تواصل «الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب» في دبي جهودها الاستراتيجية لتطوير خدمات سوق العمل وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، ضمن منظومة متكاملة تجمع بين التحول الرقمي والمشاريع المجتمعية والخدمات المؤسسية المتقدمة، بما ينسجم مع رؤية دبي في بناء بيئة عمل جاذبة ومتوازنة ومستدامة، تدعم استقطاب الكفاءات والاستثمارات وترسخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للعيش والعمل.
وقال الفريق محمد أحمد المري، المدير العام: انطلاقاً من توجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تولي الإدارة اهتماماً خاصاً للعمالة، وتحرص على تكريم جهودهم ومساهماتهم في مسيرة التنمية عبر فعاليات ومبادرات نوعية تُنظم على مدار العام، من أبرزها أربع احتفالات كبرى في المناسبات الوطنية والدينية مثل عيدي الفطر والأضحى واليوم العالمي للعمال، لدورهم الحيوي في مسيرة البناء والنمو.

وتُقام هذه الفعاليات في مناطق سكن العمال، لتصل إليهم أجواء الفرح مباشرة، وتحوّل المناسبات إلى لحظات إنسانية تعبّر عن الامتنان والتقدير لما يقدمونه من عطاء متواصل.

الإنسان في صميم الرؤية

ويأتي الاهتمام بتطوير سوق العمل ضمن رؤية مؤسسية تضع الإنسان في قلب الأولويات، وتركّز على تحقيق التوازن بين متطلبات الأعمال ورفاهية القوى العاملة، انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة.
وفي هذا الإطار، أطلقت الإدارة منظومة رقمية متكاملة لإنجاز معاملات العمل على مدار الساعة، وطوّرت مبادرة «باقة العمل» بالتعاون مع الجهات المعنية لتسهيل الإجراءات، وتحديث التشريعات وتعزيز الامتثال في مواقع العمل والمساكن العمالية.

تقدير القوى العاملة

وقال العقيد عمر مطر المزينة، مساعد المدير العام لقطاع تنظيم العمل، إن تقدير القوى العاملة استثمار في الإنسان العمود الفقري لأي مؤسسة ناجحة ومجتمع مزدهر. والإدارة تحرص على تجسيد هذا المفهوم بفعاليات مجتمعية وصحية وإنسانية، من أبرزها «الكرنفال الصحي للقوى العاملة» الذي أُقيم هذا العام في منطقة القوز، بالتعاون مع الجمعية الباكستانية بدبي، بمشاركة 10 آلاف من مختلف الجنسيات.
وشهد الكرنفال فحوصاً طبية مجانية وجلسات توعوية وأنشطة رياضية وثقافية وعروضاً فنية متنوعة، ومبادرة «أيدي الوحدة» التي هدفت إلى تسجيل رقم قياسي في موسوعة «غينيس» عبر رسم أكبر علم لدولة الإمارات ب25 ألف بصمة يد، في مشهد مؤثر حمل رسائل إنسانية عميقة.

محطات إنسانية

وأوضح المزينة أن هذه الفعاليات محطات إنسانية نعتز بها، تنقل أجواء العيد والبهجة إلى سكن القوى العاملة، وتحوّل المناسبة إلى تجربة لا تُنسى تعبّر عن الامتنان لدورهم الحيوي. وتفاعلهم العفوي يعكس نجاح المبادرة وتجسيد رؤية دبي التي تضع الإنسان في صدارة أولوياتها.

نموذج عالمي

وأضاف أن دولة الإمارات، على مدى العقود الخمسة الماضية، رسّخت نموذجاً عالمياً في احترام حقوق الإنسان وصون كرامته، بمنظومة تشريعية متكاملة وكتيّبات توعوية بعدة لغات، وفّرت الحياة الكريمة ل200 جنسية تعيش على أرضها في بيئة تسودها العدالة والمساواة.
وأكد أن هذه المبادرات رسالة شكر ووفاء للفئة العاملة التي أسهمت في قصة نجاح دبي، وتجسّد القيم الإنسانية وروح التعاون التي تميز الإمارة وتكرّس شراكتها المستدامة مع المجتمع.