عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

44 مليار درهم الناتج والتصنيف السيادي «A+»15

رأس الخيمة: عدنان عكاشة

حافظت إمارة رأس الخيمة على مدى 15 عاماً على تصنيفها الائتماني السيادي عند المستوى «A»، وفقاً لوكالتي التصنيف العالميتين «فيتش» و«إس آند بي» وتحتضن الإمارة نحو 50 ألف شركة من 100 دولة تمارس أعمالها في 50 مجالاً.

ويُعد اقتصاد رأس الخيمة من أكثر الاقتصادات تنوعاً في المنطقة، ويصل إجمالي الناتج المحلي فيها إلى نحو 12 مليار دولار (44 مليار درهم) وتُمثل الصناعة أكبر قطاعاتها، بمُساهمتها بنحو 27% من إجمالي الناتج المحلي ويأتي القطاع السياحي أسرع القطاعات نمواً، مُساهماً بنحو 5% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.

رفعت «إس آند بي» التصنيف الائتماني لإمارة رأس الخيمة من A-/A-2 إلى A/A-1 مع نظرة مُستقبلية مُستقرة، وأبقت «فيتش» التصنيف السيادي عند A+ مع نظرةٍ مُستقبلية مُستقرة، لتأكيد متانة الاقتصاد وجاذبية الاستثمارية. ونجحت حُكومة رأس الخيمة، مُمثلةً في مكتب الاستثمار والتطوير، في إصدار صُكوك ذات أولوية غير مضمونة بقيمة مليار دولار لأجل 10 سنوات، وبعائد 5.038%، ضمن برنامج شهادات الثقة بقيمة ملياري دولار، ما يعكس الثقة الدولية بقصة نمو رأس الخيمة واقتصادها.

وتستند التوجهات المالية والاقتصادية والمؤسسية الإيجابية لحكومة رأس الخيمة إلى تاريخ الإمارة العريق في الاستقرار والترابط الاجتماعي، ما يُعزز القُ على صياغة السياسات الاقتصادية ويُوفّر بيئةً داعمة للتخطيط، وتبني منهجيات اقتصادية مُستدامة وتنفيذ الاستراتيجيات التنموية بعيدة المدى.

كما أن تنوع اقتصاد رأس الخيمة، حيث لا تتعدى مُساهمة أي قطاع من القطاعات الرئيسة في إجمالي الناتج المحلي للإمارة أكثر من 27%، يُشكل بُعداً إيجابياً، يُعزز مرونة المنظومة الاقتصادية ومتانتها. ويجعلها موقعاً مثالياً للشركات التي تهدف إلى توسيع نطاق أعمالها ضمن أسواق دولة ومنطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا والهند وغيرها من الدول والقارات حول العالم.

الأُصول الرقمية

في الحقل الرقمي، تُعدّ واحة رأس الخيمة للأصول الرقمية منطقةً حُرة مُصممة خصيصاً لشركات الأُصول الرقمية والافتراضية وتهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً رائداً في «الويب 3» الذي يُشمل مفاهيم مثل عدم المركزية وتقنيات «البلوك تشين» والاقتصاد القائم على الرموز. وتشهد الإمارة نمواً قوياً وكفاءةً في منظومة الإدارة المالية لديها، ما أسهم في حصولها على تصنيف سيادي ائتماني عند المستوى «A»، من وكالتي التصنيف الائتماني العالميتين «فيتش» و«إس آند بي»، على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية. وفي عام 2024، رفعت كلتا الوكالتين تصنيفهما للإمارة، حيث صنفتها «إس آند بي» عند المستوى «A/A-1»، فيما رفعت «فيتش» تصنيفها إلى المستوى «A+».

وأثمرت الاستثمارات الضخمة في قطاعات العقارات والضيافة والسياحة، خلال الأعوام الأخيرة، إطلاق عدد من المشاريع الرائدة، التي تحمل علامات تجارية عالمية فاخرة، مثل منتجع «وين جزيرة المرجان»، و«فورسيزونز» و«نيكي بيتش» و«نوبو» و«جي دبليو ماريوت» وفنادق «دبليو» و«فيرمونت»، و«لا مير من إيلي صعب»، لتُضاف إلى محفظة الإمارة الحالية والمتميزة من العقارات السكنية وأُصول الضيافة، وتضم فندق «ريتز كارلتون» صحراء الوادي ومنتجع «موڤنبيك» جزيرة المرجان وفندق «والدورف أستوريا» رأس الخيمة وغيرها.

بوصفها واحدة من أسرع الوجهات السياحية نمواً في المنطقة، أصبحت رأس الخيمة وُجهةً مثالية للمُغامرة والثقافة والترفيه ويبرز «جبل جيس»، أعلى قمة في دولة الإمارات، 1934 متراً عن سطح البحر، وجهة رائدة للسياحة والُمغامرات في المنطقة ويضم معالم جذب استثنائية، مثل «جيس فلايت»، أطول مسار انزلاقي في العالم، بطول 3 كيلومترات.

كما أولت الإمارة اهتماماً كبيراً بتأسيس قطاع أعمال قوي، يُشكل ركيزةً رئيسية لنهجها في التنمية الُمستدامة والشاملة. وللعلامات التجارية الوطنية وقطاعات الأعمال دور محوري مهم في دعم مسيرة النمو فيها، حيث نجح الكثير منها في وضع اسم الإمارة على الخريطة العالمية.

فيما يُوفر مشروع «راك سنترال» منطقةً مكتبية وتجارية جديدة ومُبتكرة، من الدرجة الأولى ومناطق سكنية مُميزة، ليشكل وجهةً مثالية للعيش والعمل والترفيه. وصُمم المشروع وفقاً لمعايير الفئة الذهبية لشهادة الريادة في تصميمات والبيئة «LEED» ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية في بيئة العمل والعيش في الإمارة.

4 موانئ

تُشغل موانئ رأس الخيمة 4 موانئ في الإمارة، ميناء صقر، أكبر ميناء مُناولة في الشرق الأوسط ومدينة رأس الخيمة الملاحية، المنطقة الحرة الوحيدة في المنطقة، التي تمتلك وصولاً مباشراً إلى البحر، عبر ميناء مخصص لها وشهدت حركة الاستيراد والتصدير في ميناء صقر نمواً بمعدل 5 أضعاف، خلال السنوات العشرين الماضية، حيث ناولت موانئ رأس الخيمة نحو 75 مليون طن من البضائع سنوياً وأضافت عملية التوسع في الميناء، التي أُنجزت عام 2019، اثنين من أرصفة المياه العميقة، القادرة على التعامل مع السفن الكبيرة، لتبلغ طاقته السنوية 95 مليون طن، ما يجعله أحد أكبر موانئ المناولة في العالم. وتتعامل المنشآت المتطورة في «موانئ رأس الخيمة» مع مختلف أنواع البضائع، بما فيها البضائع السائبة والعامة والحاويات، لتشكل خياراً مثالياً لتدفق البضائع، من داخل الإمارات وخارجها. فيما تعد «ستيفن روك» من أكبر شركات المحاجر في العالم، بطاقة إنتاجية تبلغ 80 مليون طن من الأحجار سنوياً. وتوفر منتجات عالية الجودة لقطاعات البناء والتشييد والخرسانة والمعادن والصناعات الكيماوية والزجاج والتعدين للمُتعاملين بدولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي وخارجها.

50 ألف شركة من 100 دولة تعمل في 50 مجالاً

تمتاز رأس الخيمة ببيئة أعمال استثنائية، مدعومة بقاعدة تصنيع قوية وفرص استثمارية مزدهرة وتسمح بالتملك الأجنبي بنسبة 100%، كما تُمكّن المستثمرين الأجانب من تملّك الشركات تحديداً بنسبة 100% وتتيح لهم حُرية تحويل الأرباح وتُوفر إعفاءً من ضريبة الدخل الشخصي وإجراءات مخففة لتأسيس الأعمال، وبنية تحتية مُتقدمة. وتضم الإمارة عدداً من الموانئ، ذات المواقع الاستراتيجية القريبة من «مضيق هرمز» وممرات الشحن الدولية الرئيسية، بما في ذلك أرصفة المياه العميقة، فيما يربط مطار رأس الخيمة الدولي الإمارة بدول جنوب آسيا وشمال إفريقيا ورابطة الدول المستقلة ودول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا الشرقية.

ورأس الخيمة هي مركز لرواد الصناعة والمصدرين العالميين، مثل شركة «سيراميك رأس الخيمة»، إحدى أكبر شركات تصنيع السيراميك في العالم، من حيث حجم الإنتاج، وشركة «الخليج للصناعات الدوائية» (جلفار)، التي تُنتج نحو مليون علبة دواء يومياً، وتُصدر مُنتجاتها إلى 40 دولة، عبر خمس قارات.

وتقف هاتان الشركتان الرائدتان جنباً إلى جنب مع نحو 50 ألف شركة من 100 دولة، لتُشكل جزءاً حيوياً واسعاً من المنظومة الاقتصادية المزدهرة في رأس الخيمة، حيث تحتضن هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز»، إحدى أكبر المناطق الاقتصادية في المنطقة، نحو 30 ألف شركة منها.

«هيئة البترول»

هيئة رأس الخيمة للبترول، أبرمت اتفاقات لتقاسم الاستكشاف والإنتاج مع شركة «إيني»، عملاقة النفط والغاز الإيطالية، التي حصلت بموجبها على امتيازين للتنقيب عن النفط والغاز في حقلين بالإمارة، أحدهما على اليابسة، والآخر في مياهها الإقليمية، كما أبرمت اتفاقاً مماثلاً مع شركة «بي كيه إن أورلن»، أكبر شركة هيدروكربونية في بولندا، للتنقيب في حقل واحد فقط، وشركة «غاز رأس الخيمة» شريك في جميع تلك الاتفاقات.

وشهدت رأس الخيمة حفر 3 آبار استكشافية للنفط والغاز، عبارة عن بئرين لشركة «إيني»، وبئر واحدة لشركة «بي كيه إن أورلن» ووفرت بيانات قيّمة عن النشاط الهيدروكربوني في الإمارة وتخضع جميعها اليوم للمراجعة ودولياً، تواصل الهيئة استكشاف فرص التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجه، في ظل تقدم المناقشات الاستراتيجية ذات الشأن، والتي تركز على «أرض الصومال».

سيراميك رأس الخيمة

سيراميك رأس الخيمة، هي واحدة من أكبر الشركات المصنعة للسيراميك في العالم، استطاعت تحقيق عائدات سنوية بلغت نحو مليار دولار وتنتج سنوياً 118 مليون متر مربع من البلاط و5.7 ملايين قطعة من الأدوات الصحية و36 مليون قطعة من أدوات المائدة الخزفية «البورسلينية»، و2.6 مليون قطعة من الصنابير استُخدمت منتجات الشركة في تنفيذ كثير من المشاريع الكُبرى والمعالم المحلية والعالمية، الفريدة، مثل «فندق العرب» في دبي و«عالم فيراري أبوظبي» و«O2 أرينا» في لندن، بجانب مشاريع شركة «إعمار» و«مطارات دبي» وغيرها وعززت شراكة الشركة مع «إيلي صعب» في البلاط ومجموعات الحمّامات من مكانتها، شركةً رائدةً في عالم تصميم السيراميك الفاخر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا