المنهج الرقمي أسلوب تعليمي حديث يعتمد على التكنولوجيا والمنصات التفاعلية لتقديم المحتوى الدراسي بطرائق مبتكرة، ويهدف إلى جعل عملية التعلم أكثر تشويقاً وفاعلية، بالدمج بين الوسائل التقليدية كالكتب والدفاتر، والوسائل الرقمية مثل الأجهزة اللوحية والحواسيب والمنصات التعليمية، وهذا المنهج يساعد الطلاب على التعلم الذاتي، ويعزز مهاراتهم التكنولوجية، ويواكب سرعة العصر الرقمي وتغيراته المستمرة.
وأكد تربويون ل «الخليج» أهمية دمج التعليم الرقمي بالتقليدي لمواكبة احتياجات جيل اليوم، حيث تستخدم منصات تعليمية حديثة وتوفر المدرسة أجهزة لوحية لتسهيل التعلم، إلى جانب تدريبات للمعلمين والطلاب لضمان الاستخدام الفعّال والآمن للتقنيات الحديثة وتعزيز التعلم الذاتي.
فيما أكد طبيب عيون أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يسبب ضعف النظر وإجهاد العين، ونصح بتقليل وقت الشاشة، وأخذ أوقات راحة، وفحص العين دورياً. وقال أولياء أمور إن المنهج الرقمي ساعد أبناءهم على فهم الدروس والتفاعل معها، وسهّل المتابعة، لكنهم أشاروا إلى تحديات مثل ضعف التركيز والأعطال التقنية، وأكدوا أهمية التوازن بين الرقمي والورقي.
منهج تفاعلي
أكدت المعلمة هديل سامي، أن جيل اليوم يحتاج إلى أسلوب يواكب سرعته ويشبه عالمه الرقمي، ونعتمد في مدرستنا المنهج الرقمي التفاعلي الذي يجعل عملية التعلم أكثر متعة وفاعلية، وتسمح المدرسة للطلاب بإحضار أجهزتهم الخاصة (حاسوب أو جهاز لوحي فقط) لتسهيل التعليم. كما توفر المدرسة أجهزة لوحية حديثة للطلاب، ويمكن للمعلمة استعارة الأجهزة قبل حصتها وإعادتها بعد الحصة بحيث يتمكنون من استخدام المنصات التعليمية بسهولة داخل الصف في حال لم يتمكن الطالب من إحضار جهازه.
وأشارت إلى أن المواد الوزارية مثل اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والدراسات الاجتماعية، توفر كتباً ودفاتر ورقية ومنصات تعليمية رقمية تابعة للوزارة، ونستخدم هذه الكتب والمنصات خلال الحصص الدراسية، وأحياناً نرسل واجبات وأنشطة عبر المنصة ليتمكن الطلاب من حلها في منازلهم، ما يعزز استقلاليتهم ويتيح متابعة فورية لأدائهم.
أسلوب عصري
وأضافت «أما المنصات المعتمدة في مدرستنا لهذه المواد هي «ألف» و«أرابيتس»، أما المرحلة الابتدائية فتستفيد أيضاً من منصة أبجديات التي تدعم المهارات الأساسية للقراءة والكتابة بطريقة ممتعة. وبخصوص المواد الأجنبية، وبما أن مدرستنا تتبع المنهج البريطاني، فنحن نستخدم مجموعة من المنصات التعليمية العالمية التي تخدم العملية التعليمية مثل موقع Oxford Owl المخصص للقراءة، ومنصة Numbots لتقوية مهارات الرياضيات، هذه الأدوات تجعل التعلم تجربة تفاعلية وغنية بالمحتوى، وتشجع الطالب على حب الاستكشاف والممارسة المستمرة، بهذه الطريقة، نضمن أن طلابنا يتعلمون بأسلوب عصري، متوازن يجمع بين الجانب التقليدي المتمثل في الكتب والدفاتر، والجانب الرقمي الذي يتناسب مع روح العصر ويمنحهم فرصاً أوسع للتعلّم الذاتي والإبداع».
التقنيات الحديثة
وقالت المعلمة عائشة السيد «بين الورقي والرقمي ملامح جديدة للواجبات المدرسية ورحلة تعليمية مبتكرة بدمج الأساليب التقليدية بالتقنيات الحديثة ليعزز مهارات الطلبة ويواكب التحول الرقمي، ويشكّل موضوع الواجبات المدرسية محوراً أساسياً في الميدان التربوي، خاصة مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، فالكراسات الورقية ما تزال تحتفظ بدورها التقليدي، إذ يدوّن الطلبة تدريباتهم وملاحظاتهم، ما يعزز مهارات الكتابة اليدوية والتنظيم».
وتابعت «يتيح المنهج الرقمي آفاقاً أوسع للتعلم، إذ ينجز الطلبة بعض مهامهم عبر الأجهزة اللوحية أو الحواسيب المحمولة، التي لا تحضر يومياً بل وفق الحاجة وطبيعة الدرس، وتعكس هذه المرونة توجه الإمارات نحو ترسيخ ثقافة التعلم الذكي. وأرى أن الورقي أكثر ملاءمة للمراحل التأسيسية، بينما يشكّل الرقمي إضافة نوعية في المراحل المتقدمة، ومن هنا، يُعد الدمج بينهما الخيار الأمثل لتحقيق توازن يجمع بين مهارات التعلم التقليدية ومزايا التكنولوجيا الحديثة، ليواصل التعليم مساره بخطى واثقة نحو مستقبل يجمع بين الأصالة والابتكار».
دورات تعريفية
وأوضحت المعلمة عبير عادل، أن المعلمين والطلاب يتلقون تدريبات متخصصة على الأجهزة والمنصات التعليمية الجديدة لضمان الاستخدام الأمثل للمنهج الرقمي، وتشمل هذه التدريبات ورشاً ودورات تعريفية للمعلمين تمكنهم من إعداد دروس تفاعلية ومتابعة تقدم الطلاب بفاعلية. كما يحصل الطلاب على جلسات إرشادية تساعدهم على التعرف إلى المنصات وتنمية مهارات التعلم الذاتي، وتعزز قدرتهم على الاستفادة من الموارد الإلكترونية المتنوعة، وتسهم هذه الجهود في تقليل التحديات التقنية وزيادة ثقة الجميع في استخدام التكنولوجيا. أضرار بصرية
وقال الدكتور سالم السعيدي، أخصائي أمراض العيون «في الآونة الأخيرة يراجع الكثير من الأطفال العيادات بسبب شكاوى تتعلق بضعف النظر أو صعوبة الرؤية، وعند السؤال نجد أن السبب الرئيسي يعود إلى الجلوس ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. إن الاستخدام المفرط للإلكترونيات لا يقتصر ضرره على العينين فحسب، بل يمتد ليشمل الصحة الجسدية والحالة النفسية أيضاً، ومن أبرز الأضرار البصرية: إجهاد العين الناتج عن التعرض المستمر للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، والجفاف والالتهابات، وقد يصل الأمر أحياناً إلى العتامة في الشبكية، وضعف النظر وتشوّش الرؤية وتعب عضلات العين، وظهور هالات سوداء حول العين والشعور بالتعب عند القراءة وعدم تحمل الضوء، والرمش المتكرر أو فرك العينين، ما يدل على تعرض العين للإجهاد، والصداع المتكرر وضعف التركيز.
راحة منتظمة
وأضاف: للوقاية من الأضرار البصرية الناتجة عن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية يجب تقليل وقت الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية، وأخذ أوقات راحة منتظمة، مع النوم المبكر الكافي، وإجراء فحص دوري للعينين لدى طبيب مختص، وتناول غذاء صحي غني بالخضراوات والفواكه لدعم صحة العين، وممارسة قاعدة «20-20-20»: كل 20 دقيقة، ينظر الطالب أو الطفل إلى جسم بعيد لا يقل عن مترين لمدة 20 ثانية لإراحة عضلات العين، وفي حال استخدام الأجهزة لأوقات طويلة يُنصح باستخدام قطرات مرطبة للعين.
دروس تفاعلية
وقالت ولية الأمر ليلى يونس «لاحظت فرقاً واضحاً في طريقة تعلم ابني بعد اعتماد المنهج الرقمي، حيث تقدم المنصة التعليمية الدروس بتفاعل يجذب انتباهه أكثر من الأسلوب التقليدي، على سبيل المثال، استخدام الفيديوهات والرسوم المتحركة ساعده على فهم المفاهيم العلمية والرياضية بسهولة أكبر، كما أن وجود تمارين إلكترونية فورية جعل عملية المراجعة ممتعة وملأى بالتحديات، وهو يشعر بالإنجاز عندما يحصل على نتائج جيدة مباشرة بعد الحل. من جانب آخر، سهل عليّ متابعة تقدمه الدراسي».
وأكدت ولية الأمر مريم محمد، أن«المنهج الرقمي يوفر للطالب مصادر تعليمية متنوعة ومتجددة، ويساعد على تنمية مهارات التعامل مع التكنولوجيا، لكن لا أخفي أن التجربة ليست خالية من التحديات، ابنتي تتعلم بسرعة عبر الفيديوهات والأنشطة، لكنها أحياناً تفقد تركيزها بعد مدة من الجلوس أمام الشاشة، كذلك، الاعتماد على الإنترنت والأجهزة يشكل عبئاً إضافياً، خصوصاً عندما يكون هناك انقطاع في الشبكة أو أعطال تقنية، ما يؤدي إلى تأخير في إنجاز المهام».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.