هذه المراجعة خالية من الحرق لجميع حلقات الموسم الثاني من "Twisted Metal" المؤلف من 12 حلقة، حيث تُعرض أول ثلاث حلقات حالياً على منصة Peacock، بينما تُعرض الحلقات الجديدة كل يوم خميس حتى أغسطس 2025.

كان الموسم الأول من "Twisted Metal" أقرب إلى المادة المصدر التي اقتبس منها من ألعاب PlayStation من حيث الروح ولكن ليس من حيث المحتوى: فقد كان أشبه بنسخة أكثر جنوناً من Mad Max، مقدّماً نظرة غريبة بأسلوب Zombieland في أرض قاحلة ما بعد نهاية العالم مليئة بالفوضى والدمار المليء بالمركبات. لكن في الموسم الثاني تصبح "البطولة" التي يحمل المسلسل اسمها هي المحور الرئيسي، والنتائج تأتي سخيفة ومُرضية، بقصة أكثر تركيزاً، واستكشاف أعمق للشخصيات، وبعض مشاهد حرب السيارات المحطمة التي تستحق الإعجاب. لكن كما هو الحال في الموسم الأول، لا تصيب كل نكتة هدفها. ليست لدي نسبة نجاح دقيقة، لكن توقّع أن تفشل عشرات المحاولات قبل أن تأتي نكتة تُسقطك أرضاً من الضحك.

يأخذ المُشرف العام على المسلسل مايكل جوناثان سميث الأجواء الساخرة الجريئة من الموسم الأول ويُشكّل منها إطاراً أقرب إلى المسلسلات الكوميدية القصيرة في الموسم الثاني، مع مجموعة شخصيات مألوفة تأخذنا عبر القصة بينما يتنافسون جميعاً للحصول على مكان في بطولة "Twisted Metal". يُمنح المتسابقون السكن والطعام (في مدرسة مهجورة)، ويُطلب منهم تجاوز سلسلة من التحديات حتى يصل القلة المحظوظة إلى الجولة النهائية. قد يجعل هذا الإطار الموسم الثاني يبدو أكثر هدوءاً في بعض الجوانب. لا يزال هناك مزيج من تصرفات "الذكور المتحمسين" ونوع من الفكاهة السريالية على غرار مسلسل Community، لكن هناك كمّاً هائلاً من العنف والدمار في الجولات الإقصائية قبل البطولة لدرجة أنه يُفقد المواجهة النهائية بعضاً من زخمها.

ومع أن عدد الحلقات ارتفع إلى 12 (مقارنة بـ10 في الموسم الأول)، إلا أن الإطالة لا تعني بالضرورة الجودة هنا. فرغم أن وجود هدف أوضح في القصة (وهو بطولة قيادة مركبات متعددة المراحل يمنح الفائز فيها أُمنيته) يضيف تركيزاً جيداً، إلا أن هناك لحظات في هذا الموسم تبدو مدفونة تحت فوضى وتشتيت غير ضروري. ومع ذلك، يمنحنا الموسم الثاني طاقماً متنوعاً وواسع النطاق، حيث يجمع الشخصيات الرئيسية من الموسم الأول ويُضيف "رايفن" (باتي غوغنهايم، بديلة ضيفة الموسم الأول نيف كامبل)، و"مستر غريم" (ريتشارد دي كليرك)، و"فيرمن" (ليزا غيلروي)، و"آكسل" (مايكل جيمس شو)، و"دولفايس" (تيانا أوكوي).

الذين يعرفون خبايا السلسلة الممتدة لعقود سيتعرفون على هذه الأسماء، لكن كشخص لم يلعب "Twisted Metal" من قبل، وكل ما يعرفه عن السلسلة هو وجه المهرج الضاحك المشتعل "سويت توث" على أغلفة الألعاب والإعلانات، أستطيع القول إن غير المطلعين سيستمتعون أيضاً. إنه عالم مجنون أتاح لنفسه مساحة كافية للانحراف عن الأنواع المعتادة لاحتضان كل شخصية غريبة قد تخطر في بالك، بما في ذلك السيبورغات والسحرة سارقي الأرواح.

حتى بطولة "Twisted Metal" نفسها تتضمن عناصر خارقة، لأن الجائزة الكبرى المتمثلة بتحقيق أمنية الفائز تُؤخذ حرفياً. المايسترو المجنون والضاحك للبطولة "كاليبسو" (أنتوني كاريغان) يعني ما يقوله تماماً، وهو منح البطل ما يتوق إليه قلبه. إنها طبقة إضافية من الجنون فوق عالم جنوني بالفعل. كما أنها تُفضي إلى موقف متكرر مضحك للغاية، حيث نجد أنفسنا نتساءل باستمرار عمّا إذا كانت قوى "مستر غريم" حقيقية فعلاً أم أنه فقط يُكثر من تعابير الوجه والحركات الغريبة.

في الواقع، طاقم الشخصيات الأساسي من الموسم الأول هو من يتألق هنا: "جون دو" (أنتوني ماكي)، و"كوايت" (ستيفاني بياتريز)، و"سويت توث" (يؤديه جسدياً ساموا جو ويؤديه صوتياً ويل آرنيت)، و"ستو" (مايك ميتشل). ولا يزال كل من ماكي وبياتريز مضحكين للغاية ومحبوبين بشخصيتي "جون" و"كوايت"، اللذين يعملان الآن كفريق ويتعاملان مع طيف واسع من القضايا المرتبطة بالعائلة.

وسط العنف والفوضى وصراع الطبقات بين المدن المسورة والمهمشين، يواجه "جون" مشكلة فقدانه للذاكرة الذي يقف في طريق لم شمل مؤثر مع شقيقته، بينما تصادف "كوايت" شخصية ماكرة جديدة تعطي شعوراً بأنها شقيقة أصغر (أو حتى ابنة محتملة): "مايهيم" التي تجسدها "سايلور بيل كوردا". وباعتبارها مراهقة وُلدت في عالم محطم (وتُوصف بأنها "طفلة نهاية العالم")، تتمتع "مايهيم" بالعناد والثقة الزائدة، لكن بدلاً من أن يكون ذلك مزعجاً، فإنها تبرز كإضافة ممتعة ويسهل التعاطف معها في عالم Twisted Metal.

ونظراً لأن الموسم مصمم لإقصاء الشخصيات (إذ تحتوي العديد من الحلقات على جولات تأهيلية مميتة للبطولة) فإن معظم الشخصيات الجديدة موجودة فقط ليتم التخلص منها. إلا أن هذا لا يجعلها بلا قيمة، فمعظمها يشكل عناصر رائعة وأساسية في عالم Twisted Metal، بل إن بعضهم حصل على لقطات فلاش باك تظهر لنا كيف وصلوا إلى هنا. هناك بضعة شخصيات بقيت لوقت أطول مما يجب، لكن بشكل عام حصلنا على مجموعة جيدة.

ولا يزال بالإمكان الاعتماد على الشخصيات الأصلية، كما أن الدمج بين ساموا جو وويل آرنيت في شخصية "سويت توث" لا يزال ابتكاراً جنونياً رائعاً. فالميول الإجرامية القاتلة لـ"سويت توث"، المختلطة مع لحظاته العشوائية من الطيبة والعاطفة، تجعله لا يزال من أبرز الشخصيات. دوافعه للفوز بـ Twisted Metal ضعيفة (يريد فقط أن يكون القاتل الأشهر)، لكن هذا لا يمنعه من أن يكون الشخصية الأكثر إضحاكاً باستمرار على الشاشة. "جون" و"كوايت" هما قلب المسلسل حتى عندما تتوتر علاقتهما، لكن "سويت توث" و"ستو" يشكلان أيضاً نوعاً من العائلة البديلة، ويقدمان لحظات مفاجئة من اللطف.

وبعد مشاهدة الموسم الثاني بالكامل لأجل هذه المراجعة، فإن أول ما يخطر ببالي هو النكات الطريفة. على سبيل المثال: هناك ظهور ضيف طريف للغاية، ومشهد مستوحى من Baby-Sitters Club، وتبادل حواري مضحك مع "الدكتور زيمو" مخترع "أكسل". أذكر هذا لأن مشاهد الآكشن مثيرة للإعجاب فعلاً لكنها تأتي بالدرجة الثانية خلف غرابة الأحداث. ومع ذلك، بما أنه مسلسل Twisted Metal فلا يزال هناك عنف فاحش، وأطراف تتطاير، ووفيات غير مشرفة.

ومن المذهل أن "سميث" وفريق الكتابة استطاعوا إضفاء لحظات دافئة تتغلغل وسط كل هذا الجنون. أما المناظر المحيطة فليست مبهرة (كثير من المستودعات الفارغة، ومواقف السيارات، والطرقات الكئيبة)، لكن ما تم تخفيفه بصرياً يُعوَّض بمشاهد أكشن شرسة على أنغام أغانٍ ناجحة من تسعينيات القرن الماضي. يحتوي الموسم الثاني على لحظات ركود أكثر من الموسم الأول، لكنه يظل توسعة جريئة لعالم Twisted Metal.

- ترجمة ديما مهنا