أدوات القرطاسية إلى 100%.
وقال: حسب منتجات الحملة بالتعاونية، فإن كلفة تجهيز طالب مرحلة ابتدائية في الحدّ الأدنى، تصل إلى 150 درهماً، مع مراعاة وجود منتجات «ترند» تلبّي أذواق الطلبة، وبألوان متعددة، ما يجعل الخيارات كثيرة، خاصة أنها نوعت مصادر الاستيراد، للحصول على أفضل الأسعار، التي تتناسب مع مختلف الميزانيات.
وأكد أن التعاون ضد المغالاة التي تلجأ إليها بعض أماكن البيع، وتستغل حاجة المستهلكين في موسم العودة إلى المدارس، وتحول منطقة عروضها إلى مهرجان، تكثر فيه المغريات، ما يجعلها تؤرق الأسر، خاصة تلك التي لديها أكثر من طالب، ما يجعل تجهيزهم للموسم الدراسي عالي الكلفة.
في وقفة مع بعض المستهلكين، أكدوا أن الكثير من منافذ البيع تلجأ إلى إطلاق عروضها الترويجية قبل العودة للمدارس، بمدة وجيزة، ما يضيّق عليهم خيارات الشراء، وهو ما يجعل ذوي الأمر، يتسابقون لشراء متطلبات أبنائهم.. وقالت ميثاء راشد، إنها في كل عام تجري جولة استكشافية بالأسواق، قبل اتخاذ قرار شراء احتياجات ابنيها، ضمن الاستعداد للعودة إلى المدارس، حرصاً منها على اختيار منتجات بأسعار أقل، وبجودة مناسبة، إلا أنها تتسوق مستلزمات طفليها من أماكن مختلفة، في ظل المغالاة. كما أن كثرة العروض تصب في مصلحة المستهلك بالمقام الأول.
بينما أكد إسماعيل العمراني، أنه في ظل تعدد العروض الترويجية على الحقائب وأدوات القرطاسية، فإن أولياء الأمور يصابون بالصدمة لدى رؤية كثرة المنتجات وتباين الأسعار، إلا أنه عند إجراء حسبة سريعة عن كلفة تجهيز طالب بالمرحلة الابتدائية، فإن الأمر يتجاوز 3 آلاف درهم، ما يثقل كاهل الأسر، خاصة ممن لديهم أكثر من طالب.
اشترِ «أون لاين» والتوصيل باليوم نفسه
عمدت بعض منصات التسوق الإلكتروني، إلى إطلاق حملات ترويجية، تحمل عبارات جاذبة، مثل «اشترِ أون لاين والتوصيل باليوم نفسه»، تزامناً مع العودة إلى المدارس، ضمت أقساماً متعددة، منها حقائب الظهر لمرحلة الروضة والتمهيدي والابتدائي، بأسعار بين 74- 439 درهماً، التي كان سعرها الأصلي 999 درهماً، أعقبه خفض بلغ 56%، شمل مجموعة من حقائب الظهر والجرّ بعجلات، وأخرى لشخصيات كرتونية، وإكسسوارات ذات تصاميم وألوان براقة.
وتضمنت عروض المنصات الإلكترونية أدوات القرطاسية، مجموعات أقلام الحبر والرصاص، التي تبدأ أسعارها من 73 درهماً، ومستلزمات التغليف والدفاتر، التي وصل سعر الدفتر إلى 22 درهماً، وأجهزة «التابلت» بأسعار بين 313 و 2755 درهماً.