عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

تتقدم على أميركا في سباق العودة إلى القمر

  • 1/2
  • 2/2

رغم الجهود التي تبذلها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» وشركاؤها، يبدو أن تسير بخطى واثقة نحو تحقيق هدفها في الوصول إلى القمر، وربما تتفوق على الولايات المتحدة في هذا السباق الفضائي المعاصر.

وأخيراً، نجحت شركة «سبيس إكس ستارشيب» في إجراء الاختبار الـ١٠ لمركبة «ستارشيب»، وكان هذا الاختبار ناجحاً من جميع النواحي وحقق الأهداف المرجوة.

وفي هذا السياق، نشر الكاتب إريك بيرغر مقالاً في موقع «Ars Technica» (أرس تكنيكا) المتخصص في الشؤون التقنية، أثار موجة من الجدل والقلق في الأوساط المعنية بسياسات الفضاء، فبعد تحليله لعدد من التجارب الناجحة التي نفّذتها الصين في مجال التكنولوجيا القمرية، بما في ذلك اختبار نموذج لمركبة مأهولة مصممة للهبوط على سطح القمر، وكذلك بعد استعراضه لبعض الانتكاسات التي تعرّضت لها «ستارشيب»، خلص بيرغر إلى استنتاج مفاده: «من المرجح الآن أن تتمكن الصين من إنزال روّاد فضاء على سطح القمر خلال هذا العقد، متقدمة بذلك على (ناسا)، ومتفوقة في المرحلة الأولى من هذا السباق الفضائي الجديد».

هذا الاستنتاج، وإن بدا متشائماً بالنسبة لأميركا، إلا أنه يُمثّل تحذيراً حقيقياً، فقد نجد أنفسنا، في المستقبل القريب، نشاهد على شاشات التلفاز أول إنسان يمشي على سطح القمر منذ ديسمبر 1972، لكن هذه المرة، سيكون المتحدث صينياً.

وتُعدّ مركبة «ستارشيب»، المخصصة لنظام الهبوط البشري، إحدى الركيزتين الأساسيتين لبرنامج «أرتميس» التابع لوكالة «ناسا»، والذي يهدف إلى إعادة روّاد الفضاء الأميركيين إلى سطح القمر، أما الركيزة الثانية، فتتمثّل في تطوير بدلات فضائية جديدة تُستخدم خلال الأنشطة خارج المركبة.

عقبات تقنية

وفي إطار هذا البرنامج، من المقرر أن تنفذ «ناسا» مهمة «أرتميس 2» في عام 2026، حيث سيدور روّاد الفضاء حول القمر، لكن تنفيذ «أرتميس 3»، والتي تتضمن الهبوط الفعلي على سطح القمر، يعتمد كلياً على قدرة مركبة «ستارشيب» على نقل الروّاد من المدار إلى سطح القمر، وهناك العديد من العقبات التقنية التي يجب تجاوزها قبل أن يتحقق ذلك.

وبحسب مقال آخر نُشر في «Ars Technica»، فإن هذه العقبات تشمل:

. إعادة الاستخدام: تطوير درع حرارية يمكن إعادة استخدامها بسرعة، إضافة إلى إمكانية هبوط المراحل العليا من «ستارشيب» ثم إعادة تحليقها مرة أخرى.

. نقل الدفع: إجراء اختبارات لإعادة تزويد المركبات بالوقود في مدار أرضي منخفض، وهو أمر بالغ الأهمية، لضمان نجاح المهمات الطويلة.

. المستودعات الفضائية: تصميم واختبار مستودعات للوقود المبرد، قادرة على تقليل فقدان الوقود الناتج عن التسرب الحراري على مدار الوقت.

. الهبوط على سطح القمر: تنفيذ هبوط ناجح لمركبة «ستارشيب» على سطح القمر، وهو تحدٍ كبير نظراً إلى طول المركبة والتضاريس الوعرة للقمر.

. الإقلاع من سطح القمر: إثبات قدرة «ستارشيب» على الإقلاع مجدداً من سطح القمر باستخدام وقودها الخاص، من دون أي بنية تحتية داعمة على السطح.

. طموحات المريخ: تأكيد قدرة المركبة بالهبوط على كوكب المريخ، واستخدام الوقود السائل في ظل الشروط القاسية للكوكب الأحمر.

سبق

ورغم أن الموعد الرسمي لمهمة «أرتميس 3» لايزال محدداً في عام 2027، فإن العديد من الخبراء والمراقبين لا يرون أن هذا الموعد قابل للتحقيق، بل يعدّون أن عام 2028 هو الموعد الأكثر منطقية لنجاح الهبوط الأميركي المقبل.

وأكّدت الباحثة في شركة «سبيس إكس»، غوين شوتويل، لمدير وكالة «ناسا» المؤقت شين دوفي، أن نظام الهبوط البشري سيكون جاهزاً في الموعد المحدد، إلا أن هذا التصريح لا يعكس بالضرورة الواقع الذي يراه الخبراء، إذ إن التحديات لاتزال قائمة، وربما تتسبب في تأخير موعد الهبوط.

وهنا يبرز سؤالان محوريان: هل ستسبق الصين الولايات المتحدة في العودة إلى القمر؟ وفي حال حدث ذلك، هل سيكون لهذا السبق أهمية استراتيجية أو علمية طويلة الأمد؟

ورغم التحذير الصريح الذي قدمه بيرغر، فإنه لا يمكن الجزم بأن الصين ستفوز في سباق القمر الثاني بشكل نهائي، فنجاح اختبار «ستارشيب» الأخير يوحي بأن الأمور بدأت تستقر نسبياً في مسار «سبيس إكس»، وقد تكون الشركة على وشك تحقيق سلسلة من النجاحات التي تسبق الهبوط المرتقب لـ«أرتميس 3».

صفعة مُحرجة

من جهة أخرى، لا يُستبعد أن تواجه الصين أيضاً بعض الإخفاقات الفنية أو التقنية التي قد تؤخر مشروعها، لكن في حال نجحت بكين في إرسال روّادها إلى القمر قبل الولايات المتحدة، فإن ذلك سيكون بمثابة صفعة محرجة للبرنامج الفضائي الأميركي، وسيتحول النقاش العام في واشنطن إلى محاولات لتحديد المسؤول عن «خسارة» هذا السباق، في ظل السياسيين والشركات التجارية القسط الأكبر من اللوم.

يُذكر أن هذا التأخير الأميركي ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى عقود سابقة من الفشل في إطلاق طموحة ومتكاملة لاستكشاف الفضاء، وكانت هناك محاولتان على الأقل تم التخلي عنهما قبل أن تريا النور.

ومع ذلك، إذا ما تمكنت الولايات المتحدة وشركاؤها من استثمار قدراتهم بشكل فعّال، فقد يستطيعون تدارك ما فاتهم، وربما اللحاق بالسباق، بل وتجاوزه.

وفي ، قد لا يكون الفوز الحقيقي في هذا السباق متعلقاً بمن يصل أولاً، بل بمن يستطيع أن يؤسس وجوداً مستقراً ودائماً على سطح القمر، وهو الإنجاز الذي سيتطلب تعاوناً دولياً، ورؤية طويلة الأمد تتجاوز لحظة الهبوط الأولى. عن «ذي هيل»

. في حال نجحت بكين بإرسال روّادها إلى القمر قبل الولايات المتحدة، فإن ذلك سيكون بمثابة صفعة مُحرجة للبرنامج الفضائي الأميركي.

. الصين أجرت تجارب ناجحة في مجال التكنولوجيا القمرية، بما في ذلك اختبار نموذج لمركبة مأهولة مصممة للهبوط على سطح القمر.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا