قلة من الألعاب المستقلة كان لها تأثير عميق على صناعة الألعاب مثل Hollow Knight وHades، فبصمتهما ما زالت تتردد حتى اليوم. وقد أُعلن أن شهر سبتمبر 2025 سيكون الشهر المنتظر الذي تنتهي فيه فترة الترقب الطويلة لإصدار الجزء الثاني من Hollow Knight: Silksong، والمفاجأة أن Hades 2 قررت أيضًا مغادرة مرحلة الوصول المبكر في الشهر نفسه. هاتان اللعبتان تقدمان مستوى مذهلًا من الصقل والإبداع وجودة أسلوب اللعب يفوق ما قدمته الأجزاء الأولى التي حظيت بحب الجماهير، ويمكن اعتبارهُما بسهولة من أفضل الألعاب في التاريخ.

لكن يبقى السؤال قائمًا: أي من هاتين الأسطورتين المستقلتين تستحق أن تُتوّج باللقب الملكي وتُعتبر الملكة الحقيقية لعالم الألعاب المستقلة؟

ما هي لعبة Hollow Knight: Silksong

Silksong هي لعبة أكشن ومغامرات ثنائية الأبعاد من نوع Metroidvania، وهي الجزء الثاني من لعبة Hollow Knight الشهيرة. في هذه اللعبة يتولى اللاعب التحكم بالشخصية Hornet، التي ظهرت سابقًا في الجزء الأول كعدوة وحليفة في نفس الوقت. تدور أحداث اللعبة في مملكة جديدة تُدعى Pharloom، وهي مملكة غامضة مليئة بالكائنات الغريبة، الفخاخ، والزعماء الأقوياء. اللعبة تتميز بالتركيز على السرعة والرشاقة، حيث تملك Hornet أسلوب قتال مختلف يعتمد على الخفة والحركات السريعة مقارنة بالبطل السابق. كما تتضمن عشرات الأدوات والمهارات الجديدة التي تساعد اللاعب على استكشاف البيئات المتنوعة، مثل المدن، الغابات، الكهوف، والمعابد. الهدف الرئيسي هو تسلق قمة المملكة وكشف أسرار Pharloom، وذلك من خلال مواجهة الوحوش، إتمام التحديات، وترقية القدرات. اللعبة تعد بمستوى عالٍ من التحدي والعمق، ما يجعلها واحدة من أكثر الألعاب المنتظرة لعشاق ألعاب التحدي والاستكشاف.

 ما هي لعبة Hades 2 

Hades 2 هي الجزء الثاني من لعبة الأكشن والـRoguelike الشهيرة Hades التي طورتها استوديوهات Supergiant Games. تستكمل اللعبة أحداث الجزء الأول، ولكن هذه المرة لا يتحكم اللاعب بـZagreus، بل بشخصية جديدة تُدعى Melinoë، وهي أخت Zagreus وابنة إله العالم السفلي Hades وإلهة الليل Nyx.

تدور القصة حول سعي Melinoë للإطاحة بـTitan الزمن، Chronos، الذي تمرد على الآلهة واحتجز والدها Hades.
على غرار الجزء الأول، تعتمد اللعبة على نظام قتال سريع وعميق قائم على المهارة، حيث تتقدم عبر مراحل متغيرة باستمرار في العالم السفلي، وتواجه أعداء وزعماء أقوياء في كل مرة تموت فيها وتُبعث من جديد.

أسلوب اللعب

الفائز — تعادل

في Hades 2، نرى البطلة Melinoë تهبط بقوة على الأرض بعد تنفيذ هجوم مدمر من الإله Nergal، مشهد يعكس شراسة القتال وطبيعة اللعبة المليئة بالإثارة والرهبة. وفي الجهة المقابلة، تظهر البطلة في Hollow Knight: Silksong وهي تقف على منصة تواجه عدوًا غامضًا، وخلفه كرتان متوهجتان من الحرير، في لقطة تعبّر عن التركيز العالي والدقة المتناهية التي تتطلبها اللعبة في كل مواجهة. كلا اللعبتين تدور حول شخصيتين ترتبطان بعلاقة عائلية بأبطال الجزأين الأولين، فـ Melinoë هي أخت Zagreus في Hades، وHornet هي أخت Knight في Hollow Knight، وهذا الربط يمنح كل لعبة إحساسًا بالاستمرارية والوراثة في القوة والأسلوب. ومع ذلك، فإن ما يميز اللعبتين هو الطريقة التي تأخذان بها أسلوب اللعب الأصلي وتطورانه إلى مستوى جديد تمامًا من العمق والتميز. في Hades 2، التجربة عبارة عن مزيج مثالي من الحركة السريعة والعمق التكتيكي. اللعبة تقدم نظام قتال Roguelike حيوي مليء بالمعارك الصعبة والممرات القتالية القاسية (Gauntlets) التي تختبر مهارة اللاعب في كل خطوة. كل جولة في اللعبة تشعر وكأنها تحدٍ جديد كليًا، فالأعداء والزعماء يتغيرون في كل محاولة، مما يجعل كل تجربة فريدة وغير متوقعة. لكن ما يميز Hades 2 عن غيرها هو أنها لا تقتصر على القتال فقط؛ بل تقدم محتوى جانبي غني مثل تطوير العلاقات بين الشخصيات التي تضيف عمقًا إنسانيًا مذهلًا للعالم، بالإضافة إلى أنشطة الزراعة وصنع الأدوات السحرية، وهي إضافات غير مألوفة في ألعاب هذا النوع لكنها تنسجم بشكل رائع مع روح اللعبة. التحكم في Melinoë أكثر سلاسة من أي وقت مضى، إذ تم تحسين السرعة والانسيابية بشكل كبير مقارنة بالجزء الأول، مما يجعل كل حركة وكل ضربة مليئة بالوزن والدقة. أما Hollow Knight: Silksong فهي تقدم تجربة مختلفة تمامًا ولكنها لا تقل روعة. فهي لعبة Metroidvania ذات طابع استكشافي وتحدي مرتفع للغاية، تمزج بين المنصات الدقيقة (Platforming) ونظام قتال سريع يعتمد على المهارة والتوقيت. اللاعب يتحكم في Hornet، التي تتميز بحركة أكثر رشاقة وسرعة من البطل السابق، وتستطيع تنفيذ قفزات بهلوانية، والاندفاع عبر الهواء، واستخدام أدواتها الحريرية لتقييد الأعداء أو صد هجماتهم. تتميز اللعبة أيضًا بتصميم مراحل معقد ومترابط بإتقان، حيث كل منطقة تُخفي أسرارًا وأعداء وزعماء فريدين، ولكل منهم أسلوب قتال خاص يجبرك على التكيف وتعلم استراتيجيات جديدة. مستوى الصعوبة في Silksong ليس مجرد عقبة، بل هو عنصر أساسي في التجربة نفسها  فكل فشل هو درس، وكل معركة ناجحة تمنحك إحساسًا بالإنجاز الحقيقي. تصميم الزعماء في اللعبة رائع لدرجة أنك ستشعر بالإحباط أحيانًا من شدّة التحدي، ولكنك في الوقت نفسه لن تستطيع التوقف عن المحاولة حتى تتقن كل حركة وتحقق الانتصار. كلا اللعبتين تعتبران دروسًا في الإتقان الفني والتصميم المذهل. فـ Hades 2 تمثل القمة في ألعاب الـRoguelike من حيث السلاسة والإثارة والتنوع، بينما Silksong تجسد أفضل ما في ألعاب Metroidvania من حيث الاستكشاف، الدقة، وصعوبة التحديات. كلاهما يقدمان أيضًا أنشطة جانبية وألعابًا مصغرة (Mini-Games) ومهامًا ثانوية تضيف نكهة جديدة للتجربة، وتجعل كل لحظة داخل العالمين مليئة بالحيوية والاكتشاف. وعند المقارنة، لا يمكن القول إن إحداهما تتفوق بوضوح على الأخرى، لأن التفوق هنا يعتمد على ذوق اللاعب نفسه. إن كنت من عشاق الأكشن السريع والمواجهات المتكررة ذات الطابع الاستراتيجي، فـ Hades 2 ستمنحك تجربة لن تنساها. أما إن كنت تفضل الاستكشاف الهادئ الممزوج بالصعوبة العالية والإتقان الفني في القتال، فإن Hollow Knight: Silksong ستكون لعبتك المثالية. في النهاية، كلتا اللعبتين تُقدمان تجربة استثنائية من البداية إلى النهاية، وتمثلان ذروة الإبداع في عالم الألعاب المستقلة،

الزعماء

الفائز — Silksong

في Hollow Knight: Silksong نرى الـGreat Conchflies يحفرون في الجدران على جانبي Hornet في مشهد قتال مليء بالحركة والدقة، بينما في Hades 2 تستخدم Melinoë عصا أنوبيس (Staff of Anubis) في مواجهة ملحمية ضد Heracles وPrometheus، في معركة تجسد روعة التصميم السينمائي للعبة. الزعماء في كلتا اللعبتين يمثلون جوهر التقدم الرئيسي وغالبًا ما يكونون العقبة الكبرى التي تقضي أمامها أطول فترة لعبك، ومع ذلك يختلف أسلوب كل لعبة في تقديمهم بشكل واضح. سلسلة Hollow Knight تُعرف بكونها رمزًا للتحدي والصعوبة، وقد أخذت Silksong هذا المفهوم ورفعته إلى مستوى جديد تمامًا، فالعالم الجديد Pharloom يعجّ بالعشرات من الزعماء المزعجين بقدر ما هم مذهلون، كل منهم مصمم بدقة لإرهاقك جسديًا وذهنيًا في آن واحد. بعضهم يعتمد على السرعة الفائقة والهجمات المتتالية، وآخرون يرهقونك بأسلوب قتال يعتمد على الأنماط المعقدة وردود الفعل السريعة. الصعوبة هنا ليست عبثية، بل مدروسة بعناية لتدفعك إلى إتقان القتال والتعلم من كل هزيمة. كل زعيم في Silksong يتميز بهوية قتالية فريدة سواء في أسلوب حركته أو في البيئة التي تقاتله فيها أو في الإيقاع الذي يفرضه عليك خلال المعركة. اللعبة لا تقدم لك مجرد “شريط حياة ضخم” لتتخلص منه، بل تجربة ذهنية وحسية تتطلب منك فهم الخصم وتحليل سلوكه قبل أن تهاجمه، ولعل هذا ما يجعل كل انتصار في اللعبة شعورًا غامرًا بالفخر والإنجاز الحقيقي. أما في Hades 2 فإن المعارك ضد الزعماء تأتي بأسلوب أكثر درامية وروحًا ملحمية، إذ يولي الاستوديو اهتمامًا بالغًا للعرض البصري والتفاعل السردي بين Melinoë وخصومها. الزعماء في اللعبة ليسوا مجرد تحديات ميكانيكية بل شخصيات متكاملة لها قصصها وأدوارها في عالم الآلهة، من Heracles الجبار إلى Prometheus المتحدي، كل مواجهة تبدو كمشهد من أسطورة يونانية حية مليئة بالعظمة. ورغم أن تصميم معارك الزعماء في Hades 2 مذهل بصريًا ومتنوع في أسلوب العرض، إلا أنه يعتمد على عدد محدود من الزعماء الرئيسيين الذين ستقاتلهم مرارًا وتكرارًا مع بعض التغييرات الطفيفة في الهجمات أو المراحل. اللعبة تتعامل مع هذا التكرار بذكاء من خلال تنويع الحوار وإضافة عناصر جديدة تدريجيًا، لكن في نهاية المطاف تفتقر إلى التنوع الواسع الذي تقدمه Silksong. في المقابل Silksong تقدم تنوعًا هائلًا في الزعماء من حيث الشكل والأسلوب والسلوك مما يجعل كل معركة مختلفة عن الأخرى تمامًا، فهي لا تختبر فقط قدرتك على القتال بل أيضًا مدى صبرك وتركيزك وقدرتك على التعلم السريع والتكيف. الزعماء في اللعبة لا يهدفون إلى منع تقدمك فحسب بل إلى تطوير مهارتك كلاعب في كل مواجهة. لهذا السبب ورغم عظمة معارك Hades 2 الملحمية فإن Silksong تتفوق في هذا الجانب بوضوح إذ تقدم تنوعًا وتحديًا وابتكارًا يجعل كل قتال تجربة فريدة لا تُنسى،

تخصيص أسلوب اللعب

الفائز — تعادل

تستعد Hornet لإضافة Longclaw إلى Witch’s Crest المطوّر بالكامل في Hollow Knight: Silksong، بينما يختار اللاعب بين بركات Athena التي تمنح خاصية Deflect في Hades 2. في كلتا اللعبتين، يمثل تخصيص أسلوب اللعب عنصرًا جوهريًا يمنح اللاعبين حرية تشكيل أسلوبهم القتالي بما يتناسب مع شخصيتهم. كلا العنوانين يقدمان طرقًا مبتكرة ومتنوعة لتخصيص القدرات والهجمات، مما يجعل كل تجربة لعب مختلفة تمامًا عن الأخرى.
في Hades 2، يملك اللاعب مجموعة كبيرة من الأسلحة المشبعة بالسحر المظلم يمكن تجهيزها قبل كل جولة، وكل سلاح يغيّر طريقة القتال بشكل جذري. كل سلاح له خصائصه الفريدة، سواء كان منجل Hecate أو عصا Anubis أو غيرها من الأدوات الغامضة، وكل منها يفتح أمامك أسلوبًا جديدًا في الحركة والضرب والدفاع. فوق ذلك، تأتي بركات الآلهة (Gods’ Boons) لتضيف بعدًا إضافيًا من التخصيص، إذ يتفاعل كل سلاح مع البركات بطريقة مختلفة، مما يؤدي إلى توليد مجموعات قتالية مذهلة (Builds) تجعل كل محاولة جديدة تجربة فريدة لا تتكرر. أحيانًا ستجمع بين بركات Athena التي تمنح القدرة على صد الهجمات (Deflect) وبين قوة Ares المدمّرة التي تفعّل تأثيرات Doom، لتحصل على أسلوب قتالي يجمع بين الدفاع والهجوم في توازن مثالي.
أما في Hollow Knight: Silksong، فإن التخصيص يعتمد على الاستكشاف والمكافآت الميدانية، إذ تجمع عبر رحلتك معدات متنوعة (Tools & Crests) تغيّر بشكل جوهري طريقة تحكمك بـ Hornet. بعض هذه المعدات يعزز سرعة الحركة أو الاندفاع، وبعضها يزيد مدى الهجمات أو يمنحك قدرات جديدة كالقفز المزدوج أو استرجاع الطاقة بسرعة أكبر.
ورغم أن كل قطعة من هذه المعدات قد لا تكون قوية أو مؤثرة مثل البركات في Hades 2، إلا أن المرونة التي تمنحها في اللعب تجعل كل تجربة ممتعة وفريدة بطريقتها الخاصة. يمكن للاعب الجمع بين أدواته بحرية مطلقة لتغيير أسلوبه في أي لحظة، مما يجعل التنقل بين القتال والاستكشاف أكثر سلاسة وتكاملًا.
نظام Crests في Silksong يغيّر الأساسيات التي تعتمد عليها Hornet بشكل ملحوظ، تمامًا كما تفعل أسلحة Melinoë في Hades 2، ولكن الفارق أن الأدوات التي تجمعها في Silksong تمنحك إمكانية التخصيص الفوري أثناء اللعب، دون الحاجة للعودة إلى نقطة البداية كما في Hades.
كلتا اللعبتين تتقنان فكرة منح اللاعب حرية مطلقة في تشكيل تجربته الخاصة، سواء من خلال البركات الإلهية والأسلحة المسحورة في Hades 2، أو عبر الأدوات والعلامات (Crests) التي تجمعها في Silksong. كل واحدة منهما تقدم منظومة تخصيص غنية ومترابطة تتيح لك بناء أسلوبك القتالي كما تشاء.