عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

تحيي «اليوم الدولي للعمل الخيري» بعطاء لا ينضب

إعداد: راشد النعيمي

سجلت دولة إنجازات رائدة في العمل الخيري كماً ونوعاً، كما أسهمت في تعميق مفهوم العمل الخيري، وتحويله إلى سمة مجتمعية وقاعدة أخلاقية راسخة، مستفيدة من الإرث الأخلاقي لأفراد المجتمع، كما أطرت العمل الخيري ونظمت شؤونه ودعمت مؤسساته، وبات واضحاً للعيان أن العمل الخيري والإنساني يمثل جوهر الهوية الإماراتية، بل بات يمثل حجر الأساس في المنظومة العالمية للعمل الإنساني، وهو ما ترجم على أرض الواقع لسنوات عدة تصدرها المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.

تشارك دولة الإمارات العالم في احتفاله ب«اليوم الدولي للعمل الخيري»، الذي يصادف ال5 سبتمبر/أيلول من كل عام، بعطاء لا ينضب، وفي سجلها تاريخ حافل ومتميز في هذا المجال أسهمت خلاله في تخفيف معاناة المحتاجين، ومد يد العون والمساعدة لهم في كل زمان ومكان، حيث تولي للعمل الخيري أهمية كبرى، بوصفه قيمة إنسانية قائمة على العطاء والبذل بكل أشكاله، وهي اليوم من الدول القليلة التي ترجمت معنى الثروة إلى فكر ومشاركة إنسانية تشمل العالم بأسره، دون منّة أو استثمار في مصالح ضيقة.

ترسيخ العطاء


وعاماً بعد آخر، تواصل الإمارات ترسيخ العطاء الإماراتي كنموذج رائد في المساعدات والتنمية الدولية، والحفاظ على كرامة المجتمعات، وتعزيز ازدهارها، ومواصلة نهج الإمارات الراسخ نحو تسخير الإمكانات والقدرات والموارد والعلاقات، للوقوف مع المجتمعات الصديقة والمحتاجة، والعمل مع الشركاء لتحقيق أثر مستدام لصالح الإنسانية، ودعم الابتكار، وتكامل المساعدات الخارجية لتوفير المزيد من الفرص الاقتصادية، وبناء شراكات طويلة الأمد في التنمية الدولية، وتعزيز التواصل المؤثر والفعال في العمل الإنساني.
تحل المناسبة هذا العام، فيما تقود دولة الإمارات الجهود الدولية لمساعدة وإغاثة ضحايا الحروب والنزاعات، وفي مقدمتهم الأشقاء الفلسطينيون في قطاع غزة، إذ شكّلت المساعدات الإماراتية نسبة 44% من مجمل المساعدات الدولية إلى القطاع وفقاً للتقارير الأممية.
ونجحت دولة الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3» في إيصال كافة أشكال الدعم الإنساني والإغاثي إلى قطاع غزة براً وبحراً وجواً، وتنفيذ مجموعة من المشروعات الخدمية في مجال توفير مياه الشرب وإصلاح البِنَى التحتية المتضررة، فضلاً عما توفره من دعم كبير للقطاع الصحي هناك.

منطلق المبادرات


باتت الإمارات منطلقاً للعديد من المبادرات الخيرية وحملات المساعدة التي تعلن عنها الجهات المعنية وسط تفاعل شعبي مستمر، تبرز منها حملات التصدي للأمراض والمشاكل الصحية، وحملات بناء المساجد وحفر الآبار، والمساعدات الخيرية المرتبطة بالإغاثة العاجلة للشعوب والدول المتضررة من الكوارث، إضافة إلى حملات مساعدة المعسرين وغيرها من الأحداث الطارئة التي تهب فيها لتكون أول الواصلين، متكئة في ذلك على إمكانات لوجستية وخبرات وإمكانات تصل بخيرها إلى مختلف أصقاع الأرض مهما ابتعدت المسافات مجتازة كل العوائق.
ويستمد العمل الخيري في دولة الإمارات قوة وزخماً إضافياً من مساهمات أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين ووافدين، وقد عززت مأسسة العمل الخيري في الإمارات في تحويله إلى ثقافة وسلوك مجتمعي راسخ ومستدام في الشخصية، وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح تام خلال حملات التبرع والمبادرات الإنسانية.


صدارة الإنفاق


تتصدر دولة الإمارات خليجياً وعربياً، حجم الإنفاق على العمل الخيري والإنساني داخل الدولة وخارجها، بدعم القيادة الرشيدة تجاه إطلاق مبادرات المسؤولية المجتمعية، لاسيما خلال المبارك، مدفوعة بالنمو الاقتصادي في الدولة، وتأتي هذه الصدارة مع إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر، وتمثل امتداداً لمبادرات الحكام المؤسسين.
وتعرف دولة الإمارات عالمياً بكونها بلد العطاء الإنساني والخيري، حيث يميل المواطنون والسكان إلى التبرع للجهات الحكومية والجمعيات الخيرية المرخصة، وهو ما يعود بالنفع على الفئات الأقل دخلاً والاقتصاد والتنمية بشكل عام، حيث أكد مركز «إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية» في أبوظبي، أن عام 2025، سيشهد نمواً كبيراً في الإنفاق على الأعمال الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات، بدعم النمو الاقتصادي الوطني المتوقع بين 4% و6%..
وتبوّأت الإمارات لسنوات طويلة المركز الأول عالمياً أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية، نسبةً إلى دخلها القومي، بنسبة 1.31%، وهي ضعف النسبة العالمية المطلوبة التي حددتها الأمم المتحدة ب 0.7%.

تجربة عالمية


قدمت دولة الإمارات، تجربة عالمية رائدة في تحويل العمل الخيري إلى نهج مستدام، يطال في تأثيره الشعوب والأمم كافة، دون تمييز أو تفرقة، انطلاقاً من مُثُلها الخالدة في تعزيز قيم الإحسان والإخاء والتطوع والوفاء من الإنسان لأخيه الإنسان، أينما كان وفي كل زمان.
وتواصل الإمارات الالتزام بمسؤولياتها الإنسانية الدولية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، المتعلقة بالعمل الخيري والإنساني والتنموي.
وبلغت مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024، ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار)، ما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين.
ويعد العمل الخيري في دولة الإمارات نهجاً راسخاً، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسخ قيم الخير والبذل والعطاء لسعادة البشرية جمعاء، دون النظر إلى الأصل، أو العرق، أو اللون، أو الجنسية، أو الدين، أو الملة.

المبدأ التاسع


ويؤكد المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين، لدولة الإمارات، أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً ولا ترتبط بدين، أو عرق، أو لون، أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة، لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات. وتلتزم دولة الإمارات بمسؤولياتها الإنسانية الدولية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالعمل الخيري والإنساني والتنموي، مثل القضاء على الفقر، والقضاء على الجوع، والصحة الجيدة والرفاه، والتعليم الجيد، والمياه النظيفة والنظافة الصحية.
وتمتلك الإمارات تجربة فريدة في مأسسة العمل الخيري، وكانت من أوائل الدول التي سارعت إلى تنظيمه، عبر وضع كل الأطر التشريعية والتنفيذية، التي تضمن له المرونة وسرعة التحرك، إضافة إلى فتح المجال أمام جميع فئات المجتمع للإسهام في الأعمال الخيرية، عبر عدة وسائل تشمل التطوع والتبرع ودفع الزكاة.
وتزخر الإمارات بالجهات المانحة والمؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية، التي تواصل أدوارها المؤسسية والمجتمعية، في مجال العمل الخيري، عبر تركيز مساعداتها الخيرية والإنسانية والتنموية في المجالات والقطاعات ذات الأولوية، بتوجيه واهتمام بالغ ودعم غير محدود من قادة دولة الإمارات «حفظهم الله».

مكانة مرموقة


استطاعت دولة الإمارات أن تؤدي دوراً بارزاً في دعم القضايا الإنسانية العالمية، وهو ما أكسبها مكانة مرموقة على الساحة الدولية، كما نجحت في بناء سمعة عالمية إيجابية، ولاسيما بعدما أصبحت اليوم واحدة من أبرز الدول المانحة للمساعدات الإنسانية في العالم. كما أسهمت الجهود الإنسانية في تعزيز صورة الإمارات كدولة تسعى لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، ما يعزز قوتها الناعمة على المستوى الدولي.
ونجحت الدولة في بناء شراكات جديدة، وإنشاء مراكز لوجستية عالمية، مثل مركز الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية في الإمارات، وهو ما يعزز دور الدولة كمحور لوجستي عالمي، إضافة إلى أن القوة الناعمة الإماراتية أكسبتها نفوذاً سياسياً قوياً ودعماً لمواقفها في المحافل الدولية. وتستهدف مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني التي تم إنشاؤها حديثاً عبر خمس سنوات مقبلة إيصال برامجها إلى أكثر من 500 مليون شخص في أكثر من 50 دولة، وتشمل دولاً في آسيا وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط على مدى الخمس سنوات المقبلة.

أكبر مركز إنساني عالمي


تعد دبي الإنسانية، أكبر مركز إنساني في العالم، باعتبارها سلطة منطقة حرة إنسانية مستقلة والوحيدة غير الربحية في العالم، وباعتبارها مدينة متكاملة، فهي توفر عدداً كبيراً من المرافق ذات الجودة العالية، من مخازن وقاعات اجتماعات ومؤتمرات، إضافة إلى كافتيريا، ومواقف وحافلات، وخدمات أمن على مدار 24 ساعة يومياً.
وتضم دبي الإنسانية مجتمعاً متنوعاً يتألف من نحو 80 عضواً، ويشمل كيانات دولية، مثل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الربحية والمنظمات غير الحكومية والشركات التجارية التي تعمل بشكل مشترك وجماعي لتعزيز الجهود الإنسانية والتنموية في جميع أنحاء العالم.
تأسست دبي الإنسانية عام 2003 على يد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، من خلال دمج مدينة دبي للإغاثة ومدينة دبي الإنسانية، وهي سلطة المنطقة الحرة الإنسانية المستقلة غير الربحية الوحيدة التي تستضيف مجتمعاً يضم نحو 80 عضواً يتألفون من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية وغير الحكومية، إضافة إلى الشركات التجارية. ويتكون المجتمع الإنساني الدولي في دبي من نحو 500 شخص يمثلون أكثر من 68 جنسية.

محمد بن زايد ملهم الخير وفارس العطاء


يعد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من أبرز الشخصيات العالمية الملهمة في مجال العمل الإنساني، والتي تمتلك مسيرة حافلة في إغاثة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة خلال الأزمات والكوارث، ودعم المشروعات والبرامج الخيرية والإنسانية في العالم أجمع، وإثراء قيم الأفراد والمجتمعات، وتحفيزهم على مزيد من البذل والعطاء.
وبتوجيهات ودعم سموّه، شكّلت استجابة دولة الإمارات عنصراً ثابتاً ودائماً في مواجهة أغلب الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، مؤكدة بذلك أن عطاءها معين لا ينضب.
ويجسد التحرك الإماراتي لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية في العالم، جانباً مشرقاً من جوانب العمل الإنساني في عهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أمر بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم، تُخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.

مبادرات محمد بن راشد العالمية

تقف دولة الإمارات، بدعم من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في مقدمة الدول الداعمة لقضايا الشعوب الإنسانية، وذلك من خلال عدة مبادرات إنسانية شملت العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية والتنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والعالم.

في 4 أكتوبر 2015، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية كأكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة، وتستهدف أكثر من 130 مليون إنسان خلال السنوات المقبلة، وتركز في برامجها على المنطقة العربية، والتنمية الإنسانية بشكل متكامل، يبدأ بتوفير الاحتياجات البشرية الأساسية من صحة، ومكافحة الأمية والفقر، ونشر الثقافة وتطوير التعليم، والعمل كذلك على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة، ودعم الحوكمة الرشيدة في المنطقة، إضافة إلى توفير أكبر حاضنة للمبتكرين والعلماء والباحثين العرب.

مروان المعلا: الإمارات نموذج عالمـــي مُلِهـــم

قال الشيخ مروان بن راشد المعلا، رئيس مجلس إدارة جمعية أم القيوين الخيرية، بمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري: إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً مُلهماً في مجال العطاء الإنساني والعمل الخيري المستدام، انطلاقاً من الإرث الخالد الذي أرساه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترجمةً لتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكداً أن العمل الخيري يشكل ركناً أصيلاً في نهج الدولة التي جعلت من البذل والعطاء والإغاثة والتكافل الإنساني أسلوب حياة، دون النظر إلى دين أو عرق أو لون أو جنسية.

وأشار الشيخ مروان بن راشد المعلا، إلى أن الإمارات سبّاقة في إطلاق المبادرات الخيرية والمشروعات التنموية التي تدعم الصحة والتعليم والأمن الغذائي وتوفير المياه، فضلاً عن استجابتها العاجلة للأزمات والكوارث الطبيعية والإنسانية، ما رسَّخ مكانتها في طليعة الدول المانحة للمساعدات.

«زايد الإنسانية»: الإمارات أعلت شأن العمل الخيري

دبي: «الخليج»

أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، المدير العام لمؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، أن دولة الإمارات نموذجٌ عالميٌ مُلهمٌ في العمل الخيري، انطلاقاً من إرث العطاء الذي رسَّخه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترجمةً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إذ تواصل الجهات والهيئات والمؤسسات الإماراتية الخيرية المانحة أدوارها المؤسسية والمجتمعية في مجال العمل الخيري لتحسين حياة ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم. وأوضح أن الإمارات كانت سباقة في إنشاء مجلس الشؤون الإنسانية الدولية في ديوان الرئاسة برئاسة سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، حيث يشرف سموّه على منظومة الشؤون الإنسانية الدولية التي تضطلع بها دولة الإمارات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا