«لقد وجدت في شجرة الغاف امرأة قوية صابرة، جذورها تضرب في عمق الأرض، وفروعها تعانق السماء، وتمنح ظلها وعطاءها بلا مقابل، فاستوحيت منها قلادة تنبض بهذه الرمزية، وتليق بالمرأة الإماراتية».
بهذه الكلمات اختصرت مصممة المجوهرات الإماراتية، أفياء الحمادي، رحلتها مع «مرتعشة الغاف»، القلادة التي لم تعمد إلى تصميمها لتكون قطعة زينة عادية، بل قصيدة من ذهب خالص، تستحضر رمز الوطن، وتحوّل القلادة الذهبية التراثية إلى تحفة برؤية معاصرة.
فبعد سبعة أشهر من التصميم والعمل على كل تفصيلة، بوعي فني وحس رمزي، استطاعت أفياء الحمادي تقديم قطعة استثنائية، شاركت بها للمرة الأولى في معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات، حيث لمعت القلادة كظل من ذهب، لتعلن أول انطلاقة لعلامتها التجارية «ألف.ياء»، لتؤكد أن التصميم ليس صناعة فاخرة فحسب، بل حكاية هوية واعتراف بقدرة المرأة الإماراتية على أن تصوغ من التحدي بعض أكثر التشكيلات فرادة.
ظل للمسافر
لم تبدأ قصة أفياء مع تصميم المجوهرات في المعارض المتخصصة، بل هي حصيلة مسيرة مهنية طويلة، وتفرّغ إبداعي كامل، إذ أكدت أفياء قائلة: «كنت بعيدة عن أهلي وأطفالي الخمسة، وأشعر بأن وقتي يُهدر في عمل لا يشبهني، لذلك قررت التقاعد المبكر، وبدء مرحلة جديدة في حياتي»، وأضافت: «لطالما يحضرني اليوم مشهد جلوسي في تلك الفترة، في مزرعتنا بمنطقة الذيد، أراقب (الغاف) من نافذتي، والعلاقة الروحية التي نشأت مع الوقت بيني وبين هذه الشجرة العظيمة والصامدة التي تتحدى حرارة الصحراء، فكنت أراقبها شامخة أمام رياح لا ترحم، ومعطاءة رغم كل ذلك بلا حدود، مانحة ظلاً للمسافر، ومأوى للطيور، ودواء شعبياً للأجداد»، وتتابع أفياء: «كنت أراها أنثى شامخة، تشبه كل امرأة صابرة تمنح مَن حولها العطاء، وتتجاوز مواجعها، فقلت في نفسي: لم لا أجعلها قلادة ذهبية تنبض بهذه الرمزية وتلامس قلب المرأة الإماراتية؟».
نهج أصيل ومُغاير
ولأن أفياء الحمادي تعلّقت منذ طفولتها بشغف الرسم والتصميم، فقد ظل هاجس الفن يسكنها، حتى جاء الوقت لتمنحه مكاناً أوسع، فالتحقت بدورة متخصصة قصيرة في معهد «بيكاسو» للفنون والموضة والتصميم في دبي، لكنها في الوقت نفسه آثرت الاعتماد أكثر على موهبتها الفطرية ورؤيتها الفنية الخاصة، قائلة: «حين قررت أن أبدأ أسلوبي الخاص في التصميم، وضعت شرطاً أساسياً، وهو أن تكون القطع حقيقية وأصيلة، ولأنني لا أحب الذهب الذي يبدو خفيفاً وغير قيّم، فقد أردت أن تشعر أي امرأة ترتدي قطعة من تصاميمي بالتفرد والخصوصية».
روح متجددة
في سياق حديثها، توقفت مصممة المجوهرات الإماراتية، أفياء الحمادي، عند قلادة «مرتعشة الغاف» التي أكدت أنها صممتها بوزن بلغ 285 غراماً من الذهب عيار 18 قيراطاً، أولاً لتمنحها قدرة على تصميم تفاصيلها الصغيرة، وثانياً لتكون في متناول الجميع، دون أن تفقد ثقلها ورونقها، ومن دون إضافة أي أحجار كريمة، تاركة للذهب رواية قصته الفريدة، وذلك بعد أن أضافت مصممته لمسة صغيرة، من كرات ذهبية دقيقة تتدلى عند كل وصلة، مستوحاة من خطوط وأغصان الغاف، كي تثبّت القطعة وتمنحها توازناً هندسياً يحافظ على استقامتها. منوهة بالقول: «المرتعشة قطعة تراثية تقليدية مهمة في زينة المرأة الإماراتية على مر الزمان، وإضافة إلى رمزيتها التي تعكس الفخر والقيمة، فقد بقيت هذه القطعة التراثية الثمينة على حالها عقوداً طويلة، لهذا السبب وجدت أن الوقت قد حان لتجديدها».
وأضافت: «لقد أردت منحها روحاً وحياة جديدة، من دون أن أفقدها أصالتها، لذلك صممت كل بيت من بيوتها على هيئة بذرة من بذور الغاف، منها تخرج الأغصان، كأنها شجرة حياة».
وكشفت مصممة المجوهرات الإماراتية عن أن رحلة تصميم «مرتعشة الغاف» لم تكن سهلة، فقد تطلبت منها سبعة أشهر من العمل الدؤوب، في الرسم والتنفيذ والتجربة، وصولاً إلى الإنجاز، لتروي «حكاية شجرة وطنية برؤية معاصرة، من ذهب خالص، وقطعة فريدة لن تتكرر، تحمل قيم الأرض والإنسان والوطن».
187 ألف درهم
أفياء الحمادي كشفت أن سعر «مرتعشة الغاف» التي صممتها يبلغ 187 ألف درهم، مضيفة «لم أرد أن أضع فيها هامشاً كبيراً للربح، ولم أشأ أن تكون مجرد قطعة ذهب عادية، بل رسالة جمالية ورمزية، خصوصاً أن قيمة الذهب تبقى، لكن ما يبقى أكثر هي الرسالة التي تجسّدها هذه التحفة الفنية الفريدة». وأضافت: «أهديها للمرأة الإماراتية القوية والمعطاءة التي تتجاوز محن الحياة، وأقول لها: أنت ظلّ من ذهب، مثل شجرة الغاف الصامدة في قلب الصحراء».
«ألف. ياء»
في إطار مشاركتها في معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات، بمركز إكسبو الشارقة، حازت قلادة «مرتعشة الغاف» إعجاب الحاضرين، في الوقت الذي شهدت مشاركة أفياء الحمادي، الانطلاقة الرسمية لعلامة أفياء التجارية «ألف. ياء»، إذ أكدت مؤسِّستُها أنها تراهن دائماً على التفرد، وعلى تصميم قطع حصرية لمرة واحدة فقط، تحمل كل واحدة منها هويتها الخاصة فلا تتكرر.
• وجدتُ في شجرة الغاف امرأة قوية صابرة، تمنح ظلها وعطاءها بلا مقابل، فاستوحيت منها قلادة تليق بالمرأة الإماراتية.
• «المرتعشة» قطعة مهمة في زينة المرأة الإماراتية، بقيت على حالها عقوداً طويلة، ووجدتُ أن الوقت حان لتجديدها.
• 285 غراماً وزن قلادة «مرتعشة الغاف»، وصُممت من الذهب عيار 18 قيراطاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.