أبوظبي: محمد أبو السمن و(وام)
يشهد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، الذي اختتمت أمس فعاليات يومه السادس، نقلة نوعية في مضمونه، حيث لا يقتصر على كونه فعالية ثقافية وتراثية فحسب، بل يتحوّل إلى منصة وطنية لدعم ريادة الأعمال والابتكار الإماراتي، ويُسلّط الضوء على الصناعات التراثية مثل الصقارة، ومعدات الفروسية، وأدوات التخييم، والحرف اليدوية، والسياحة المستدامة، بوصفها روافد حيوية للصناعة المحلية ومحركات للتجارة العالمية.
يستعد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، المقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، في مركز أدنيك أبوظبي، لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار وعشاق الرياضات التراثية، تزامناً مع عطلة نهاية الأسبوع الطويلة التي تتخللها إجازة رسمية، حيث يُعدّ فرصة مثالية لقضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء ضمن أجواء داخلية مكيّفة ومريحة.
إلى ذلك، زار سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة العين، معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
واطّلع سموّه، خلال جولته بعدد من الأجنحة الوطنية والإقليمية والعالمية على أبرز ما تضمه من منتجات وابتكارات في مجالات الصيد والفروسية والتخييم، وأقسام الحرف اليدوية والتقليدية والفنون الشعبية والتراثية، إلى جانب عدد من المبادرات والجهود التي تبذلها الجهات والمؤسسات المشاركة للحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة، وضمان استدامته ونقله إلى الأجيال المقبلة.
وأكّد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، أهمية المعرض باعتباره منصة دولية متكاملة تجمع كبرى الشركات والمؤسسات المتخصصة في رياضات الصيد والفروسية والتخييم لاستعراض أحدث منتجاتها، إلى جانب دوره في إبراز الحرف التقليدية والفنون الشعبية، والحفاظ على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة وتعزيز حضورها ومكانتها بين أفراد المجتمع، بما ينسجم مع أهداف مبادرة «عام المجتمع» التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بهدف ترسيخ قيم الهوية الوطنية وتعزيز روح الترابط والتماسك المجتمعي.
ونوّه سموّه بالجهود التي تبذلها الجهات المنظمة والمشاركة في النسخة الحالية من المعرض، ودورها في تعريف الأجيال الناشئة بجوانب الموروث الثقافي العريق لدولة الإمارات، واستقطاب هواة الصيد والفروسية والتخييم إلى العاصمة أبوظبي، بما يسهم في إبراز هذه الرياضات وترسيخ مكانة الإمارة وجهة رائدة إقليمياً ودولياً على صعيد الحفاظ على الموروث التراثي والشعبي.
أيضاً، زار سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، النسخة الـ 22 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية التي تعقد فعالياتها في مركز أدنيك أبوظبي.وقام سموّه بجولة في المعرض، الذي يستقطب 68 بلداً للمشاركة في 15 قطاعاً، واطلع على أحدث معروضات الحدث التي تبرز الابتكار والاستدامة والحفاظ على التراث.وأشاد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، بجودة تنظيم الحدث والمشاركة الدولية الواسعة فيه، ما يسهم في ترسيخ مكانة المعرض وأهميته الثقافية على الساحة العالمية.كما زار الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، واطَّلع على مجموعة واسعة من المنتجات والمعدات الخاصة بتربية الصقور ورياضتَي الصيد والفروسية.
أنشطة ثقافية
يضم جدول فعاليات المعرض أنشطة ثقافية وتعليمية وترفيهية على مدى عطلة نهاية الأسبوع، للاحتفاء بالتراث الإماراتي الأصيل، إلى جانب عرض أحدث المنتجات العالمية عبر أكثر من 2068 شركة عارضة وعلامة تجارية.
ويُقدّم المعرض خيارات تناسب جميع أفراد العائلة، إذ يحظى الأطفال بتجارب تفاعلية مميزة تشمل العروض الحيَّة، وورش العمل الإبداعية، والفنون والحرف اليدوية، كما أضيفت في هذه الدورة منطقة «السوق» التي تتيح للزوار شراء منتجات تقليدية وابتكارات عصرية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، يتيح ركن الصقار الصغير للأطفال فرصة خوض تجربة تعليمية تفاعلية تحاكي أجواء المخيمات البدوية والتعرف الى فنون الصقارة، إلى جانب حصص تعليمية حول آداب الضيافة الإماراتية وطريقة إعداد القهوة العربية.
كما احتفت مجلة «الصقار»، الصادرة عن نادي صقاري الإمارات، بالشيخ زايد، في عددها الأخير، تزامناً مع الدورة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وجاء ملف العدد بعنوان: «الشيخ زايد: الصقار الذي صان البيئة وعلّم أجيال العالم فن الصيد وأدب الصحراء»، وسلَّط الملف الضوء على الدور الريادي للشيخ زايد في صون التراث الثقافي للصقارة وحماية هذا الفن الأصيل.
إلى ذلك، قال محمد النيادي، مدير عام المجلس الأعلى للأمن الوطني، إن مكتب الأسلحة والمواد الخطرة يشارك في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بمنصة إلكترونية للخدمات الرقمية، تضم مجموعة من الخدمات والمبادرات، منها الموسمية والدائمة، بما يعكس التزام المكتب بتسهيل الإجراءات وتعزيز الشفافية في قطاع الأسلحة.
بدورها، أعربت شركة «الظاهرة الزراعية»، عن سعادتها بالحضور والمشاركة الثالثة على التوالي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية وأبرزت الشركة تطبيقها الإلكتروني «الطناف» الموجه للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، حيث قدَّمت مجموعة واسعة من منتجات العلف المتميزة وعرّفت الزوّار بمنصتها الرقمية المتوفرة عبر الموقع الإلكتروني وتطبيق الهاتف المحمول.
ويشكّل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية منصة رئيسية تجمع أبرز الشركات المحلية والخليجية والعالمية المتخصصة، حيث يعرض المشاركون أحدث ابتكاراتهم ومنتجاتهم، مؤكدين الدور المتنامي لهذه الصناعة في تعزيز ثقافة الرحلات والأنشطة الخارجية لدى مختلف الفئات.
وتصنع شركة شيفي سلاح صيد يدوياً بالكامل، وتبدأ أسعار بنادق الصيد من 220 ألفاً وحتى 14 مليون درهم، حيث تُنتج بنادق فاخرة، ونماذج أسطورية من المسدسات حسب الطلب أو ضمن إصدارات محدودة العدد.
فيما تشارك شركة بدر الإمارات بمجموعة واسعة من معدات التخييم، وتحرص على دعم الشباب بإتاحة الفرص لهم، حيث منحت هذا العام مساحة داخل جناحها لشاب مواطن متخصص في الطباعة الليزرية، كما تعرض منتجات القهوة التي تصنعها بعض الأسر المحلية.
وتقدم شركة البوادي عبر جناحها الخيام وحافظات المياه والكراسي والشوايات.
ويأخذ موظفو شركة الحر لمستلزمات الصيد والرحلات الزوار في جولة تعريفية على منتجاتهم المتنوعة.
ومن السعودية، سجلت شركة العقيلات حضوراً لافتاً، حيث تعرض منتجاتها عالية الجودة.
أصغر صقّار يخطف الأضواء في الفعاليات
أبوظبي: «الخليج»
شهد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، حضوراً لافتاً جمع بين عبق التراث وشغف الأجيال الجديدة، حيث برزت عائلات ارتبط اسمها بالصقارة وحرصت على نقل هذه الهواية الأصيلة من الآباء إلى الأبناء. وفي هذا المشهد التراثي، خطف الأضواء طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره، ليؤكد أن عشق الصقور يمكن أن يبدأ في سن مبكرة، وأن الصقارة أسلوب حياة.
وفي أروقة المعرض التي جمعت الجد والأب والابن، برزت الحكاية المتوارثة جيلاً بعد جيل، لتكشف أن الصقارة ليست مجرد موسم، بل ممارسة راسخة.
وقال الطفل حمد جاسم الحمادي، (9 سنوات): «متواجد في معرض الصيد والفروسية، ليكتمل شغفي المرتبط بالطير، فشهدت على ولادته حتى يكبر وأنا أكبر معه».
فيما أوضح عمه راشد الحمادي: «الصقارة لدينا موروثة من الأجداد، فقد كان والدي صقاراً خاصاً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لأكثر من ثلاثين عاماً، وأنا ورثت هذه الهواية».
وقال الجد محمد خماس الحمادي، أحد مدربي صقور الشيخ زايد: «عشنا أكثر من ثلاثين عاماً مع الصقارة برفقة الشيخ زايد، وكانت تجربة مليئة بالخبرات، هذه الهواية توارثناها جيلاً بعد جيل».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.