أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
كشف فريق من الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي، عن وسيلة جديدة تسهم في تطوير علاجات لمختلف أنواع السرطان والأمراض التنكّسيّة العصبيّة الّتي يصعب علاجها، حيث اكتشفوا أنّ البروتين المثبط للورم (Par-4) يمكن أن يسبّب نوعاً فريداً من موت الخلايا السرطانية يسمّى التصلّب الحديديّ، تحديداً في السرطان الأرومي الدبقي وهو أكثر أنواع سرطان الدماغ شيوعاً وخطورة، وذلك دون الإضرار بالخلايا السليمة.
وقاد الفريق البحثي الدكتور سهام الدين كلداري، نائب العميد الأوّل للأبحاث والمدير العامّ لمعهد الأبحاث في جامعة نيويورك أبوظبي حيث قال، إنّ هذا الاكتشاف يعدّ إنجازاً كبيراً في مجال تطوير علاج السرطان. إنّ تطوير طرق لتنشيط مسارات بديلة لموت الخلايا يوفّر فرصاً جديدة لإنشاء علاجات أكثر فاعلية ونجاحاً للسرطان الأروميّ الدبقيّ، وغيره من الأمراض القاتلة.
وأضاف أن الاستثمار في الأبحاث التي تنفذها مؤسسات مثل جامعة نيويورك أبوظبي، يلعب دوراً أساسياً في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، مما يستقطب المواهب المحلية والإقليمية والعالمية إلى دولة الإمارات، كما أنه يحفّز العلاقات التكافلية التي تخلق الفرص والمعرفة والثروة».
وبين عملية التصلّب الحديديّ تنشط عن طريق إنتاج مركبّات الأكسجين التفاعليّة بوساطة الحديد، متبوعةً بعملية أكسدة الدهون، لذلك تلعب هذه العملية دوراً هاماً في تقليص الأورام السرطانيّة، يعتبر دور بروتين Par-4 في موت الخلايا المبرمج أمراً معروفاً للعلماء، ولكن البحث المشار إليه يشكّل سبقاً علمياً في تأكيد دور هذا البروتين في تحفيز الموت المبرمج من خلال استغلال آلية التصلب الحديدي في أورام الدماغ.
فيما أشار الباحثون إلى أن هذا البروتين يؤدي دوراً فعالاً في تقليص حجم الأورام عن طريق التصلّب الحديدي، حيث توصّلوا إلى أنه يعمل عملية التحلّل الذاتيّ لمادة الفيريتين بمساعدة المستقبل النوويّ المنشّط المشارك وهو ضروريّ لعدة أسباب، منها زيادة تراكم الحديد المتغيّر، وإنتاج مركبات الأكسجين التفاعلية، وعملية أكسدة الدهون، التي جميعًا بدورها أن تؤدّي إلى التصلّب الحديدي.
وأوضحوا أن التصلّب الحديديّ يلعب دوراً رئيسيّاً في العديد من المشاكل الصحّيّة، مثل السرطان وأمراض القلب وتلف الدماغ والفشل الكلويّ وإصابات الرئة وأمراض مثل مرض باركنسون وهنتنغتون وألزهايمر.