عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

مريم الخاطري أول إماراتية متخصّصة في جراحة السمنة بالتنظير

أكَّدت الطبيبة الإماراتية مريم سالم الخاطري، رئيسة قسم المناظير والجهاز الهضمي في «مستشفى إبراهيم عبيد الله» في رأس الخيمة، في حوار مع «الخليج»، أن عمليات جراحة السمنة بالتنظير تبدأ حين يلتزم المريض بنظام خفض الوزن مسبقاً، قبل إجراء العملية ويستمر بالنظام بعد العملية ليتأكد نجاحها. موضحة أنها أجرت مع فريقها الطبي إلى الآن نحو 800 عملية مختلفة.
وأوضحت، أن «مستشفى عبيد الله» وهو الحكومي الأول التابع لمؤسسة للخدمات الصحية، يجري عمليات علاج السمنة بالتنظير، والعمليات التي تجريها بالمنظار تعتمد على المرضى الذين تراوح كتلة أجسامهم بين 30 إلى 40 كلغ وتختلف طريقة العملية بحسب حالة كل مريض، ما بين طي المعدة أو كرمشتها أو تركيب بالون، كذلك الحالات التي لا ترغب في إجراء عمليات جراحية كالقص والتحويل والتي تتضرر من التخدير لحالات طويلة، أو التي يوصف لها طبياً علاج السمنة بالمنظار في مرحلة انتقالية لتنزيل الوزن قبل عملية القص، لتحميهم من خطورة التخدير وعملية القص.


قالت مريم الخاطري، وهي واحدة من الكفاءات الطبية الوطنية التي جمعت بين التخصص النادر والخبرة الإكلينيكية والإنجازات المحلية والعالمية، عن اختيار تخصصها: «كنت أعشق الجراحة وأنوي التخصص في جراحة الكبد، لكنني وجدت نفسي في مجال مناظير الجهاز الهضمي، لأنه الأقرب إلى الجراحة وأقل تدخلاً، فكان القرار الذي غيّر مساري كله وتخصصت في جراحة السمنة بالتنظير».

من دبي إلى روما


وعن بداية دراستها أوضحت مريم «درست في «كلية دبي الطبية»، حيث حصلت على بكالوريوس الطب الباطني والجراحة، ثم تابعت دراستي العليا بحصولي على ماجستير أمراض الجهاز الهضمي من الجامعة البريطانية في المملكة المتحدة، وتخصصت لاحقاً في دراسة مناظير القنوات المرارية بالجامعة الكاثوليكية في روما.
وقالت: «أحببت مجال الجهاز الهضمي ورأيت فيه مساحة من الدقة والتحدي ومع الوقت أصبح شغفي الأول، فكان طموحي ألا أتوقف عن التعلم، بعد الحصول على البكالوريوس والتحقت بـ(مستشفى عبيد الله) في رأس الخيمة عام 2007 طبيبة باطنية مقيمة وواصلت العمل أربع سنوات، ثم درست الماجستير في الجهاز الهضمي والمناظير من جامعة (لندن كوين ماري) وعيّنت عام 2011 أخصائية، ثم رئيسة لقسم المناظير والجهاز الهضمي وفي عام 2015 أكملت دراستي في المناظير التداخلية في الجامعة الكاثوليكية روما في إيطاليا وفي عام 2020، حصلت على ماجستير علمي في السمنة وعلاجاتها من جامعة (ساوث ويلز) في ، لأكمل بذلك مساري العلمي والسريري بتوازن ومنذ عام 2017، أصبحت أول طبيبة في الشرق الأوسط تُجري جراحة السمنة بالتنظير وأجريت حتى الآن 800 عملية».

تقييم دقيق


وأوضحت د. مريم، أن إجراءات العمليات تختلف بحسب حالة المريض وقالت «قبل أي إجراء، نطلب من المريض فقدان الوزن مبدئياً، كي لا يعتمد على العملية بشكل كامل ويكمل نظامه الذي بدأه بعد إجراء العملية وبذلك نكون قد ساعدناه على نجاح العملية وفعاليتها، كما نجري له مسبقاً تقييماً دقيقاً، بمشاركة الأطباء ونؤمن بالعمل الجماعي بين التخصصات الطبية المشتركة، لأن علاج السمنة ليس مجرد عملية، بل تغيير نمط حياة كامل».

مواقف إنسانية لا تُنسى


وقالت: «أصعب ما مرّ علي من مواقف، كان مع شاب مواطن عالجته وهو في مراحله الأخيرة من المرض وبعد مدة من انقطاعه عن العلاج، علمت بأنه توفي بمرضه وصلتني رسالة نصية من إحدى الجهات الخيرية بعد وفاته، تفيد بأنه تبنّى طفلة باسمي وهذا الموقف لن أنساه وتأثرت بالرسالة (الخيرية) التي حركت مشاعري، خاصة حين يأتيك الخير من أحد المتوفين؛ فتلك رسالة عميقة استقبلتها، فكان التجاوب لها بأن تشجعت لإنشاء أول جمعية توعوية لمرضى القولون التقرحي وكرونز، حيث توفي الشاب بذلك المرض وكثير من المرضى والمجتمع يجهلون كيفية التعامل مع المرض وكيفية علاجه، رغم أن العلاج يؤثر كثيراً في المراحل المبكرة من بداية المرض».

ممرضة قديمة


وذكرت الخاطري موقفاً آخر قائلةً: «كانت إحدى المريضات من كبار المواطنات في المستشفى، وكانت غرفتها تمتلئ بالزهور باستمرار، فظننت في البداية بأن أبناءها بارون بها وعندما تحريت الأمر، اكتشفت أنها لم تكن أماً قط بل كانت من أقدم الممرضات في الإمارة، وبرّها أفراد المجتمع كلهم، فهي كانت القابلة لكثير من المواليد في المستشفى وتأملت في ذلك كثيراً؛ فعمل الخير والمعروف يثمر ولو لم يكن في الأبناء في الحلقة القريبة من الشخص وشعرت بالأسى في الوقت نفسه، من حالات أخرى حين يأتي المسنّ إلى المستشفى وبرفقة أحد العمالة المساعدة ولا يسانده أحد من أبنائه وهو في خريف العمر».

علمي وتأثير ملموس


وعن أعمالها البحثية والتطوعية قالت د. مريم: «نشرت الكثير من البحوث في المجلات الطبية وأبرزها بحث عن علاج السمنة بالتنظير المصحوب بتشحم الكبد، وأظهرت النتائج أن 50% من المرضى اختفى عندهم التشحم تماماً بينما تحسنت حالة الباقين بوضوح وحصلت خلال مسيرتي الطبية على جوائز، أهمها (راشد للتفوق العلمي) كما حصلت على ميدالية Brohe Medal 2202 من منظمة الجهاز الهضمي العالمية (WGO) وفي عام 2022، أسست (جمعية الإمارات لمرضى القولون التقرحي وكرونز)، بعد أن تأثرت بوفاة الشاب المواطن الذي كان أحد مرضى الذين عالجتهم».
وقد أبدت د. مريم، إعجابها الكبير بتطور التكنولوجيا في المجال الطبي وتحب أن تستخدمها في عملها الطبي والتعليمي وقالت: «كنت أول من أجرى عملية لإصلاح ارتجاع مريئي مع فتق في الحجاب الحاجز، باستخدام الروبوت الجراحي مع زملائي الجراحين في (مستشفى القاسمي) بالشارقة وأشارك اليوم في المؤتمرات العالمية وأنقل خبرتي للأطباء من مختلف دول العالم، عبر البثّ المباشر للعمليات التي أجريها وأشرف على تدريب الأطباء لعلاج السمنة بالتنظير».

العلاج من الداخل


وختمت د. مريم حديثها بأن السمنة ليست شكلاً، بل هي مفتاح لأمراض مزمنة والعلاج يبدأ من داخل الشخص نفسه، بالعزيمة ولدينا في الدولة دعم غير محدود وقيادتنا نموذج يُحتذى به في ترسيخ أهمية الرياضة والمحافظة على الصحة، وعلى رأسها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فرغم انشغالاته ومسؤولياته فإنه لا يفارق الرياضة
وكذلك سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء الدفاع، أنشطته وحرصه على نشر ثقافة ممارسة الرياضة بمختلف مجالاتها، خاصة مبادرة (دبي مولاثون) الأخيرة التي تتيح ممارسة الجري في مراكز التسوق من السابعة إلى العاشرة صباحاً، إذ تتكيف الدولة مع الأوضاع الصيفية وتكسبها مرونة في توفير سبل الرياضة، ما يعطي دفعة قوية للشباب ولأفراد المجتمع بالاقتداء بقيادتنا الرشيدة في مختلف توجهاتها».

رياضية محترفة


د. مريم ليست طبيبة فقط، بل رياضية محترفة كذلك، تمارس تمرينات اللياقة البدنية بانتظام وتلعب رياضة البادل. وهي أول امرأة انتخبتها الجمعية الأوروبية للمناظير، ممثلة للشرق الأوسط وإفريقيا بين عامي 2012 و2018، وترأست شعبة الجهاز الهضمي في جمعية الإمارات الطبية ومثّلت الدولة عام 2018 في مؤتمر عالمي بواشنطن، وتنافست في استضافة المؤتمر العالمي لأمراض الجهاز الهضمي، الذي فازت به الإمارات عام 2022.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا