عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

صُناع محتوى وخبراء: سبّاقة في توظيف الإبداع الجديد

  • 1/2
  • 2/2

أكد خبراء ومسؤولون وصنّاع محتوى أن احتضان دبي لأكبر جائزة عالمية لإنتاج بالذكاء الاصطناعي بقيمة مليون دولار، يشكّل محطة فارقة ستقلب موازين صناعة المحتوى، وتعيد تشكيل ملامحها عالمياً، ويجسد في الوقت نفسه ريادة في استشراف مستقبل هذه الصناعة، ويبرز مكانتها كمركز يجمع بين الإبداع البشري والإلهام والابتكار.

وأجمعوا على أن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في هذه الصناعة المتنامية لم يعد خياراً تقنياً فحسب، بل خطوة استراتيجية ستعيد رسم ملامح صناعة محتوى منافس عالمياً، عبر فتح آفاق جديدة للإبداع، وتطوير المهارات، وإطلاق منافسة كبرى تضع الإمارات في قلب مشهد الابتكار والريادة.

وأضاف الخبراء والمسؤولون الذين التقتهم «الإمارات اليوم» أن الذكاء الاصطناعي فرصة لفتح آفاق جديدة للإبداع والإنتاج، رغم التحديات المتعلقة بالدقة والتطوير، مشيرين إلى أن الإمارات، من خلال مبادراتها النوعية وشراكاتها مع كبرى الشركات العالمية، تمضي بثبات نحو ترسيخ موقعها كمختبر ريادي لصناعة المحتوى الهادف ومركز للابتكار.

من ناحيتها، أكدت نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، مدير «قمة المليار متابع»، عالية الحمادي، أن رصد أكبر جائزة مرموقة للأفلام المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، للمرة الأولى على مستوى العالم، سيضع دبي والإمارات في قلب مجال الابتكار الرقمي، واقتصاد صناعة المحتوى الهادف باستخدام الذكاء الاصطناعي. وقالت: «لقد شهدنا في السنوات الخمس الأخيرة تطوراً ملحوظاً في سوق اقتصاد صناعة المحتوى، ولعل إضافة خطوة الذكاء الاصطناعي لهذا المجال اليوم، قادرة على تكريس اختلاف واضح على أرض الواقع».

وتابعت الحمادي: «مع معاينتنا إقبال الشركات ومنصات التكنولوجيا المكثف أخيراً على استثمار مليارات الدولارات في أدوات الذكاء الاصطناعي ذات العلاقة بصناعة المحتوى، ارتأينا أن تكون الإمارات سبّاقة في هذا المجال التكنولوجي المبتكر، عبر إطلاق جائزة عالمية بهذا الحجم، وتفعيل شراكات نوعية مع أسماء رائدة مثل (جيمني) التي نراهن كذلك من خلالها على سوق عالمية ضخمة، تضم ما بين 200 و300 مليون مستخدم».

مبادرات ودعم

من جهته، قال المدير الإقليمي للمنتجات والتسويق في «غوغل لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا»، نجيب جرار: «أعتقد أن رصد دبي لأكبر جائزة عالمية للأفلام المُولّدة بالذكاء الاصطناعي سيشجع العديد من صناع المحتوى في العالم على التفكير، ليس فقط في كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وإنما في طرق دمجها في المحتوى الذي يصنعونه، سواء كانوا من المترشحين للجائزة أو غيرهم، بعد أن بلغت أدوات الذكاء الاصطناعي مرحلة من النضج الذي يؤهل جميع صناع المحتوى، بكل شرائحهم، لاستخدامها لتسريع وتيرة إنتاجهم لمحتويات هادفة، بجودة عالية وبطرق أسرع».

وحول دور الإمارات في هذا المجال، أوضح جرار: «أعتقد أنها تلعب دوراً محورياً في مجال الذكاء الاصطناعي، باعتبارها سبّاقة في تقييم أهمية دوره وبشكل مبكر مقارنة ببقية الدول، وذلك عبر تعيينها وزيراً للذكاء الاصطناعي، والانطلاق في خطوة الاستثمار في هذا المجال بالأشخاص، وفي مجالات مثل التعليم والبنية التحتية، وصولاً إلى أسبقيتها في استقطاب تجارب صناع المحتوى من خلال بيئة جاذبة، تشمل مبادرات نوعية، وتسهيلات وبرامج تدريبية مختلفة تجعلها تحتل الصدارة في دمج عالم المحتوى مع عالم الذكاء الاصطناعي».

تحرير وتمكين

أما المستشار القانوني المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي، عادل الزين، فقال: «لقد كانت صناعة المحتوى المرئي والأفلام بشكل خاص قبل هذه الفترة حكراً على شركات الإنتاج الكبرى والميزانيات الضخمة، أما اليوم فقد تغير شكل السوق، لأن كل شخص يمتلك الأدوات والموارد الممكنة والخيال الخصب، سيكون قادراً على صناعة محتوى بالجودة نفسها التي تصنعها هذه الشركات».

وأضاف: «تحرير الموارد هذا وتمليكها للمستخدم النهائي، سيصنع حتماً فرقاً كبيراً جداً في سوق المحتوى، كما ستظهر في ظل هذه الطفرة الإبداعية الكثير من العقليات الفذة والمتمكنة، القادرة على الابتكار والإبداع وتغيير مشهد صناعة المحتوى لجعله متمكناً بشكل أكبر».

من جانبها، تحمّست صانعة المحتوى التقني، فرح الكردي، لتجربة دبي في ريادة مشهد صناعة المحتوى بالاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أنها سترفد هذا المشهد الإبداعي المتنامي بتغييرات كثيرة.

