العاب / IGN

مراجعة Lilo & Stitch الواقعي

  • 1/2
  • 2/2

يبدأ عرض Lilo & Stitch في دور السينما اليوم 22 مايو 2025.


صناعة أفلام العائلة رهينة أصبح بعضها شخص توجهات سطحية ورسائل تفتقد للانسجام مع وجدان الجمهور العالمي، تأتي ديزني لتذكرنا بما كانت عليه يومًا. Lilo & Stitch بنسخته الحيّة ليس مجرد إعادة إنتاج لفيلم عام 2002، بل عودة صادقة إلى الأساس الذي بنت عليه ديزني مجدها: أن تخلق شيئًا يصل مباشرة إلى قلب كل فرد في العائلة، من الطفل إلى الجد، دون الحاجة لأي تعقيد أو إثبات.

منذ اللحظات الأولى، يدرك المشاهد أن هذا الفيلم صُنع بقلب، لا بتقنية فقط. الطفلة Maia Kealoha التي جسّدت دور ليلو قدّمت أداءً مذهلًا، يتجاوز عمرها الفني بكثير. كانت صادقة لدرجة أنك تنسى تمامًا أنك تتابع فيلمًا، وتظن أنك تراقب حياة حقيقية لفتاة هاوائية صغيرة تفتقد أمها وتحاول أن تجد مكانًا في عالم يرفضها أحيانًا. تمردها، شغفها، طيبتها، وحتى حزنها، نُقلت ببراعة تامة تشبه تلك اللحظات التي عشناها في طفولتنا ولم نكن نعرف كيف نصفها. العلاقة بينها وبين أختها ناني، التي تجسد دور الأم والأخت في آنٍ واحد، كانت قلب الفيلم الحقيقي. خاصةً في مشهد الشجار بينهما الذي أُعيد بصريًا من النسخة الأصلية، لكنه بدا نابضًا أكثر، مؤلمًا أكثر، حقيقيًا أكثر.

طاقم التمثيل بشكل عام قدّم أداءً رائعًا، كل شخصية نُقلت بإحساسها الفريد، سواء من الشخصيات البشرية أو تلك الكونية. كانت الانفعالات واقعية، وردود الأفعال مدروسة، والحوارات عفوية وغير مصطنعة، مما منح الفيلم صدقًا كبيرًا وجعل المشاهد يشعر بأنه وسط أفراد حقيقيين. لكن الملفت أن مؤدي شخصية جومبا كان الاستثناء الوحيد، إذ بدا وكأنه خارج نغمة الانسجام التي رافقت البقية. أداؤه جاء باهتًا، لا يضيف شيئًا يُذكر، ولم يتمكن من مجاراة مستوى زملائه أو حتى الوصول لمستوى الحضور الكوميدي المعروف للشخصية في النسخة الأصلية.

أما Stitch، فقد عاد للحياة بصورة مذهلة بصريًا وصوتيًا. المؤثرات البصرية التي أخرجت الشخصية لم تكن مبالغًا فيها ولا خيالية لدرجة تخرجها من السياق، بل كانت موزونة بدقة، تجعل منه مخلوقًا لطيفًا، فضائيًا، لكنك تؤمن بوجوده إلى جوار ليلو تمامًا كما تؤمن بوجود أي حيوان أليف في أي بيت. أما قرار إعادة الممثل الصوتي Chris Sanders، الذي جسّد صوت Stitch منذ 22 عامًا، فكان قرارًا ذكيًا وعاطفيًا في الوقت نفسه. صوته لم يكن مجرد صوت، بل شيفرة عاطفية تعيد ربط المشاهد بجذور القصة الأصلية، وتمنح الشخصية دفئًا لا يمكن استنساخه.

واحدة من أعظم نقاط قوة الفيلم تكمن في بساطته. هذه ليست قصة معقدة، ولا تحتوي على حبكات متشعبة ولا شخصيات رمادية. بل هي قصة فتاة وحيدة، مخلوق ضائع، وأخت تحاول أن تصمد في وجه العالم. ومع ذلك، فإن هذه البساطة هي ما منح الفيلم قوته. لأنك حين تُبعد كل الضجيج، يتبقى الجوهر. والجوهر هنا هو العائلة. وديزني عندما تحكي عن العائلة، تكون في أفضل حالاتها.

من أكثر المشاهد تأثيرًا في الفيلم كان مشهد Stitch وهو يتحدّث عن العائلة مستخدمًا كلمة “Ohana”، وهي كلمة من لغة هاواي تعني أن لا أحد يُترك أو يُهمَل. هذا المشهد كان حاضرًا في النسخة الأصلية، لكنه في هذا العمل بدا نابضًا بالحياة، لا كاقتباس جامد، بل كإحياء صادق لمعنى العائلة الحقيقي. وصل المعنى ببساطة وصدق، دون الحاجة إلى مؤثرات مبالغ فيها أو حوارات معقدة. كانت لحظة إنسانية خالصة، عبّرت بكلمات قليلة عن شعور عميق.

الموسيقى التصويرية في الفيلم كانت وفية للنسخة الأصلية، لكنها في ذات الوقت قدمت لمسة جديدة تبعث الحياة في المشاهد. الأغاني، خصوصًا تلك التي تُستخدم في لحظات التحول أو المواجهة أو حتى الاستسلام، كانت موظفة بشكل يجعلها تُغني عن الحوار. الألحان تراوحت بين الحنين والرقة، وبين الحماس والبهجة، تمامًا كما اعتدنا من ديزني في أيامها الذهبية.

أما الإخراج، فقد كان بسيطًا ومنسجمًا مع روح القصة، لا يبحث عن الاستعراض ولا المبالغة، بل يضع الشخصيات والمواقف في المقدمة. الكاميرا تتحرك بهدوء، وتترك للمشاهد فرصة الشعور والتأمل. المشاهد الداخلية بدت واقعية، مريحة بصريًا، وصور هاواي نُقلت بجمال دون ابتذال، مما ساعد في ترسيخ الإحساس بالمكان والانتماء. لم يكن الإخراج هو البطل، لكنه كان حاضنًا لكل شيء جميل في الفيلم.

ما يميز هذا الفيلم أنه لم يحاول أن يتصنع أو يقدّم نفسه بشكل أكبر مما هو عليه. لم يتظاهر بالنضج أو يتكلف العمق، ولم يحاول أن يرضي الجميع على حساب فكرته الأساسية. هو فيلم عائلي صريح، يعرف ما يريد أن يقدمه: لحظات صادقة، شخصيات محببة، ومشاعر بسيطة لكنها حقيقية. تشاهده وتشعر أن ما تراه يخصك، يلامسك، ويذكرك بأشياء صغيرة في حياتك. فيلم يجعل الضحك أسهل، والدمعة مفهومة، والتجربة خفيفة لكنها باقية.

وما يزيد من قيمة هذا العمل أنه لا يكتفي بإرضاء من عرف النسخة الأصلية فحسب، بل يفتح الباب أمام الجيل الجديد ليكتشف شخصية Stitch ويعيش التجربة من البداية. إنه من تلك الأفلام التي يمكن أن تبقى حاضرة في البيوت، تُعاد مشاهدتها في كل مرة بنفس المتعة، وتُشارك بين الأهل والأبناء كجزء من ذاكرة مشتركة لا تبلى.

Lilo & Stitch بصيغته الحية هو رسالة حب من ديزني لكل من أحب أفلامها في زمنها الذهبي. هو تذكير بأن الشخصيات الخالدة ليست خالدة لأنها غريبة أو خارقة، بل لأنها تشبهنا. لأنها تحمل مشاعرنا، وتسكن ذكرياتنا، وتعود كل بضع سنوات لتخبرنا أن بعض القصص لا تنتهي. وأن بعض الأفلام ليست للترفيه فقط، بل لتكوين الذكريات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا