عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

تتصدر سباق «الروبوتات» الصناعية عالمياً

  • 1/2
  • 2/2

تشهد تطوراً غير مسبوق في مجال «الروبوتات»، حيث باتت تمتلك عدداً من «الروبوتات» يفوق ما تملكه بقية دول العالم مجتمعة، فقد أصبحت وتيرة تصنيع وتركيب «الروبوتات» في الصين أسرع بكثير مقارنة بأي دولة أخرى، ما يعزز مكانتها كقوة صناعية عالمية، ويزيد من تفوقها في قطاع التصنيع عالي التقنية.

ووفقاً لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي لـ«الروبوتات»، وهو منظمة غير ربحية تمثل الشركات المصنعة لـ«الروبوتات» الصناعية، تجاوز عدد «الروبوتات» العاملة في المصانع الصينية خلال العام الماضي مليوني روبوت. كما شهد العام نفسه تركيب وتشغيل نحو 300 ألف روبوت جديد داخل المصانع الصينية، وهو رقم يتجاوز ما تم تركيبه من روبوتات في جميع الدول الأخرى. وعلى سبيل المقارنة، لا تشغل الولايات المتحدة سوى 34 ألف روبوت صناعي في مصانعها، ما يبرز الفجوة الكبيرة في هذا المجال.

دعم حكومي

ورغم أن استخدام الروبوتات في الصناعة ليس جديداً، إلا أن الصين تميزت بسرعة تبنيها وتطويرها التكنولوجيا المرتبطة بها، مدفوعة بدعم حكومي مباشر من خلال التمويل العام والسياسات الصناعية الموجهة. وقد مكّن هذا الدعم الشركات الصينية من التفوق ليس فقط في تصنيع «الروبوتات»، بل في تقنيات متقدمة أخرى أيضاً، مثل أشباه الموصلات والذكاء الصناعي.

وتُعتبر «الروبوتات»، جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي، أدوات محورية في إحداث نقلة نوعية في القطاع الصناعي على مستوى العالم، فهي تتنوع بين أذرع لحام في مصانع السيارات، ورافعات للصناديق على خطوط الإنتاج، وتسهم هذه التقنيات في رفع كفاءة المصانع، وتقليل الاعتماد على العمالة البشرية، أو إعادة توظيفها في أدوار مختلفة.

وقال كبير المحللين في شركة أبحاث التقنية «أوميدا»، ليان جيي سو، إن «النجاح الصيني في هذا المجال لم يكن مصادفة، بل سنوات من الاستثمار المدروس من قبل الشركات المدعومة من الحكومة»، مشيراً إلى أن التجربة الصينية تشبه في تطورها صعود صناعة السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي.

تركيبات جديدة

وحافظت المصانع الصينية منذ عام 2017 على معدل تركيب يزيد على 150 ألف روبوت سنوياً، ما أسهم في نمو قطاع التصنيع بشكل عام. واعتباراً من مطلع العام الجاري، أصبحت الصين تنتج ثلث جميع السلع المصنعة في العالم، متجاوزة بذلك الإنتاج المشترك للولايات المتحدة، وألمانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة.

وعلى النقيض، شهدت الدول الصناعية الكبرى، مثل ، وأميركا، وكوريا الجنوبية، وألمانيا انخفاضاً في عدد التركيبات الجديدة لـ«الروبوتات» خلال العام الماضي، فعلى سبيل المثال، ركّبت اليابان نحو 44 ألف روبوت في المصانع.

هدف استراتيجي

ومنذ عام 2015، وضعت الصين هدفاً استراتيجياً لتصبح رائدة عالمياً في صناعة «الروبوتات»، ضمن إطار حملتها «صُنع في الصين 2025». ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تلقت هذه الصناعة دعماً مالياً ضخماً من البنوك الحكومية بفوائد منخفضة، إضافة إلى تسهيلات لشراء شركات أجنبية منافسة، وتدفقات مالية مباشرة من الحكومة، فضلاً عن أشكال دعم أخرى متعددة.

وفي عام 2021، أطلقت الحكومة الصينية استراتيجية وطنية شاملة لتوسيع نطاق استخدام «الروبوتات». وبحسب الأمينة العامة للاتحاد الدولي لـ«الروبوتات»، سوزان بيللر، فإن الصين تقدم نموذجاً ناجحاً يُظهر مدى أهمية وجود استراتيجية وطنية واضحة للنهوض بهذا القطاع. وقالت: «يمكنك أن ترى كيف نجحت هذه الاستراتيجية إلى حد كبير. من دون استراتيجية واضحة، تبقى الدولة متأخرة دائماً». ونتيجة لهذه الجهود، ارتفعت حصة الصين من «الروبوتات» الصناعية إلى ثلث المعروض العالمي، بعدما كانت ربع السوق في عام . في المقابل، تراجعت حصة اليابان، التي كانت تقود السوق في السابق، إلى 29% بعدما بلغت 38% في العام الماضي.

تفوق

وأظهرت بيانات الاتحاد الدولي لـ«الروبوتات»، أن عدد «الروبوتات» الصناعية في الصين يفوق نظيره في الولايات المتحدة، بمعدل خمسة أضعاف، ما يؤكد مدى تقدم الصين في هذا المجال.

ولا تشمل هذه البيانات «الروبوتات» الشبيهة بالبشر، والتي لاتزال في مراحلها التجريبية، لكنها تشهد اهتماماً متزايداً من الشركات الصينية الناشئة، بفضل الدعم الحكومي المتواصل. وقد أدى هذا الدعم إلى نشوء منظومة صناعية متكاملة لتصنيع مكونات متخصصة لـ«الروبوتات»، مثل المفاصل الآلية.

ومن الأمثلة على هذه الشركات، شركة «يونيتري روبوتيكس»، الناشئة في مجال «الروبوتات» الشبيهة بالبشر، ومقرها في مدينة هانغتشو، إحدى مراكز التكنولوجيا الحيوية في الصين. وقد أعلنت الشركة أخيراً عن خططها لطرح أسهمها للاكتتاب العام قبل نهاية هذا العام. وتبيع «يونيتري» أحدث «روبوتاتها» الشبيهة بالبشر بسعر يبلغ نحو 6000 دولار، وهو سعر منخفض مقارنة بـ«الروبوتات» التي تصنعها شركة «بوسطن ديناميكس» الأميركية الرائدة في هذا المجال.  عن «نيويورك تايمز»

تحديات

لاتزال الشركات الصينية تواجه تحديات في تصنيع بعض المكونات الأساسية لـ«الروبوتات» الشبيهة بالبشر، مثل بعض أنواع الحساسات وأشباه الموصلات، التي لايزال يتم إنتاج أفضلها في دول متقدمة مثل ألمانيا واليابان.

لكن في مجال «الروبوتات» الصناعية، تتمتع الصين بمزايا عدة، أهمها وفرة الفنيين الكهربائيين ومبرمجي الحواسيب المهرة القادرين على تصميم وتركيب هذه «الروبوتات». ومع ذلك، بدأت الصين تواجه نقصاً في المتخصصين في هذا المجال، ما أدى إلى ارتفاع أجورهم السنوية إلى ما يقرب من 60 ألف دولار.

• الصين تميزت بسرعة تبنيها وتطويرها تكنولوجيا «الروبوتات» بدعم حكومي مباشر.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا