عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

جسور العطاء الإماراتية إلى غزة سياسية وإنسانية لا تنقطع

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر ، والذي يدخل عامه الثاني، لم تتوقف جهود دولة عن تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي القطاع ورعاية الجرحى والمرضى، فضلاً عن جهودها ومساعيها لوقف الحرب وإيجاد أفق للسلام الشامل، حيث يقود صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لقاءات واتصالات وتحركات مكوكية مع قادة العالم والمسؤولين الدوليين لدعم جميع المساعي والمبادرات الهادفة إلى الوصول إلى وقف مستدام لإطلاق النار في القطاع، بما يسهم في حماية أرواح المدنيين كافة، وتوفير الإغاثة الإنسانية العاجلة لهم.

جسدت مواقف دولة الإمارات تجاه ما يحدث في غزة سياستها وجهودها المخلصة في البحث عن حل سياسي يضمن تجنيب الشعب الفلسطيني الشقيق مزيداً من المآسي والمعاناة الإنسانية، ما يتسق مع المواقف العربية والدولية، كما برزت الدولة كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية في غزة، وقدمت نموذجاً متفرداً للتضامن والتعاضد بين الدول والشعوب الشقيقة، جسدت من خلاله نهجها الثابت والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، على مختلف المستويات.

التتبع المالي

تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعماً لغزة وفقاً لخدمة التتبع المالي التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، حيث أرسلت مساعدات طبية وإغاثية إلى القطاع عبر كل السبل المتاحة براً وبحراً وجواً، كما قدمت دعماً مالياً تجاوز 1.5 مليار دولار، واستقبلت مئات من الجرحى والمصابين والمرضى لتلقي الرعاية العلاجية في مستشفياتها.

ولا تزال قوافل الخير والمساعدات والمبادرات مستمرة في إطار عملية «الفارس الشهم 3»، كما حققت الجهود الدبلوماسية الإماراتية العديد من النجاحات في التوصل لهدن إنسانية واتفاقيات تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع في وقت ركزت أيضاً على حشد الجهود الدولية لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وتوفير الحماية للمدنيين وتجنيبهم المعاناة المتفاقمة التطورات الميدانية المقلقة.

ولم يكن مستغرباً أن يخصّ الرئيس دونالد ترامب الإمارات وقيادتها بكلمات إشادة لافتة تعكس مكانتها الدولية وثقلها الدبلوماسي خلال كلمته حول خطة السلام المقترحة لوقف الحرب في غزة، حينما قال: «أشخاص رائعون في الإمارات، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الخارجية، شاركونا مقترحاتهم للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، وقدّموا لنا أفكاراً عمّا يمكن قبوله وما لا يمكن قبوله».

الجهود الدبلوماسية

حققت الجهود الدبلوماسية الإماراتية العديد من النجاحات في التوصل لهدن إنسانية واتفاقيات تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومن أبرز الأمثلة على تلك النجاحات، الاتفاق على بدء إدخال مساعدات عاجلة من دولة الإمارات لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في القطاع كمرحلة أولى، والذي جاء بعد اتصال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مع جدعون ساعر، وزير خارجية إسرائيل.

وتمتلك دولة الإمارات سجلاً طويلاً من الجهود السياسية والدبلوماسية في دعم الأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأزمة، ومنها سلسلة من فترات التوقف عن القتال تمتد لعدة أيام في القطاع، تكفي لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وعاجل وآمن ومن دون عوائق كما جددت دولة الإمارات التأكيد على مواصلة الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين، وعلى أولوية الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، خلال مشاركتها في مؤتمرات دولية.

كما رحبت دولة الإمارات بالاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين، والتي تؤكد رؤية مشتركة مفادها بأن السبيل الوحيد لتجاوز عقود من الصراع والدمار هو تحقيق التقدم نحو تأسيس دولتين مستقلتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام دائم وشددت على ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة، وتمهيد الطريق لحل مستدام للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.

وأكدت مجدداً أنها ستظل شريكاً فاعلاً في دعم تطلعات الشعب الفلسطيني، وستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين للتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة تُنهي دوامة الصراع، وتمهد لمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لشعوب المنطقة كافة.

كما أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لخطة الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة.

الأوضاع المأساوية

خلال لقائه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على هامش أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى أن الأوضاع المأساوية التي يعانيها المدنيون في غزة تتطلب بذل كل الجهود الممكنة لإدخال المساعدات الإنسانية من دون عراقيل وبشكل مستدام.

قساوة المشهد

على الرغم من قساوة المشهد داخل قطاع غزة بسبب معاناة الجوع والعطش، فإن الأمور كانت لتصبح أكثر مأساوية لولا الدعم الإماراتي الذي لم ينقطع عن الأشقاء الفلسطينيين منذ إطلاق «عملية الفارس الشهم 3»؛ إذ تؤكد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية شكلت نسبة 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة إلى الآن.

وواصلت جهودها الحثيثة للتخفيف من معاناة الجوع والعطش الذي يرزح تحت وطأتها الأشقاء الفلسطينيون منذ بداية الأحداث، عبر إيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات بمختلف الطرق.

والتزاماً بدورها الإنساني والإغاثي المُعتاد، سارعت دولة الإمارات وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ اللحظات الأولى إلى إغاثة الأشقاء الفلسطينيين، حيث تعد من أوائل الدول التي استجابت للأزمة الإنسانية في غزة، وركزت جهودها على علاج الجرحى والمصابين وتوفير الإغاثة العاجلة للأسر المتضررة، وتقديم الدعم للقطاعات الحيوية والصحية المهمة، وذلك ضمن عملية «الفارس الشهم 3» التي تعد من أكبر العمليات الإغاثية في القطاع.

سرعة الاستجابة

تميزت الإمارات بسرعة الاستجابة لمعاناة الأشقاء الفلسطينيين في غزة؛ إذ أمر صاحب السمو رئيس الدولة، فور اندلاع الأحداث بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

وأعلنت دولة الإمارات، إطلاق حملة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في عزة، تحت شعار «تراحم من أجل غزة»، شارك فيها أكثر من 24 ألف متطوع، وتم خلالها إعداد 71 ألف حزمة إغاثية، عبر فعاليات نظمت في إمارات الدولة كافة، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية.

كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من القطاع لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم، وأمر سموه، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، كما وجه سموه باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة، من الفئات العمرية المختلفة، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.

كما وجه سموه بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة، التي نفذت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف والأونروا، وقدمت جرعتين من لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل دون 10 سنوات.

مستشفى وسفن

شملت الجهود تدشين المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل في غزة وإبحار سفن مساعدات إماراتية إلى مدينة العريش في ، لإدخالها إلى القطاع، كما دشنت محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، لضخ المياه الصالحة للشرب إلى سكان غزة يستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة.

من جهتها، تعهدت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، بتقديم نحو 37 مليون درهم (10 ملايين دولار)، لدعم القطاع الصحي في غزة، كما أعلنت تقديم منحة بقيمة 43 مليون درهم (11.7 مليون دولار)، لتوفير الدعم الغذائي المباشر لسكان القطاع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

كما جرى تخصيص 5 ملايين دولار لدعم جهود، سيغريد كاج، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة إضافة إلى دخول إسعاف مجهزة بالمعدات اللازمة كافة إلى القطاع عبر معبر رفح المصرية وإبحار مستشفى عائم متكامل إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية وإنشاء مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص في قطاع غزة، إضافة إلى توفير الطحين.

وافتتحت دولة الإمارات مركزاً للأطراف الصناعية في المستشفى الميداني الذي أقامته في قطاع غزة، كما أطلقت عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية، كما أصدرت مع الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية وجمهورية قبرص بياناً مشتركاً بشأن تفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتم تخصيص 15 مليون دولار، دعماً لـ «صندوق أمالثيا» الذي أعلنت عنه جمهورية قبرص لدعم مبادرة الممر البحري بين الموانئ القبرصية وقطاع غزة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا