مع اقتراب موعد انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2025-2026، التي ستبدأ يوم الخميس 20 نوفمبر، وتستمر حتى 4 ديسمبر، تعيش المدارس في مختلف أنحاء الدولة حالة من الجاهزية الشاملة لضمان استعداد الطلبة نفسياً وعلمياً لهذه المرحلة المهمة من العام الدراسي، وتزداد وتيرة الاستعدادات بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، في مشهد يعكس وعي المجتمع بأهمية التعليم ودوره في رسم ملامح المستقبل، ومع دخول الطلبة فترة المراجعة النهائية، تتعاظم الجهود المبذولة من المؤسسات التعليمية، ويبرز دور الأسرة والمعلم في دعم الطالب ومساعدته على تجاوز الضغوط وتحقيق أفضل النتائج.
وفي ظل هذا الحراك التعليمي النشط، رصدت «الخليج» آراء عدد من التربويين وأولياء الأمور، والتواصل مع المراكز المختصة بالدروس الخصوصية، للوقوف على أبرز الاستعدادات والتحديات التي ترافق موسم الامتحانات الأول لهذا العام.
قال فؤاد المرسومي، مدير مدرسة: «مرحلة ما قبل الامتحانات من أهم الأوقات التي تحتاج إلى تعاون بين الطالب والمعلم والأسرة، وإن الكثير من الطلاب بدؤوا بالفعل مراجعة دروسهم أولاً بأول، وتقوم المدارس بتنظيم حصص تقوية ومراجعة مكثفة، إضافة إلى توفير أوراق عمل ونماذج امتحانية بهدف تدريب الطلبة على آلية الأسئلة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وإن طلاب هذا الجيل يمتلكون قدرات كبيرة، لكنهم يحتاجون إلى إدارة وقت ومتابعة دقيقة»، مؤكداً أن دور المعلم لا يقف عند الشرح الأكاديمي، بل يمتد إلى التوجيه، رفع المعنويات، وبث روح الطمأنينة في نفوس الطلبة.
وأكد أنه في ظل هذا الاهتمام الكبير الذي تبذله المدارس والمعلمون وأولياء الأمور، يتجه الطلاب نحو امتحانات الفصل الدراسي الأول بثقة واستعداد أكبر، وتشكل هذه الفترة اختباراً حقيقياً ليس لتحصيل الطلبة فقط، بل لقدرة الأسرة والمدرسة على التعاون في صناعة بيئة تعليمية صحية، وبين أهمية المراجعة المبكرة، والدعم النفسي، وتنظيم الوقت، ووعي الأسرة بدورها، يبقى الطالب هو محور العملية التعليمية، وهو المسؤول الأول عن استغلال هذه المرحلة لإثبات قدراته، ومع انطلاق الامتحانات يوم الخميس الجاري، يبقى الأمل معقوداً على أن تكون هذه المرحلة بداية للنجاحات، وأن يحقق أبناؤنا طموحاتهم ويواصلوا مسيرة التميز في وطن يؤمن بأن التعليم هو أساس التطور وعماد المستقبل.
الجانب الإرشادي
وقالت المعلمة نادية وليد: المدارس تولي اهتماماً كبيراً بتهيئة الطلبة نفسياً وعلمياً قبل دخول فترة الامتحانات، مشيرة إلى أن المعلم يعتبر العنصر الأهم في هذا الإعداد، موضحة أن المعلمين يقومون بإرسال المراجعات والملخصات الشاملة، وإعادة عرض أهم المفاهيم والمهارات التي تم تناولها خلال الفصل الدراسي، بما يضمن تنظيم المحتوى وتسهيل فهمه على الطلبة.
وأضافت أن توفير النماذج التدريبية والمسائل التطبيقية يسهم في تعريف الطلبة بطبيعة الأسئلة، كما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويقلل رهبة الامتحان. وتطرقت إلى الجانب الإرشادي، مؤكدة أن الدعم النفسي الذي يقدمه المعلم من تشجيع وتوجيه ومساعدة الطلبة على اختيار طرائق المذاكرة الفعالة وتنظيم الوقت جزء أساسي من نجاح الطالب، وبقوة البدايات تكمن روعة النهايات، والطلبة اليوم يمتلكون كل المقومات إذا عرفوا كيف يستغلون وقتهم ويحافظون على هدوئهم.
مهارات مكتسبة
ووجهت المعلمة عائشة السيد، رسالة للطلبة مع اقتراب الامتحانات، مؤكدة أن فترة ما قبل الاختبارات ليست فقط مرحلة مراجعة، بل فرصة لإظهار الجهد والمهارات المكتسبة طوال الفصل الدراسي، وقدمت 5 نصائح أساسية وهي: أولاً: المراجعة المبكّرة وضرورة البدء في المراجعة المبكرة ووضع جدول منظم، مع تجنب تراكم الدروس أو الدراسة ليلة الامتحان، لأن التخطيط المبكر هو حجر الأساس للنجاح.
ثانياً: اختيار مكان مريح للدراسة وضرورة تخصيص مكان هادئ ومريح بعيداً من الملهيات، حيث يساعد صفاء الذهن على رفع مستوى التركيز. ثالثاً: استخدام طرائق ذكية للمراجعة بتلخيص الدروس بأسلوبهم الخاص، وحل أسئلة اختبارات الأعوام السابقة، أو الدراسة بصورة جماعية منظمة مع زملائهم. رابعاً: العناية بالصحة وأهمية الحصول على ساعات نوم كافية وتناول طعام صحي متوازن لتعزيز النشاط الذهني والجسدي. خامساً: الثقة بالله وبالنفس وبدء يوم الامتحان بالدعاء والهدوء، والابتعاد عن القلق، مع تذكر أن الثقة بالله ثم بالنفس هي مفتاح التفوق والتميز.
الدروس الخصوصية:
وتحدثت المعلمة إيمان أحمد، عن لجوء بعض الطلبة للدروس الخصوصية قبل الامتحانات، لأن هذا الأمر قد يسبب ارتباكاً لدى الطالب، وقالت: «نلاحظ أن الكثير من الطلبة يلجؤون إلى الدروس الخصوصية في آخر أيام قبل الامتحانات، وهذا خطأ، لأن المعلم الخاص لا يعرف التفاصيل الدقيقة التي درسها الطالب خلال الفصل الدراسي، كما أن أسلوب الشرح يختلف من معلم إلى آخر، والطالب يحتاج إلى الثبات في أسلوب الشرح حتى يترسخ الفهم، وتغيير المعلم قبل الامتحان يسبب تشتتاً في المعلومات وربما يؤدي إلى إرباك في اليوم الامتحاني. وأفضل دعم يمكن أن يحصل عليه الطالب العودة إلى معلمه الأساسي الذي رافقه طوال العام».
400 درهم للساعة
تواصلت «الخليج» مع أحد المراكز المتخصصة بالدروس الخصوصية للوقوف على حجم الإقبال في فترة الامتحانات، حيث أكد أن الدروس متاحة حضورياً داخل المركز، و«أونلاين»، وفي منازل الطلبة بحسب رغبة ولي الأمر والطالب.
وأشار إلى أن الأسعار تختلف بحسب المنهج وعدد الساعات ومكان تقديم الدرس، وتراوح بين 150 و400 درهم للساعة الواحدة، والحسم يمنح عادة بناء على عدد الحصص، فكلما زاد عدد الحصص قل سعر الساعة. وذكر أن الضغط كبير في هذه المرحلة، ولذلك استقبال الطلبة متاح حالياً فقط لمن يرغبون في الاشتراك ب 20 حصة خصوصية، والمعلمون العاملون لديهم مرخصون، وهم مؤهلون يحملون شهادات ويدرسون مختلف المراحل الدراسية والمناهج. ونشاط الدروس الخصوصية يرتفع بشكل كبير قبل الامتحانات.
التهيئة النفسية
والتقت «الخليج» عدداً من أولياء الأمور عن الاستعدادات للامتحانات، حيث قالت ولية الأمر عائشة الضنحاني، أم لأربعة أبناء إنها تعتمد خطة واضحة لمساعدة أبنائها على مرحلة الامتحانات. مشيرة إلى أن التهيئة النفسية هي الأهم. وقبل الامتحانات بأيام تبدأ بتنظيم وقت أبنائها بشكل أدق، وتراقب نومهم، وتخصص لهم وقتاً للمراجعة وآخر للراحة، وتحاول دائماً طمأنتهم وتشجيعهم وعدم إشعارهم بالمبالغة في التوتر. وفي يوم الامتحان تحرص على توفير فطور صحي خفيف وتشجعهم على الثقة بقدراتهم.
وأضافت أنها تتابع مع المدرسة باستمرار وتراجع الملاحظات التي يرسلها المعلمون حتى تضمن أن أبناءها يسيرون على الطريقة الصحيحة.
وقت محدود
وقالت ولية أمر ليلى أحمد، أم لثلاثة أبناء إنها تلجأ للدروس الخصوصية على الرغم من علمها بأنها ليست الحل الأفضل دائماً، إلا أن أحوالها العملية تضطرها لذلك، حيث إنها تعمل لساعات طوال، ولديها أكثر من طالب في مراحل دراسية مختلفة، وهذا يجعل من الصعب المتابعة اليومية لكل منهم، لذلك تضطر لتوفير مدرس خصوصي يساعدهم على المراجعة وخاصة قبل الامتحانات.
وأشارت إلى أن الدروس الخصوصية تكون ضرورة لبعض الأسر، خصوصاً عندما تكون لدى الأطفال فجوات في الفهم أو عندما يكون الوقت المتاح للمراجعة محدوداً بسبب ارتباطات الأسرة.
وأوضح علاء كمال أن لديه 3 أبناء، ويحرص على ألاّ يعتمدوا على الدروس الخصوصية، إلا أنه يجد نفسه مضطراً لحجز عدد قليل من الدروس الخصوصية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، قبل الامتحانات بأسبوعين لتجنب الأسعار المبالغ فيها للدروس الخصوصية قبل الامتحانات بأيام التي تصل إلى 350 درهماً للساعة الواحدة وضمن مجموعة من الطلبة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
