في كل جزء من أجزاء سلسلة جراند ثيفت أوتو تتكرر نفس السيناريوهات والأمور التي نتوقع رؤيتها في كل لعبة، فلابد أن يكون هناك دائماً اشتباكات دامية مع الشرطة، لغة سوقية بذيئة، ونقد اجتماعي ساخر يُلقي الضوء على جوانب مظلمة من الواقع. لكن ما يميز السلسلة أيضًا، وربما يثري سردها، هو عنصر الخيانة ذلك التويست المفاجئ الذي يقلب المعادلات ويعيد تشكيل سرد القصة.
منذ أن بدأت السلسلة تضع القصة في صميم تجربتها، أصبح من المعتاد أن تحتوي كل لعبة على قصة خيانة واحدة على الأقل. وفي كثير من الأحيان، تأخذ هذه الخيانات أكثر من شكل، وقد تتكرر على مدار الأحداث. بعضها متوقع لدرجة أن اللعبة لا تحاول حتى أن تُخفيه—كما كان واضحًا للجميع، باستثناء لامار، أن “ستريتش” ليس من النوع الذي يُؤتمن في gta 5. ولكن، هناك خيانات أخرى تأتي من حيث لا تتوقع، وتنجح في مفاجأتك وإرباكك تمامًا. ومن بين تلك، حالات قد لا تنساها أبدًا.

ملاحظة: يحتوي المقال على حرق لقصة الألعاب المذكورة..
كاتالينا تتخلى عن كلود وتتركه ليلقى حتفه في GTA 3
من الصدمات التي يصعب على اللاعب استيعابها في البداية هي خيانة كاتالينا لكلود، والسبب ببساطة أنها تقع قبل حتى أن تتمكن من التقاط أنفاسك في اللعبة، فمن الصعب توقع خيانة كاتالينا لكلود، لأنها تحدث في بداية اللعبة.
في المشهد الافتتاحي، يهرب الثنائي من بنك لتطلق كاتالينا النار على كلود وتتركه غارقًا في دمه، ظنًا منها أنه لن ينجو. لكن للقدر كلمته أيضاً حيث يُكتب النجاة لبطلنا وينجو، ليبدأ رحلته من خلف القضبان بعد اعتقاله.
ما يجعل الخيانة غير متوقعة ليس فقط توقيتها المبكر، بل غياب أي خلفية تُعرّفنا بالشخصيتين سوى أنهما مجرمان. لم يكن لدى اللاعب فرصة للتنبؤ أو حتى الشك، فالغدر وقع بعد دقيقتين ونصف فقط من بدء التجربة. إنها بداية تقلب الموازين، وتُعد تمهيدًا لقصة مشبعة بالخداع والانتقام. بالنهاية من يتوقع أن يتعرض للطعن في الظهر بعد دقيقتين ونصف تقريبًا من بدء اللعبة.
الدكتور فريدلاندر يخون مايكل ويفضح أسراره
من بين قصص الخيانة التي عشناها في جراند تعتبر خيانة الدكتور فريدلاندر لمايكل في GTA 5 الأقل إثارة من حيث الحدث، لكنها من دون شك واحدة من أكثر لحظات الغدر غير المتوقعة في السلسلة. صحيح أنه لم ينتج عنها قتل ولكن بالنهاية تعتبر خيانة أمانة، فالرجل الذي يفترض أن يلعب دور المعالج النفسي، والمستشار الشخصي، يتحول في النهاية إلى انتهازي يبحث عن الشهرة بأي ثمن ولو كان ذلك على حساب موكله.
طوال اللعبة، يظهر فريدلاندر بمظهر المثقف المتعالي، لكنه في الحقيقة كان يمتص أموال مايكل مقابل جلسات لم تُضف له الكثير سوى المزيد من التشتت. ولعل أكثر ما يجعل خيانته صادمة هو توقيتها: في آخر جلسة، يعلن فجأة أنه بصدد إطلاق برنامج تلفزيوني يستخدم فيه تفاصيل جلساتهم الخاصة، دون إذن مايكل. وكأن جميع الكلمات التي قالها طيلة اللعبة كانت مجرد مادة تسويقية.
قد لا تكون هذه الخيانة دموية أو تحكم مسار اللعبة، لكنها من نوع الخيانات التي تهز الثقة وتترك أثرًا نفسيًا، حتى داخل عالم مليء بالخداع مثل GTA.
ميشيل هي في الحقيقة كارين في جراند 4
خيانة ميشيل لنيكو في GTA 4 ليست مجرد منعطف درامي، بل صدمة تمويه متقنة تُقدم بأسلوب هادئ وخادع. في بداية اللعبة، تبدو ميشيل كشخصية هامشية، ربما مجرد إضافة لطيفة إلى ميكانيكيات المواعدة، تُضفي لمسة إنسانية على عالم نيكو القاتم. ينشأ بينهما علاقة عاطفية تمنح اللاعب شعورًا زائفًا بالأمان، لكنه لا يدوم.
لاحقًا، تنكشف الحقيقة الصادمة: ميشيل ليست ميشيل، بل اسمها الحقيقي “كارين”، وهي عميلة حكومية راقبت نيكو منذ البداية. لكن أتعلم ما الصادم بهذه الخيانة؟ ليس فقط أن اللاعب لم يتوقع هذا التحول، بل أن اللعبة كانت منذ البداية تحاول أن تخبرنا بحقيقة الشخصية وتُخبئ خيوطًا دقيقة تشكك في هويتها، لكن في أول جلسة لعب جميعنا غضينا النظر عن رؤية تلك التلميحات وكان من السهل إغفالها في أول تجربة لعب. وهذا ما يجعل الخيانة أكثر تأثيرًا بنفوسنا كلاعبين فهي ليست دموية ولا صاخبة، لكنها تضرب في عمق الثقة وتُعيد تشكيل نظرة اللاعب للواقع داخل عالم GTA.
فرانكلين يقتل مايكل أو تريفور في GTA 5
الآن لدينا قصة خيانة ارتكبناها نحن كلاعبين لم يرتكبها بحقنا شخصية ثانوية، قد تبدو خيانة فرانكلين لأحد رفيقيه سواء مايكل أو تريفور أمرًا يصعب وصفه بالـ”صادم”، خاصة وأن اللاعب هو من يتخذ القرار بنفسه. لكن الحقيقة أن مجرد إتاحة هذا الخيار في نهاية لعبة قضى فيها الثلاثة وقتهم في مغامرات مشتركة، بناء الثقة وسط عالم يسوده الفساد، هو بحد ذاته صدمة غير متوقعة.
طوال أحداث GTA 5، يتقاطع طريق الأبطال الثلاثة رغم اختلافاتهم الأخلاقية، وتبدو علاقتهم أشبه بشراكة فوضوية لكنها متماسكة. ثم تأتي اللحظة الحاسمة: ديفن ويستون يطلب من فرانكلين التخلص من مايكل، بينما تضغط الـFIB باتجاه تصفية تريفور. في خضم هذه المعادلة المعقدة، يُمنح اللاعب القرار النهائي—إما الحفاظ على هذه الصداقة والوقوف في وجه الجميع، أو اختيار طريق الخيانة الذي ينهي الصداقة بطريقة دموية.
هذه الخيانة ليست نتيجة تصاعد درامي بل خيار بارد يُختبر فيه اللاعب أخلاقيًا، وتُكشف فيه هشاشة العلاقات المبنية على المصلحة، حتى في أكثر اللحظات توحدًا. بالنسبة لي أخترت خيار الإبقاء على حياة مايكل وتريفور، فماذا عنكم أنتم؟؟ هل كنتم خونة؟

كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.