بعد أن أمضت 25 عاماً في مهنة التمريض، قررت الإماراتية موزة الجنيبي، أن تتبع شغفها في عالم الأزياء، فبدأت بتعلم أسس الموضة من خلال الدورات التدريبية، فأتقنت الرسم ثم خضعت لدورات في الخياطة وتنفيذ الرسومات، حتى تمكنت من تقديم تصاميمها في الفساتين والعبايات، غير متخلية في الوقت نفسه، عن مهنتها النبيلة التي تُسهم في تخفيف الأوجاع.
الرحلة التي خاضتها موزة دفعتها إلى التفكير في مشروع يدعم المبتدئين في عالم الموضة، ويُسهم في ردم الفجوة في السوق. وفيما يخص أسس البدء بمشروع في قطاع الأزياء، أطلقت منصة «إبرة إنوفيشين» التي تُقدّم كل ما يحتاج إليه عشاق التصميم لدخول هذا القطاع، وفق استراتيجية واضحة المعالم.
بداية المسيرة
وعن شغفها بعالم الأزياء وقرارها الجمع بين عالمي الصحة والتصميم، قالت موزة الجنيبي في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»: «عملت في مجال التمريض لسنوات طويلة، وكان عالم الأزياء حلماً رافقني منذ فترة طويلة، لكنه بدأ يكبر حينما كنت أعمل على تصميم ملابس بناتي، إذ أخذته على محمل الجد، وتعلمت في البدء التصميم وقص (البترون)، ومن ثم الخياطة، مع الحرص على أن تكون أنيقة».
وأضافت: «واجهتُ بعض التحديات خلال مسيرة تعلمي، وكان أبرزها مرتبطاً بالخطوة الثانية بعد الانتهاء من إنجاز التصاميم، ففكرت مع شريكتي (نيرفين)، في أنه يمكننا البدء بتأسيس مشروع يُقدّم قواعد العمل في مجال الموضة للمبتدئين، منذ لحظة دخولهم دورات تصميم الأزياء، وصولاً إلى منصات الإنتاج وكيفية التسويق».
وحول التعامل مع مهنة التمريض والتصميم في الوقت عينه، أوضحت موزة أنها مازالت تحافظ على مهنتها الأصلية، لأنها تمتلك شغفاً بهذا التخصص النبيل، وتحب مساعدة الناس، دون أن تستغني عن عشقها للتصميم، فهي تُنهي عملها في المستشفى في الساعة الخامسة، وتنطلق بعدها في رحلتها الممتعة مع الإبداع والتصميم، ما يولّد لديها شعوراً عارماً بالسعادة في نهاية اليوم، لافتة إلى أن العمل في مهنة التمريض قد يحمل كثيراً من الضغوطات، لكن ممارستها بحب تُزيل التعب، وفي بعض الأحيان تفرغ هذا التعب في مجال الإبداع والتصميم.
صعوبات
أما أسلوبها في مجال التصميم، فنوهت بأنها تعمل على الفساتين وكذلك العبايات، كاشفة أن رحلة دخولها عالم الموضة حملت كثيراً من الصعوبات، وكان التحدي الأكبر هو تنظيم الوقت بين عملها الأساسي في مهنة التمريض، وحلمها وواجباتها تجاه عائلتها، فضلاً على مواجهة تحديات أخرى في مجال المهنة، تتعلق بالدعم والتوجيه الصحيح من أجل الوصول إلى العالمية.
وتعرض موزة اليوم تصاميمها عبر منصة إلكترونية، بطموح أن تُسهم في تقديم التراث المحلي إلى العالمية من خلال الأزياء، إذ تحرص على تضمين تصاميمها «السدو» و«التلي»، لافتة إلى أن الأزياء العالمية أثرت إلى حد ما في الساحة، لذا لابد من العودة إلى التراث ودمجه في النمط المعاصر، من أجل تقديم الهوية الإماراتية عبر الأزياء.
وذكرت أن البدء بوضع التصاميم عبر منصة إلكترونية يحمل الكثير من المنافسة، لكن يمكن للمصمم أن يُثبت نفسه، عندما تكون لديه بصمته الخاصة التي يستطيع أن يلاحظها الناس الذين يبحثون عن كل ما يحمل ملامح خاصة.
وإلى جانب طموحاتها في عالم الأزياء، تتطلع موزة الجنيبي إلى تأسيس علامة خاصة بها في عالم الإكسسوارات، إذ ترى أن هناك نقصاً في مجال الإكسسوارات المصممة في الدولة، لذا تأمل أن تؤسس علامة إماراتية في هذا الميدان، مستوحاة تصاميمها من «السدو» و«التلي» المحمل بالألوان المميزة والجميلة، والتي تُسهم في زيادة الإبداع.
دعم
من ناحيتها، قالت الشريك المؤسس في «إبرة إنوفيشن»، نيرفين الجبان، عن المشروع وما يُقدّمه من خدمات للمصممين، إن «الإبرة هي أداة بسيطة وصغيرة جداً، لكنها تُسهم في حياكة الملابس كافة، ومن هنا كانت فكرة المشروع الذي يُسهم في دعم مصممي الأزياء المنطلقين في المجال، بدءاً من فكرة التصميم، وصولاً إلى مرحلة الإنتاج، وختاماً التسويق». وأضافت أن المشروع يُقدّم الكثير من الخدمات للعاملين في الموضة سواء الاختصاصيون أو المبتدئون، موضحة أن هذه العملية تستغرق سنة، وتتيح للمصمم التصميم ودخول السوق والتعلم من الأخطاء.
وأوضحت نيرفين المتخصصة في مجال إدارة الأعمال، أنه لدى البدء في أي مشروع، لابد من التفكير في كثير من العوامل، ووضع خطة واستراتيجية واضحة، لاسيما من الناحية المالية، لمدة ثلاث سنوات، فضلاً على دراسة السوق وما تحتاج إليه.
موضة محتشمة
حول ما تتطلبه السوق الإماراتية في مجال الموضة، أكدت الشريك المؤسس في «إبرة إنوفيشن»، نيرفين الجبان، وجود حاجة إلى فساتين السهرة المحتشمة، وكذلك ملابس الحوامل، مشيرة إلى أن الملابس المحتشمة ليست للمحجبات فقط، وهي ضمن الموضة الرائجة اليوم. وتوقعت نجاح مشروع «إبرة»، معتبرة أن أبرز ما يحتاجه مصمم الأزياء هو الإنتاج بمعايير وجودة مميزة، كي يتمكن من المتابعة في مجاله.
موزة الجنيبي:
• عالم الأزياء كان حلماً رافقني منذ فترة، وبدأ يكبر حينما كنت أعمل على تصميم ملابس بناتي.
• أتطلع إلى تأسيس علامة خاصة في الإكسسوارات، مستوحاة من «السدو» و«التلي» المحمل بالألوان الجميلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.