أكد البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس «جمعية الإمارات لطب الأورام»، أن الدراسات الطبية رصدت خطورة محتملة للذين يعملون بنظام المناوبات الليلية لأوقات طويلة قد تمتد لعشر سنوات متواصلة. وهذا النمط قد يرفع احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل الثدي والقولون والبروستات.
وأوضح أن الهيئة الدولية لأبحاث السرطان أصدرت تقريراً علمياً مفصلاً في 350 صفحة عن هذه الظاهرة، خلص إلى أن جسم الإنسان مهيّأ للنوم ليلاً، حيث يُفرز هرمون «الميلاتونين» الذي لا يقتصر دوره على تنظيم النوم فحسب، بل يملك وظيفة أساسية في محاربة الخلايا السرطانية عبر تنشيط «الخلايا القاتلة الطبيعية» وتحفيز جهاز المناعة.
وأشار إلى أن طبيعة العمل قد تضطر فئات كثيرة، مثل الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في قطاعات مختلفة، إلى السهر لأوقات طويلة. ومواجهة هذا التحدي تستلزم تعويض ساعات النوم قدر الإمكان في أجواء مظلمة تساعد على إفراز الميلاتونين. وتبني ممارسات صحية تقلل خطر الإصابة بالسرطان، وفي مقدمتها التوقف عن التدخين، والالتزام بنظام غذائي متوازن، والحفاظ على وزن مثالي، وإجراء الفحوص الدورية المبكّرة. مشدداً على أهمية المحافظة على نظام حياة صحي، والتركيز على ممارسة الرياضة التي تساعد الجسم على استعادة توازنه الطبيعي بعد ضغوط العمل.
وأضاف أن بعض الدراسات الحديثة، ومنها دراسة كندية حديثة، أشارت إلى أن تناول مكملات الميلاتونين بجرعة ثلاثة ميليغرامات قد يساعد على تحسين قدرة الجسم على إصلاح الحمض النووي DNA.
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذه النتائج لا تشكل توصية طبية مباشرة.