نستكمل مقالتنا :

Resident Evil 2

رجل شرطة وفتاة ومدينة تمتلئ بالندم

لا داعي لتذكر مشاهد إطلاق النار المبالغ فيها التي ظهرت في بعض الأجزاء اللاحقة فـ Resident Evil 2 يقدّم تجربة متقنة وشخصية ومرعبة. تدور القصة في مسارين متوازيين داخل مدينة تنهار، وتتضمن ما يكفي من التوتر والدراما لتشكيل موسم كامل من مسلسل تلفزيوني. يمكن للاعب أن يعيش كابوس الشرطي المبتدئ ليون، أو يبحث مع كلير عن شقيقها المفقود، وفي كلتا الحالتين يجد نفسه أمام عناصر رعب كلاسيكية ممزوجة بقدر غير متوقع من العمق العاطفي.

تُعد مدينة Raccoon City الخلفية المثالية لرعب حضري: صفارات الإنذار تملأ الأجواء، الشوارع تعج بالأموات الأحياء، ومركز الشرطة يبدو كقصر فيكتوري أكثر من كونه مبنى حكومي. ثم هناك Mr. X ذلك الكائن الضخم بمعطفه الطويل الذي لا يركض أبدًا، لكنه دائمًا ما يلحق بك. إنه نوع التهديد الزاحف البطيء الذي يمكن أن يقود موسمًا كاملًا بوصفه خصمًا لا يُوقف.

شركة Capcom نجحت بالفعل في ضبط نغمة الريميك من خلال أداءات واقعية، وألغاز معاد تصميمها، وإضاءة فعالة بشكل مخيف. تحويل هذه اللعبة إلى مسلسل لن يتطلب حتى التوسع في القصة فالتوتر والتشويق موجودان منذ البداية.

Silent Hill 2

هؤلاء لا يحتاجون إلى الخلاص بل إلى الراحة

لا يوجد مشهد رعب مفاجئ يمكن أن يضاهي وقع الإدراك المتأخر لما تدور حوله Silent Hill 2 فعليًا. تبدأ القصة برجل يبحث عن زوجته المتوفاة في بلدة ضبابية، لكنها سرعان ما تتحول إلى تأمل عميق في الذنب والحزن والإنكار، ضمن واحدة من أكثر قصص الرعب هدوءًا ودمارًا على مستوى العاطفة في تاريخ ألعاب الفيديو.

كل ركن من أركان بلدة Silent Hill يعكس الانهيار النفسي والعاطفي للبطل James Sunderland. من الشوارع المهجورة التي تسودها الكآبة إلى الوحوش التي لا تُرعب بسبب شكلها فحسب، بل لأنها تجسيد رمزي لمعاناة داخلية. وأشهر هذه التجليات هو Pyramid Head، ذاك الكيان الذي لا يمثل مجرد قاتل شرس، بل هو التجسيد الحي للحكم والعقاب. حتى الشخصيات الثانوية مثل Angela وEddie يحملون حقائبهم العاطفية الثقيلة، حيث يطاردهم ماضيهم الخاص وواقعهم المشوه.

يمكن لمسلسل تلفزيوني أن يغوص بعمق في عقول هؤلاء، ويحوّل كل مشهد صغير إلى حلقة كاملة من الرعب النفسي المتصاعد. بلدة Silent Hill لا تكتفي بإرعاب من يدخلها، بل تجرّدهم من كل قناع عاطفي وروحي. ولا يمكن لأي اقتباس تلفزيوني أن يترك المشاهدين دون أثر دائم بعد الانتهاء منه.

Dead Space

اقطع أطرافهم

ممرات ضيقة، أضواء طوارئ متقطعة، وبطل لا يملك سوى أدوات هندسية يحاول بها أن يبقى حيًا دون أن يفقد أطرافه. ديد سبيس هي تجربة رعب بقاء تمتلك كل عناصر القصة التي يمكن أن تمتد عبر موسم تلفزيوني كامل. سفينة USG Ishimura، وهي مركبة تعدين مهجورة اجتاحتها جثث مشوهة تُعرف بالنيكرومورف، تشكل بيئة خانقة ومثالية لحلقات متوترة متتابعة داخل مكان مغلق.

إسحاق كلارك لم يكن يتحدث في الجزء الأصلي من اللعبة، لكن في النسخة المعاد تطويرها، أضيف له صوت يعكس ردود فعله على الكوابيس التي يواجهها، مما زاد من التوتر. هو ليس جنديًا، بل مجرد مهندس عالق في كابوس، مسلح بأداة قطع بلازما وحسرة ثقيلة. القصة تتعمق أكثر مع تقدم الأجزاء: علامات غامضة من حضارات فضائية، وهلوسات ناتجة عن فيروس يمزق العقل، وطائفة دينية ترى في كل ما يحدث خلاصًا للبشرية.

وإذا أرادت السلسلة أن تمتد لمواسم عدة، فإن عالم ديد سبيس يقدم مادة خصبة لذلك، بدءًا من مستعمرة استخراج المعادن المنكوبة على كوكب Aegis 7، وصولًا إلى انهيار الحكومة الأرضية EarthGov. العالم قاتم، مليء بالدماء، وتملؤه كائنات فضائية تزأر كما لو كانت حيتان تحتضر.

Alan Wake

لا يمكن قتل الفكرة

بفضل أسلوبه الحَلقي في السرد، والتعليق الصوتي، وعبارة “في الحلقة السابقة من Alan Wake…” التي تسبق كل فصل، لا يحاول Alan Wake حتى أن يتظاهر بأنه مجرد لعبة في المقام الأول. يشبه هذا العنوان مزيجًا من Twin Peaks وStephen King، غارقًا في الضباب، مشبعًا بالبارانويا، ومغلفًا بسرد غير موثوق يبقي المشاهدين واللاعبين على حد سواء في حالة تخمين مستمرة حتى ظهور شارة النهاية.

بلدة Bright Falls تبدو وكأنها تستجدي أن يتم استكشافها بشكل أعمق. ففريق الشخصيات المساندة موجود مسبقًا: السكان المحليون الغريبو الأطوار، عميل الـFBI المهووس، والصديق الوكيل صاحب التوقيت الأسوأ في العالم. ومع وجود قوة مظلمة تعيد كتابة الواقع من ظلال بحيرة Cauldron، تصبح القصة وكأنها تكتب نفسها. كل ضغطة على مصباح يدوي وكل صفحة من المخطوطة تشكل نهاية مشوقة بحد ذاتها.

في Alan Wake 2، يتم تعزيز هذا الطابع التلفزيوني أكثر، من خلال تقديم بنية مزدوجة للأبطال والتنقل بين عوالم متعددة. إنه رعب متعدد الطبقات، أنيق في تقديمه، ويمكن ترجمته بسهولة إلى مسلسل إثارة نفسية متسلسل.