أكد أكاديميون أن جامعات الإمارات تُعيد رسم خريطتها الأكاديمية لتلبية احتياجات سوق العمل، وتتسابق لتخريج «جيل المهارات»، من خلال تحديث وإحلال واستحداث برامج أكاديمية جديدة تواكب متطلبات المرحلة المقبلة، وتُعزّز جاهزية الطلبة لسوق العمل محلياً وعالمياً.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن مؤسسات التعليم العالي باتت تركز على تخريج كفاءات قادرة على الإبداع والابتكار والريادة، بما يدعم التحول نحو اقتصاد المعرفة ويواكب رؤية الإمارات المستقبلية.
وأفادوا بأن التقديرات الميدانية تشير إلى ارتفاع نسبة الالتحاق بدورات الذكاء الاصطناعي في الإمارات بنسبة 344% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس توجهاً متسارعاً نحو اكتساب المهارات الرقمية وتعزيز الكفاءات المستقبلية.
جاء ذلك على هامش فعاليات معرض «نجاح دبي 2025»، الذي افتتحه أمس، وزير الموارد البشرية والتوطين، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، الدكتور عبدالرحمن العور، حيث يستمر حتى السابع من أكتوبر في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة أكثر من 100 جامعة عالمية من أكثر من 20 دولة، تُمثّل نخبة مؤسّسات التعليم العالي حول العالم.
تمكين الخريجين
وقالت مديرة إدارة القيد والقبول والتسويق في جامعة دبي، صالحة المهري، «إن الجامعة تركز على تطوير برامجها الأكاديمية بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل ومتغيراته، بما يضمن تمكين الخريجين من الاندماج السريع في الحياة المهنية».
وأوضحت أن أبرز البرامج التي شهدت تحديثات جوهرية، تشمل مجالات إدارة الأعمال، والضيافة، واللوجستيات، وتقنية المعلومات، التي باتت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتقنيات الذكاء الاصطناعي والقانون، مؤكدة أن عملية التطوير مستمرة، ولن تتوقف، خصوصاً في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل.
طبيب وصيدلي
وأكدت الأستاذة في كلية الصيدلة بجامعة دبي الطبية، الدكتورة مريم دياب، أن دراسة الطب تشهد تطورات متسارعة على مختلف الصعد، تقابلها تحولات مستمرة في سوق العمل ومتطلباته التي تتبدل من عام إلى آخر، ما يجعل تطوير البرامج الأكاديمية ضرورة مُلحّة لضمان مواكبتها المسميات الوظيفية الجديدة والقطاعات المستحدثة والمهام المتجددة في المجال الطبي.
وأوضحت أن جامعة دبي الطبية طرحت هذا العام برامج جديدة تواكب احتياجات سوق العمل، من أبرزها برنامج «الطبيب الصيدلي»، وهو الأول من نوعه على مستوى الدولة، وتبلغ مدة دراسته ست سنوات، بحيث يؤهل الخريج ليكون طبيباً وصيدلياً في آن واحد، ما يتيح له التحرر من الأدوار التقليدية للصيدلي، والانخراط في مهام أكثر تخصصاً ومشاركة في رعاية المرضى وصنع القرار الطبي.
وقال رئيس وحدة الاستقطاب الطلابي في جامعة العين، رامي كايد، إن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بطرح برامج أكاديمية جديدة ومتخصصة تواكب تطورات سوق العمل محلياً وعالمياً، مشيراً إلى أنه تم أخيراً استحداث برامج في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأمن الفضاء الإلكتروني.
وأوضح أن الجامعة تركز على تحديث برامجها الأكاديمية الحالية ودمجها مع التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، بما يضمن لها الاستمرار في سباق التميّز والمنافسة الذي بات سمة للجامعات الساعية إلى تطوير برامجها واستحداث تخصصات جديدة تتماشى مع احتياجات سوق العمل الراهنة والمستقبلية.
وبيّن كايد أن أكثر التخصصات استقطاباً للطلبة هي تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والأمن السيبراني، والبرامج الطبية، إضافة إلى تخصصات إدارة الأعمال وتحليل البيانات.
هندسة النظم الذكية
قال الإداري الأول في قسم القبول والتسجيل بجامعة زايد، علي المنصور: «استحدثت الجامعة برنامجين جديدين استجابةً لتطورات سوق العمل ومتطلباته، حيث يتناول الأول هندسة العمارة، بينما يختص الثاني بهندسة النظم الذكية».
وأوضح أن الجامعة استقبلت هذا العام أكثر من 2500 طالب وطالبة، مع توقعات بزيادة أعداد المسجلين في مختلف التخصصات التي تطرحها، مشيراً إلى أن برنامج هندسة النظم الذكية يشهد إقبالاً متزايداً من الطلبة رغم أنه يُطرح للمرة الأولى ضمن برامج الجامعة الأكاديمية.
تحول متسارع
وأفاد رئيس كلية التصميم بجامعة هيريوت وات دبي، الدكتور محمد المصلح، بأن سوق العمل في الشرق الأوسط يشهد تحولاً متسارعاً بفعل تطور الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين، مشيراً إلى أن دراسة استقصائية حديثة، أظهرت أن أكثر من 60% من موظفي دولة الإمارات يشعرون بالقلق من أن مؤهلاتهم ومهاراتهم الحالية قد لا تبقى ذات صلة بسوق العمل مستقبلاً.
وأكد المصلح أن هذا الواقع يُبرز أهمية مواءمة البرامج الأكاديمية مع احتياجات القطاعات المختلفة، باعتبارها الخطوة الأولى لبناء قوة عاملة مؤهلة تسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأضاف أن الطلبة وأولياء الأمور أصبحوا يولون اهتماماً متزايداً بآفاق التوظيف المرتبطة بكل تخصص عند اختيار الجامعات، ما أوجد بُعداً جديداً من المنافسة بين مؤسسات التعليم العالي حول مدى مواكبتها لمتطلبات سوق العمل المتغيرة.
منعطف جديد
أما مديرة معرض نجاح، ديمة السعدي، ترى أن المنافسة بين الجامعات تأخذ منعطفاً جديداً يركز في مضمونه على تطوير البرامج الأكاديمية واستحداث الجديد منها وتطوير الأخرى، بحسب متغيرات سوق العمل.
وقالت: «نحن نضع الطلبة في قلب التجربة، عبر حوارات هادفة، والإرشاد الشخصي، والتجارب العمليّة التي تعكس قيمة الحدث. ومن خلال الجمع بين الاكتشاف الأكاديمي وأدوات التخطيط المهني والتوجيه المباشر، يثبت (نجاح) أنه ليس مجرّد معرض للتعليم العالي، بل منصّة انطلاق للطلبة نحو مستقبل أكثر جاهزيّة»، وأوضحت أن قاعات المعرض شهدت مشاركة فعّالة وحراكاً معرفيّاً واسعاً، من خلال الاستشارات المباشرة والجلسات الحواريّة، حيث أتيحت للطلبة وأسرهم فرصة التواصل مع ممثلي الجامعات وخبراء القبول، والتعرّف إلى مسارات أكاديميّة تتماشى مع طموحاتهم الفرديّة وتفتح أمامهم آفاقاً عالميّة عصريّة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.