أكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن استراتيجية دولة الإمارات تقوم على ثلاث ركائز أساسية تشمل تمكين المجتمع، وتبني الذكاء الاصطناعي، وتحقيق الريادة العالمية، مشيراً إلى أن الرؤية التي أطلقتها القيادة الرشيدة تحولت من «حلمٍ إلى واقع» تُثبت إنجازاته الأرقام والمشاريع على أرض الواقع.
وأوضح في المؤتمر الصحفي الدولي في ختام الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025 في أبوظبي، أن الدولة حققت خلال السنوات الأخيرة قفزات نوعية في مجال تمكين وتطوير المواهب الرقمية، إذ ارتفع عدد المبرمجين من أقل من 100 ألف في عام 2020 إلى أكثر من 450 ألف مبرمج على مستوى عالمي اليوم، متجاوزة بذلك الهدف الذي وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن تضم الدولة 300 ألف مبرمج بحلول عام 2025.
وأضاف أن دولة الإمارات تُعد من بين أفضل عشر وجهات عالمية لجذب مواهب الذكاء الاصطناعي واستبقائها، وفقاً لتقرير «بي سي جي»، كما تحتل المرتبة الأولى عالمياً في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجتمع بنسبة 58% من السكان، متقدمة على جميع الدول ذات الدخل المرتفع، وفقاً لتقارير «مايكروسوفت» الدولية.
وأشار العلماء إلى أن الإمارات باتت اليوم من الدول القائدة في صناعة تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعدما كانت التقنية حكراً على وادي السيليكون، لافتاً إلى أن الدولة تشهد تعاوناً استراتيجياً مع كبرى الشركات العالمية مثل «مايكروسوفت» و«بلاك روك» و«مجّي إكس» لتطوير بنية تحتية رقمية متقدمة، من أبرز مشاريعها محطة الفضاء الرقمية «ستاركيت»، التي تعكس موقع الإمارات الريادي في هذا المجال.
وأوضح أن الحكومة عملت منذ عام 2017 حتى 2021 على بناء القدرات وتدريب الكفاءات الوطنية في برامج الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعات عالمية، ومع اكتمال هذه المرحلة انتقلت الدولة إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي في التشريعات والخدمات الحكومية بهدف رفع جودة الحياة لكل من يعيش على أرض الإمارات، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم عضواً استشارياً في مجلس الوزراء لتحليل أثر القرارات الحكومية ودعم صناعة القرار الذكي.
وبيّن العلماء أن الإمارات سبقت العديد من الدول بتعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية، حيث أسهموا في وضع معايير ومعماريات واستراتيجيات متقدمة عززت من جاهزية الدولة للتحول الرقمي الكامل.
وفي ما يتعلق بالاستثمارات، كشف أن حجم استثمارات الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بلغ منذ عام 2024 نحو 543 مليار درهم، منها 100 مليار درهم لمشروع «ستاركيت»، و180 مليار درهم استثمارات خارجية داخل الدولة، بينما أعلنت «مايكروسوفت» استثماراً بقيمة 17 مليار دولار في الإمارات بين عامي 2023 و2027، إلى جانب استثمار شركة «KKR» العالمية بقيمة 5 مليارات دولار، ما يعكس الثقة العالمية في بيئة الدولة الرقمية.
وأشار إلى أن الإمارات تُعد اليوم من بين أقوى ثلاث دول عالمياً في الاستثمارات الموجهة نحو الذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها، واستراتيجيتها طويلة المدى المبنية على دراسة المستقبل واتخاذ القرارات الاستباقية، مستشهداً بتجربة الدولة في بناء محطات الطاقة النووية التي أثبتت صحة قراراتها الاستراتيجية.
وكشف عن إطلاق مبادرات جديدة تشمل «الأكاديمية الرقمية»، و«منصة وظائف الاقتصاد الرقمي»، و«حزمة تحفيزية للشركات التقنية»، و«مبادرة المدير التقني للاقتصاد الرقمي»، بالإضافة إلى مشروع «الذكاء الاصطناعي في الميدان» الذي يهدف إلى تقييم النظم العالمية مثل «ChatGPT» و«Gemini» و«Cohere» وفق معايير الثقافة والهوية الإماراتية لضمان توافقها مع قيم المجتمع.
واختتم العلماء حديثه بالتأكيد أن دولة الإمارات لا تكتفي بتبني الذكاء الاصطناعي، بل تصنعه وتصدره للعالم، لتصبح نموذجاً رائداً في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان وبناء المستقبل المستدام.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
