تحذير: هذه المراجعة مليئة بالحرق للحلقة السادسة من الموسم الثاني من Peacemaker. للاطلاع على مراجعة أول 5 حلقات الخالية من الحرق انقر هنا.
الحلقة السادسة من الموسم الثاني لمسلسل Peacemaker لم تكن مجرد فصل جديد في الحكاية، بل كانت نقطة تحوّل رفعت المسلسل إلى مستوى مختلف. ما بدا في الحلقات الثانية والثالثة والرابعة كإيقاع بطيء ورتيب، انكشف في هذه الحلقة كخلفية ضرورية جعلت الأحداث أكثر قوة. وهنا اجتمع الإخراج المحكم مع كتابة ذكية في مزيج أعاد تعريف المسلسل وأثبت أن جايمس غان ما زال قادراً على مفاجأتنا حتى عندما نتوقع ما سيحدث.
المحور الأهم في الحلقة كان المواجهة الصريحة بين بيسميكر والحقيقة. أبيه الذي ظل رمزاً للكراهية لم يكن سوى جرح مفتوح في حياته، وأخوه الذي حمله ذنب موته لم يكن سوى ظل ثقيل لا يفارقه. وحتى العالم الذي ظهر مثالياً لأول وهلة تبيّن أنه صورة مزيفة مليئة بالتفرقة والظلم. هذه الصدمات لم تكسر شخصية بيسميكر فقط، بل وضعتها أمام سؤال جوهري: إذا كان كل ما بنيته كذباً، فماذا يبقى من حقيقتك؟
في قلب هذه الرحلة برزت العلاقة المتناقضة بين بيسميكر وهاركورت. هي ترفض بالكلمات لكنها تكشف عكس ذلك في أفعالها، صلبة في المواقف لكن عاطفتها تفضحها في لحظات الصمت. هذه المفارقة جعلت من كل مشهد يجمعهما أكثر توتراً وصدقاً. الإخراج ركّز على نظراتها وتعابير وجهها، فيما كان سينا بارعاً في إظهار عجزه عن فهم هذه الإشارات. بيسميكر يطالب بالوضوح، وهاركورت لا تستطيع تقديمه، والنتيجة علاقة مليئة بالكتمان والالتباس، لكنها أيضاً مليئة بالمعنى.
جايمس غان لم يترك الفرصة تمر دون أن يضع بصمته المعتادة. العالم البديل لم يكن مجرد خلفية خيالية، بل رسالة واضحة: ماذا يحدث إذا سيطر طرف واحد يعتقد أنه أفضل من الآخرين؟ النتيجة كانت نسخة من الجحيم، حيث المثالية تتحول إلى قناع يخفي ظلماً وانحيازاً. هذه الفكرة البسيطة لكنها المباشرة هي ما يميز غان: تقديم واقع قاسٍ من خلال قصة ترفيهية، ليجعل المشاهد يضحك ويفكر في آن واحد.
وسط هذه الأبعاد الثقيلة، عاد فيجلانتي ليمنح الحلقة توازناً فريداً. بعد أن فقد شيئاً من بريقه في حلقات سابقة، استعاد شخصيته الأصلية هنا. لقاءه بنفسه في العالم الآخر لم يكن مجرد لحظة طريفة، بل مواجهة مع ذاته: هل كان سيصبح شخصاً مختلفاً لو عاش في ظروف أخرى؟ المشهد أضاف جانباً إنسانياً للشخصية، ليجعلها أكثر عمقاً ويثبت أنها ليست مجرد عنصر كوميدي، بل جزء أساسي من قلب القصة.
ثم جاء ليكس لوثر، ظهوره في البداية بدا أكبر من حجم الأحداث وكأنه استعراض غير ضروري. لكن مع تطور السرد، صار واضحاً أن وجوده هو الرابط الوحيد الذي يمكن أن يمنح ريك فلاق فرصة حقيقية لإنقاذ الوضع. ليكس، الذي اعتدنا عليه كخصم، أصبح هنا صوتاً للعقل والحل الوحيد وسط فوضى الأكوان. هذا التحول لم يضف منطقاً فقط، بل فتح الباب أمام احتمالات جديدة لعالم DC على الشاشة.
كل هذه الخيوط التقت لتجعل من الحلقة السادسة واحدة من أعمق حلقات المسلسل وأكثرها تأثيراً. بيسميكر واجه ذاته وأوهامه، هاركورت أثبتت أنها القلب العاطفي للفريق، فيجلانتي أعاد اكتشاف نفسه، وليكس ربط الأحداث بواقعية غير متوقعة. الإخراج قدّم هذه العناصر بلغة بصرية مشحونة، والكتابة نسجت بينها بخفة جعلت المتوقع ممتعاً مثل المفاجئ.
أعادت الحلقة السادسة Peacemaker إلى قمته بسرد واضح وذكي كشف زيف عالم وعائلة البطل، وأداء استثنائي من جينيفر هولاند جعلها نجم الموسم. فيجلانتي عاد بروحه الأصلية، وغان برهن أن المتوقع قد يكون ممتعًا بقدر المفاجئ. حلقة فارقة في الجزء الثاني وفي مجمل المسلسل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.