عندما يُذكر أفضل ألعاب العالم المفتوح، تتصدر العناوين Red Dead Redemption 2 و The Witcher 3 و Elden Ring. رغم ذلك، فهذه ليست الخيارات الوحيدة، إذ غالبًا ما يتجه التفكير مباشرة إلى تحفة Rockstar التي صدرت عام 2013.

تُعد GTA 5 النموذج الذي تسعى معظم ألعاب العالم المفتوح لمحاكاته. فهي تعرض عالمًا واسعًا وتمنح اللاعبين حرية لا نهائية تقريبًا، على الأقل من الناحية النظرية. أثناء اللعب، يمكن للشخص أن يقود سيارة رياضية مسروقة عبر تلال Vinewood، أو يقفز بالمظلة من جبل Chiliad، أو يقضي فترة بعد الظهر في التجول على الممشى البحري.

ورغم أن ذلك يبدو مبهرًا، إلا أن للعبة GTA 5 حدودًا واضحة. في الواقع، لا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تبدأ هذه الحدود بالظهور، فخلف العالم الضخم لـ Grand Theft Auto يكمن فضاء محدود بشكل ملحوظ.

لوس سانتوس ليست مفتوحة كما قد يُعتقد

تمنح قصة GTA 5 جميع أشكال الحرية على الورق، فهي تبدو بلا حدود فعليًا. ما بين السطو والسباقات والسرقات والأنشطة الترفيهية البسيطة، لا يفتقر اللاعبون إلى الخيارات المتاحة لهم. رغم ذلك، فإن هذه الخيارات مقيّدة بعدد من الحدود. فلا يمكن خوض تجربة بلا جريمة، ولا يمكن إدارة عمل شرعي في Los Santos.

كل شيء في GTA 5 يدور وفق القواعد التي وضعتها Rockstar. وتتجلى هذه القيود بوضوح أكبر أثناء طور القصة. إذ إن خطية الأحداث تصبح خانقة أحيانًا في المهام الرئيسية، حيث يمكن أن يؤدي أي تصرف بسيط خارج الإطار المحدد إلى فشل المهمة. ولا يحتاج الأمر إلى برهان إضافي، فمن يجرب نسخة من GTA 5 سيدرك سريعًا مدى تقييد طور القصة.

مجموعة ثابتة من الشخصيات

تتكوّن معظم قصة GTA 5 من الثلاثي مايكل وتريفور وفرانكلين. في حين تسمح العديد من الألعاب التي تتمحور حول الحرية للاعبين بإنشاء شخصياتهم الخاصة، كما يحدث في ألعاب تقمص الأدوار مثل Skyrim، فإن ألعاب Rockstar لا تمنح هذه المساحة.

بدلًا من ذلك، يضع GTA 5 اللاعبين في أدوار مايكل وفرانكلين وتريفور. ورغم تميّز شخصياتهم واختلافها، فإنها تبقى ثابتة ذات مسارات محددة. قصصهم تتبع نفس الأحداث في كل مرة، دون مجال للتغيير أو إعادة تشكيل القصة.

وبالنسبة للاعب، لا يمكن اختيار لعب تريفور بأسلوب مختلف أو إعادة صياغة مساره بطريقة مغايرة لما خططت له Rockstar. من البديهي أن مثل هذا التصميم لا يترك مساحة كبيرة للحرية.

طور GTA Online

بالمقارنة مع طور القصة، يُعَدّ GTA Online أكثر ملاءمة لفكرة الحرية. رغم ذلك، يبقى محصورًا ضمن أنظمة محددة نادرًا ما تشجّع على الخروج عن المسار المرسوم.

رغم هذا، لا يعني الأمر أن GTA 5 يفشل كعالم مفتوح، فالواقع بعيد تمامًا عن ذلك. أسلوب اللعب الذي قدّمته Rockstar ما زال صامدًا بعد أكثر من عقد. فلسفة الفريق ترتكز بشكل أساسي على مغامرات سينمائية داخل عالم مفتوح، أكثر من كونها لعبة مبنية على أسس الحرية المطلقة لعوالم الألعاب المفتوحة.

معظم اللاعبين أصبحوا يدركون جيدًا مزايا اللعبة وعيوبها. أما أولئك الذين ما زالوا يرغبون في اقتنائها، فإن المتاجر الرقمية مثل Eneba تُعَدّ خيارًا مناسبًا لاستكشاف العروض المتاحة عند محاولة شراء GTA 5.