وقالت إن «الأدوات الجديدة التي نشهدها اليوم، تقدم لنا كصناع محتوى فرصة ذهبية لا نحتاج في ظلها إلى بذل أي مجهود شخصي لتصوير أي محتوى، لأننا بتنا قادرين، بفضل الذكاء الاصطناعي، على إنتاج عدد لا نهاية له من الفيديوهات الهادفة بطريقة فريدة تجذب الاهتمام، وتحقق الانتشار المنشود، وهذا في حد ذاته أمر سيقلب موازين هذه الصناعة، لأنه سيفتح أبواباً لم تكن في السابق متاحة، كما لن تكون هناك حدود لصناعة المحتوى في المستقبل، لأن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي سيضع قريباً صناع المحتوى كافة في مستوى منافسة عالمية كبرى، من خلال إنتاج محتويات ناطقة بجميع اللغات، وبتقنيات متطورة ذات جودة عالية».

طفرة وتحديات

بينما قال المحامي الإماراتي وصانع المحتوى القانوني، عمر الحلو: «لقد بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في التأثير على صناعة المحتوى، فأنا أستخدمه شخصياً وبشكل موسع في خطوة البحث والتحقق من بعض المعلومات أو صياغة بعض النصوص، ولكننا مازلنا للأسف أمام مشكلات مختلفة تتعلق في معظم الوقت بدقة الإجابات التي يطرحها في المجال القانوني، والتي يحتاج فيها الذكاء الاصطناعي، برأيي، إلى المزيد من التطوير والتغذية بالمعلومات».

وأضاف: «أما مسألة قدرته على تغيير تجربتنا كصناع محتوى، فنعم وبشكل كامل، إذ من المتوقع أن يلعب دوراً أساسياً أكبر في مجال بناء وإنتاج المحتوى بالنسبة لنا. وإذا كان حالياً مساعداً لنا، فقد يأتي وقت يحل فيه الذكاء الاصطناعي مكاننا، خصوصاً في صناعة محتوى مرئي (فيديوهات) بمعايير عالمية، وبلغات عدة، يستوعبها مختلف الناس في العالم».

وحول المكانة التي ستحتلها الإمارات مركزاً رائداً لهذه الصناعة مستقبلًا، قال الحلو: «تعد دبي والإمارات من الحاضنات الرئيسة للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، ما يفتح فرصاً كبيرة لنا كصناع محتوى للاستفادة من هذه الطفرة الكبيرة التي نعيشها بوجود أكبر الشركات والمنصات المتخصصة في هذا المجال في الإمارات، واستثمار الدولة بشكل كبير في مجال الذكاء الاصطناعي في جميع الميادين، خصوصاً الميدان الإعلامي، وصولاً إلى رصدها ميزانيات ضخمة وتشجيعات متنوعة، أبرزها (جائزة المليون دولار) التي طرحتها أكبر قمة عالمية لصناع المحتوى لإنتاج أول فيلم بأدوات الذكاء الاصطناعي».

بدوره، رأى الباحث الإماراتي في الذكاء الاصطناعي، عيسى المناعي، أن الدولة تلعب دوراً محورياً في مستقبل الذكاء الاصطناعي، عبر استثمارات استراتيجية في البنية التحتية الرقمية، بالتعاون مع شركات كبرى، مثل «مايكروسوفت»، و«غوغل»، و«أوبن أيه.آي»، ما يعزز قدراتها في مراكز البيانات والحوسبة السحابية، ويدعم الإبداع والبحث العلمي. كما تتميز الإمارات أيضاً بتوازنها بين الابتكار والحوكمة الأخلاقية، عبر وضعها إطاراً تنظيمياً يعزز الثقة والشفافية، ويجذب مطورين ومستثمرين من مختلف أنحاء العالم.

واعتبر المناعي مبادرة تخصيص جائزة لإنتاج محتوى مرئي بالذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية، ليس فقط لتحفيز الإبداع، بل أيضاً لرفع معايير جودة النماذج التوليدية، مضيفاً: «ستكشف لنا هذه الخطوة مواهب جديدة، وتدرب النماذج على أوامر مبتكرة، ما يعني أننا أمام رحلة لاستكشاف إمكانات أوسع للذكاء الاصطناعي». وتابع: «جعل هذه المبادرة عالمية سيضمن، برأيي، مشاركة واسعة، تماماً كما حدث مع تحديات الذكاء الاصطناعي السابقة للفنون والبرمجة. فيما تعد هذه الخطوة مبادرة نوعية نحو مستقبل أكثر إبداعاً، لأنها ستفتح الباب أمام إمكانات لم نكتشفها بعد».


منافسة على الأفضلية

أعربت نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، مدير «قمة المليار متابع»، عالية الحمادي، عن ثقتها بخطوة تعزيز القدرات الإبداعية والمهارات المتقدمة بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة محتوى ملهم، مضيفة: «ستحدث تجربة إنتاج محتوى بأدوات الذكاء الاصطناعي فرقاً مستقبلياً واضحاً في هذا المشهد المتنامي لصناعة المحتوى على المدى القصير. وفي الوقت الذي نواكب فيه حالياً، وبشكل فارق، تغيرات كبيرة وسريعة، سواء في مجال كتابة النصوص أو توليد الفيديوهات أو الصور وحتى الأفكار، فإن ظهور أدوات جديدة موجهة خصيصاً إلى صناعة المحتوى، تطرحها شركات تقنية عالمية، سيكرّس تغييرات عميقة وجذرية في صناعة المحتوى، ويساعد صُنّاعها على الارتقاء بتجاربهم والمنافسة على الأفضلية».

• 1000000 دولار قيمة الجائزة التي تُعدُّ الأكبر عالمياً في ميدانها.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا