دبي: حسن حمدي سليم

في أوقات الكوارث، تكون الثواني هي الفارق بين الحياة والموت. ومن هنا، يعمل الهلال الأحمر الإماراتي على مشروع طموح يوظّف الذكاء الاصطناعي والطائرات من دون طيار للوصول إلى المناطق المتضررة قبل فرق الإنقاذ، وتحليل المشهد ميدانياً لتقديم المساعدة بسرعة ودقة غير مسبوقة.

يستعرض الهلال الأحمر الإماراتي عبر منصته في جيتكس 2025، مشروعاً تجريبياً لاستخدام طائرات من دون طيار (درون) مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التحليلي، بهدف رفع كفاءة الاستجابة في حالات الطوارئ والكوارث عبر جمع وتحليل البيانات الميدانية بسرعة ودقة، بما يسهم في توجيه الموارد بشكل أفضل وإنقاذ الأرواح في الوقت المناسب.

وتوضح مريم راشد البريكي، مدير إدارة تقنية المعلومات بالهلال الأحمر، أن النظام يتكون من نموذجين من الطائرات، الأول يطير لمدة نصف ساعة ويحمل ما يصل إلى كيلوجرام واحد من المستلزمات الطبية، ويُستخدم غالباً في نقل الإسعافات الأولية إلى المواقع التي يصعب الوصول إليها، فيما يستطيع النموذج الثاني التحليق لمدة ساعة كاملة بحمولة تصل إلى كيلوجرامات تُستخدم في نقل الطرود الإغاثية الأثقل.

وتشير إلى أن الطائرات تتميز بقدرتها على تحليل المشهد الميداني عبر الكاميرات الذكية؛ إذ يمكنها تحديد عدد الأشخاص في المنطقة، وتمييز المصابين منهم، وتقدير أعمارهم وجنسهم، لتحديد نوعية وحجم المساعدات، إلى جانب تقييم سلامة المباني ومعرفة ما إذا كانت آيلة للسقوط.

كما تقوم الطائرات برصد جودة الهواء ودرجة الحرارة في المناطق المتضررة، وتتيح التواصل الصوتي المباشر مع الأشخاص الموجودين في الموقع لمعرفة احتياجاتهم الفعلية وتوجيه فرق الإنقاذ وفق الأولويات، وحمايتهم من أي ظروف قد تواجههم في المواقع المتضررة.

وتوضح مريم البريكي أن المشروع ما يزال قيد الدراسة والتجربة لتقييم إمكانية تطبيقه ميدانياً على نطاق أوسع، مؤكدة أنه يأتي ضمن جهود الدولة في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الإنساني والإغاثي.