في ركن من أركان معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ينبض قطاع الفنون والحِرَف اليدوية بروحٍ لا تشيخ، ويهمس للزائرين بحكاياتٍ من رمال الصحراء، حيث عاش الأجداد وتجلّت العادات والتقاليد في تفاصيل الحياة اليومية، هناك لا تُعرض اللوحات والتحف والمنتجات التجارية فحسب، بل تُستعرض الذاكرة التي نسجت من البساطة جمالاً ومن الأصالة مجداً.
لم تكن التكنولوجيا دخيلةً على هذا القطاع، بل جاءت كضوءٍ خافتٍ يُسلّط على الجمال، فزادت الحرف اليدوية بهاءً من دون أن تطمس ملامحها، ومن تداخل التقنيات المعاصرة مع الحرف التقليدية، أُخرجت لوحاتٌ تحفظ تراث الأمس، وتقدّمه للأجيال القادمة كهديةٍ لا تُقدّر بثمن.
وفي زيارة إلى استوديو «تجربة الفنون الغامرة»، كمثال عن القطاع، قالت المدير العام لـ«استوديو مغاور آرت» شيخة حمد مغاور العلي: «تجربة الفنون الغامرة ليست مجرد مشروع فني، بل رحلة غنية لاستكشاف الهوية الإماراتية من خلال الإبداع، جاءت بالتعاون مع ديوان الرئاسة، ليطلق استوديو (مغاور آرت) مجموعة من اللوحات المرسومة يدوياً بكل حب وتفانٍ، ثم أُضيفت إليها لمسة من الذكاء الاصطناعي لتحاكي الحركة وتمنحها روحاً نابضة تنطق بالتراث».
وأوضحت العلي أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الفن، بل يُكمل جماله، إذ تُبرمج اللوحات بعد رسمها لتتحرك بأسلوب يحاكي مشاهد تراثية كالرزفة والصيد والفروسية، وتخرج من إطارها الثابت وتصل إلى الجمهور برسالة بصرية مؤثرة.
وأضافت أن هذه الرسالة تتمثل في أن التراث الإماراتي ليس مجرد ماضٍ محفوظ، بل هو حاضر حيّ يُروى بأحدث الوسائل، وتُظهر هذه اللوحات كيف يمكن للتقاليد أن تلتقي بالتكنولوجيا في تناغم فني راقٍ يُبهر العالم بجذورنا الجميلة.
مجموعة حصرية
ويشارك مجلس إرثي للحرف المعاصرة في فعاليات المعرض حيث يقدم تجربة متكاملة تتزامن مع احتفاء المجلس بمرور ١٠ سنوات على تأسيسه، بما يعكس رسالته في تمكين الحرفيين والحرفيات وإبراز الحرف الإماراتية التقليدية بروح معاصرة.
وشهد جناح «إرثي» إطلاق مجموعة حصرية بالتعاون مع المصممة اللبنانية العالمية، ندى دبس، جاءت لتجسّد تمازجاً فنياً بين الحرفة الإماراتية الأصيلة وفنون التصميم المعاصر؛ حيث استلهمت المجموعة عناصرها من حرفة «التلي»، حيث ظهرت الخطوط والزخارف التقليدية بأسلوب هندسي أنيق على قطع خشبية معاصرة.
كما يضم جناح «إرثي» مجموعة متنوعة من المنتجات الحرفية التي تحمل توقيع منتسبيه من الحرفيين والحرفيات، وهي تعكس تنوع البرامج والمبادرات التي أطلقها المجلس على مدى سنواته العشر، وتقدم نموذجاً على قدرة الحرف الإماراتية على التطور والابتكار، مع الحفاظ على أصالتها كجزء من الهوية الثقافية.
مصادر إلهام للحرفيين
وقالت مدير عام مجلس إرثي للحرف المعاصرة، ريم بن كرم: «تأتي مشاركتنا الأولى في المعرض الدولي للصيد والفروسية تجسيداً لرؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التي تؤمن بأن الحرف الإماراتية قادرة على أن تكون جسراً يربط بين الماضي وابتكارات الحاضر؛ فتراث الصيد والفروسية بما يحمله من رموز ومعانٍ عميقة في الهوية الإماراتية، يفتح أمام الحرفيين والحرفيات مساحات واسعة لاستلهام أفكار إبداعية قادرة على ابتكار قطع فنية وتصاميم معاصرة تعكس جماليات هذا الموروث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي».
وأضافت: «منذ انطلاق إرثي قبل عشرة أعوام، سعينا إلى أن نكون منصة تُمكّن المبدعين من تطوير مهاراتهم وصون معارفهم التقليدية، مع إتاحة الفرص لهم للوصول إلى أسواق جديدة عبر شراكات ومشاريع مبتكرة».
التلي والسفيفة
يقدّم مجلس «إرثي» في جناحه ورش عمل حيّة مستوحاة من حرفتَي «التلي» و«السفيفة»، تتيح للزوار تجربة عملية للتعرف إلى أساليب النسج الإماراتية التقليدية، كما يضم الجناح مجموعة من المقتنيات مثل الدفاتر والميداليات المصممة على شكل جِمال، إلى جانب عرض مجموعاته الحالية التي تمثل امتداداً لرؤية المجلس في إبراز الحرف الإماراتية بروح معاصرة، وتأكيد دور الحرفيين والحرفيات في صون هذا التراث وإعادة تقديمه بأسلوب مبتكر.
شيخة العلي:
. الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الفن، بل يُكمل جماله، إذ تُبرمَج اللوحات بعد رسمها، لتتحرك بأسلوب يحاكي مشاهد تراثية كالرزفة والصيد والفروسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.