عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

بتوجيهات محمد بن زايد.. عامان على فزعة لغزة

التزاماً بدورها الإنساني والإغاثي المعتاد، سارعت دولة وبتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، منذ لحظات الحرب الأولى إلى إغاثة الأشقاء الفلسطينيين، حيث تعتبر من أوائل الدول التي استجابت للأزمة الإنسانية في غزة، وركزت جهودها على توفير الإغاثة العاجلة للأسر المتضررة، وللقطاعات الحيوية والصحية المهمة، ضمن عملية الفارس الشهم 3 كبرى العمليات الإغاثية في القطاع التي دخلت عامها الثاني.

الجهود الإماراتية ليست مجرد استجابة آنية، بل هي التزام طويل الأمد تجاه غزة وأهلها، حيث تسعى الإمارات إلى دعم جميع القطاعات الحيوية، وإغاثة العائلات النازحة، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، الغذائية والطبية، ونجحت الإمارات عبر «عملية الفارس الشهم 3» في تأمين استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة بكل الطرائق البرية والبحرية والجوية.

جسر إنساني

شكّلت دولة الإمارات، منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة، جسراً إنسانياً متواصلاً براً وبحراً وجواً، لإيصال المساعدات المتنوعة، من غذاء ودواء، ومبادرات تشغيل المخابز والتكيات التي تعتمد عليها آلاف العائلات، إلى جانب تنفيذ مبادرات إغاثية متنوعة للتخفيف من وطأة المجاعة التي يعانيها سكان غزة، فضلاً عن دعم الأطفال وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

ولم يقتصر العطاء الإماراتي على الغذاء والدواء، بل شمل تقديم المساعدات الطبية للمستشفيات والمنظمات الدولية ومؤسسات الرعاية الطبية، إضافةً إلى إنشاء المستشفيات الميدانية في رفح والعريش، التي تعمل على تقديم العلاج اللازم للمرضى والجرحى وتقديم الرعاية العاجلة لهم.

كما امتد الدعم ليشمل قطاعات البنية التحتية والبلديات والمياه، عبر تنفيذ مشاريع حيوية مثل حفر الآبار وصيانة الخطوط، وإطلاق مشروع «شريان حياة» خط المياه الإماراتي الذي يهدف لتأمين مصادر المياه للسكان النازحين، بما يجسد روح العطاء التي يمثلها يوم زايد للعمل الإنساني.

ورغم كل التحديات والمعيقات التي تعترض إدخال المساعدات إلى غزة، لم تتوقف دولة الإمارات يوماً عن أداء واجبها الإنساني، بل ابتكرت حلولاً بديلة لضمان استمرار العملية الإغاثية، حيث لجأت إلى شراء المواد الغذائية من السوق المحلي لدعم الأسر وتشغيل التكيات التي يعتمد عليها آلاف النازحين، إلى جانب إطلاق عملية «طيور الخير» للإسقاط الجوي، التي عكست إصرارها على تخطي الصعاب ومدّ يد العون في أصعب الظروف، مؤكدةً أن رسالتها الإنسانية ثابتة لا تعرف التراجع.

إنجازات إغاثية

وبلغ إجمالي الدعم الإنساني الشامل الذي قدمته دولة الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3» 9.43 مليار درهم (2.57) مليار دولار، وتضمنت تقديم 100 ألف طن مساعدات عاجلة شملت أكثر من 40% من إجمالي الدعم الإنساني الدولي الموجه إلى غزة.

بلغ إجمالي المساعدات الإماراتية نحو 100 ألف طن منذ انطلاق العملية حيث مثلت المساعدات الإماراتية ما نسبته 47% من إجمالي المساعدات الدولية التي دخلت إلى غزة وهو ما يعكس حجم الجهود الإنسانية الكبيرة خلف هذه العملية.

وشملت المساعدات «الغذاء والدواء والمستشفيات الميدانية والعائمة، ومحطات لتحلية المياه، والمخابز والمطابخ الميدانية كما نفذت 81 عملية إنزال جوي ضمن مبادرة طيور الخير لإيصال أكثر من 4000 طن من المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها داخل القطاع، كما تضمنت المساعدات الإماراتية تسيير 712 رحلة إغاثية جوية وتنفيذ 221 عملية إسقاط جوي عبر عملية «طيور الخير»، وإدخال أكثر من 10 آلاف شاحنة مساعدات و21 سفينة غذاء ودواء.كما تضمن الدعم الإماراتي المقدم عبر عملية «الفارس الشهم 3» علاج 2961 من المصابين ومرضى السرطان وأطفال غزة في المستشفيات الإماراتية، إضافة إلى معالجة 53375 شخصاً في المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح، و20990 آخرين تم علاجهم في المستشفى الإماراتي العائم بمدينة العريش المصرية، إلى جانب إنشاء محطة تحلية مياه وخط مياه إماراتي لتلبية احتياجات السكان.

وفي الجانب الغذائي، دعمت المبادرة 58 تكية تقدم أكثر من 15 ألف وجبة يومياً يستفيد منها نحو 750 ألف شخص، إضافة إلى تشغيل 8 مخابز تنتج يومياً 25.7 ألف ربطة خبز يستفيد منها أكثر من 128.5 ألف شخص، إلى جانب توزيع 20 ألف طرد إغاثي في 41 مخيماً بأنحاء القطاع.

كما شملت المساعدات تزويد القطاع الصحي بسيارات إسعاف جديدة لرفع جاهزية فرق الطوارئ، ونفذت المبادرة خلال الفترة ذاتها 9 مبادرات إنسانية استفاد منها أكثر من 3,300 مواطن، في تجسيد عملي للدور الإنساني اللامحدود الذي تمارسه دولة الإمارات في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده.

وأعادت عملية الفارس الشهم 3 تشغيل 10 مخابز أوتوماتيكية وعشرات المخابز اليدوية لإنتاج الخبز لعشرات الآلاف من العائلات النازحة التي تعاني سوء الأوضاع الاقتصادية، وعدم توفير الدقيق لإعداد الخبز، حيث تزود العملية المخابز بالمستلزمات الأساسية والدقيق لإنتاج الخبز وتقديمه يومياً للنازحين، للتخفيف من معاناتهم في ظل المجاعة التي تهدد حياة آلاف الأسر.

ويعمل عدد من المبادرين في قطاع غزة على تنفيذ عدد من المبادرات الإغاثية بدعم من عملية الفارس الشهم 3 للوصول إلى المخيمات ومراكز الإيواء، لتقديم الدعم والخبز والوجبات يومياً، حيث توفر العملية المستلزمات لإعداد عشرات التكيات وتقديم الوجبات المتنوعة لآلاف العائلات.

وبين الركام ومشاهد النزوح، يبرز دور الإمارات الرئيسي في تقديم المساعدة والدعم لمختلف القطاعات الحيوية في غزة، إضافة إلى الوقوف إلى جانب العائلات النازحة، حيث واصلت فرق عملية الفارس الشهم 3 التطوعية حملات توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في مختلف المحافظات ومراكز الإيواء.

وقدمت عملية الفارس الشهم 3، مساعدات إنسانية شملت توزيع خيام الإيواء، والملابس والكسوة الشتوية والطرود المتنوعة الغذائية والصحية ومنها أيضاً الطرود التي تحتوي على مستلزمات الأطفال الأساسية، ووزعت أيضاً التمور والخضروات، والخبز والمياه.

ويعمل مركز العمليات الإماراتي على مدار الساعة بالتعاون مع الجهات الحكومية و17 منظمة إغاثية لضمان الدقيق والاستجابة السريعة وتوزيع المساعدات بكفاءة على الأكثر حاجة.

مشروعات المياه

افتتحت عملية الفارس الشهم 3 مشروع خط المياه الناقل من محطات التحلية الإماراتية في الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، في خطوة نوعية تهدف لتأمين المياه المحلاة لعشرات آلاف الأسر التي تعاني أزمة عطش خانقة منذ اندلاع الحرب.

ويمتد خط المياه الإماراتي الأضخم، بطول 7 كيلومترات و500 متر، بإنتاجية تصل إلى نحو 2 مليون جالون يومياً، ويخدم أكثر من مليون شخص، كما تم ربطه بخزان البراق في خان يونس بسعة 5000 م³ لتغذية مناطق واسعة إضافية بالمياه.

ويأتي هذا المشروع استكمالاً لجهود إماراتية متواصلة شملت إنشاء 6 محطات للتحلية وإدخال خزانات وصهاريج وصيانة الآبار، ليشكل طوق نجاة لسكان القطاع ويخفف من حدة أزمة المياه التي يعانيها مئات آلاف النازحين.

كما سيرت عملية «الفارس الشهم 3» أكبر قافلة صهاريج مياه إلى شمال قطاع غزة، وذلك في إطار الجهود العاجلة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، والمساعي الحثيثة لتأمين المياه الصالحة للاستخدام في المناطق التي تعاني شحاً وتدميراً في شبكات ومصادر المياه، موجة النزوح الأخيرة وما ترتب عليها من صعوبات جسيمة في تلبية احتياجات السكان الأساسية.كما قدمت عملية «الفارس الشهم 3» طروداً غذائية ومساعدات إنسانية لمئات النازحين في شمال قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى دعم الأسر المتضررة وسط المأساة الإنسانية المستمرة، حيث تواصل العملية جهودها لإيصال المساعدات إلى مناطق الشمال، تعزيزاً لصمود السكان، وتخفيفاً من معاناتهم في ظل أوضاع النزوح القاسية وافتقارهم إلى مقومات الحياة الأساسية.

كما سلمت عملية «الفارس الشهم 3» 21 صهريج مياه، إلى مصلحة مياه بلديات الساحل في القطاع، وذلك للمساهمة في تأمين المياه للأسر المتضررة والمناطق التي تعاني شحاً حاداً في المياه، وسد العجز الذي تواجهه الهيئات المحلية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة.

وتغطي هذه الصهاريج احتياجات نحو 200 ألف نسمة، إذ تنقل ما يقارب 150 ألف لتر من المياه في كل رحلة، وتبلغ سعة كل صهريج 10 أمتار مكعبة، بما يسهم في ضمان وصول المياه المحلاة إلى مختلف المناطق، ويعكس التزام دولة الإمارات الدائم بدعم السكان والتخفيف من آثار الأزمة على حياتهم اليومية.

شريان صحي

نجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ضمن «عملية الفارس الشهم 3»، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.

وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى واحترافية عالية ظهرت جلياً من خلال الوجود على أرض الواقع سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة لتقديم العلاج والرعاية الطبية، إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة.

ومن بين أبرز إنجازات العملية إنشاء مستشفى ميداني بسعة 200 سرير في قطاع غزة، حيث تم علاج أكثر من 52,000 مريض، بالإضافة إلى مستشفى عائم بسعة 100 سرير في العريش، والذي استقبل أكثر من 20,000 مريض ويواصل منذ تدشينه في ديسمبر تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة إلى متطوعين طبيين.

ومثل دعم القطاع الصحي في غزة أولوية قصوى لدولة الإمارات منذ انطلاق العملية، حيث واصلت القوافل الطبية والإسعافية بلا انقطاع تلبية احتياجات المستشفيات والمرضى، ومواجهة الكارثة الصحية التي خلفتها الحرب وجاء الدعم المقدم من دولة الإمارات وعملية الفارس الشهم 3 في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من نفاد المخزون من الأدوية والمستهلكات الطبية، ما يجعل هذه القوافل الطبية عاجلة ومهمة للغاية.

وقدمت عملية الفارس الشهم 3 قافلة «الحياة والأمل (2)» التي تضم شحنة كبيرة من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية العاجلة، لدعم مستشفيات قطاع غزة وتعزيز قدرتها على مواصلة تقديم الخدمات الصحية للمرضى والجرحى في ظل الظروف الصعبة.

طيور الخير

تأتي عملية «طيور الخير» ضمن إطار«عملية الفارس الشهم الإنسانية 3» التي انطلقت في 5 نوفمبر 2023 بناء على أوامر صاحب السموّ رئيس الدولة، حيث نُفذت 81 عملية إسقاط جوي من خلال 218 طائرة حملت أكثر من 4076 طناً من المساعدات الإغاثية العاجلة، لتؤكد الإمارات قدرتها على تذليل الصعاب في سبيل إخواننا في غزة.

ونجحت الجهود الدبلوماسية الإماراتية المكثفة حول العالم في استئناف عمليات «طيور الخير» بعد توقف دام تسعة شهور تقريباً بسبب تطورات الحرب، حيث جاء الإصرار الإماراتي على استئناف هذه العمليات، انطلاقاً من دورها الحيوي في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق

ويتميز نظام «GPS» المستخدم في العملية بأنه تقنية متطورة تستخدم في مجال إسقاط المساعدات من الجو، عبر تحديد دقيق وسهل للمواقع المستهدفة ومن ثم إسقاطها لتصل إلى المستهدفين، ويعتبر من أحدث الوسائل المستخدمة حالياً في مجال العمل الإنساني والإغاثي أثناء الحالات الطارئة، حيث أسهمت العملية في تسريع وصول المساعدات العاجلة للمحتاجين في شمال غزة، بهدف تخفيف معاناتهم وتقديم الدعم اللازم لهم في هذه الظروف الصعبة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا