أكد الدكتور عبدالله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومدير عام المركز الوطني للأرصاد، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أنّ انعقاد هذا الحدث تحت عنوان: «التنبؤ بالطقس: التقدّم، التحديات، وآفاق المستقبل»، يجسد أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، مشيراً إلى أنّ المركز الوطني للأرصاد يسعده استضافة المؤتمر بمشاركة نخبة من القادة والخبراء في مجالات الأرصاد الجوية والذكاء الاصطناعي والابتكار.
وأضاف أنّ التنبؤ بالطقس شهد خلال القرن الماضي قفزات هائلة، انتقل فيها من طرق الملاحظة التقليدية إلى النماذج العددية المعقدة المعتمدة على الحوسبة الفائقة، والأقمار الصناعية، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، موضحاً أنّ هذه التطورات ساعدت على تحسين دقة التوقعات، لكنها ما زالت تواجه تحديات كبرى في ظل تغيّر المناخ وتزايد شدة وتواتر الظواهر الجوية المتطرفة، إضافة إلى الفجوات في البيانات، خاصة في المناطق النامية والمحيطات.
وقال المندوس، إنّ الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم فرصة غير مسبوقة لتسريع التطور في مجال التنبؤ بالطقس، لافتاً إلى أنّ دمج النماذج الفيزيائية بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق توقعات محلية أكثر دقة، ويتيح خدمات مباشرة تدعم الزراعة، وإدارة الكوارث، والطيران، وغيرها من القطاعات الحيوية، مبيناً أن استغلال البيانات الضخمة وأجهزة الاستشعار وإنترنت الأشياء من شأنه أن يسهم في سد الثغرات وتحقيق استفادة أوسع.
وأوضح أنّ المؤتمر يضم قادة بارزين من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، والمركز الأوروبي للتنبؤات متوسطة المدى (ECMWF)، والمنظمة الأوروبية لاستغلال الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية (EUMETSAT)، إلى جانب أكاديميين من جامعات مرموقة مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة خليفة، وكلية أبوظبي التقنية، وجامعة شيكاغو للابتكار بالولايات المتحدة الأمريكية، كما يشارك فيه قادة من كبرى الشركات العالمية مثل Google وMicrosoft وNVIDIA، إلى جانب ممثلين من خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الوطنية، والمؤسسات البحثية الرائدة، والقطاع الخاص.
وأشار إلى أنّ المؤتمر يركّز على هدف رئيسي يتمثل في إرساء أسس التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوظيف الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام، مؤكداً أنّه سيولي اهتماماً خاصاً بضمان استفادة خدمات الأرصاد الجوية الأصغر في بلدان الجنوب العالمي من هذه التطورات.