تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق كامل للحلقة الثامنة والأخيرة من مسلسل Peacemaker بعنوان Full Nelson.
منذ اللقطة الأولى، يتضح أن جيمس غنّ لا يقدّم مجرد نهاية، بل يكتب بيانًا تأسيسيًا لعالم DC الجديد. الحلقة الثامنة، Full Nelson، تُحوِّل السلسلة من قصة بطلٍ مضطرب إلى مقدّمة منظّمة لعصرٍ جديد. إدخال Checkmate وSalvation ليس حدثًا عابرًا؛ بل إعلان بأنّ هذا العالم بات يمتلك مؤسساته وهويته الخاصة. هذه العناصر تُظهر فهم غنّ العميق للبناء الطويل الأمد، لكنها في الوقت نفسه تكشف مأزق الحلقة: عندما يعلو صوت التأسيس على صوت الدراما.
الحلقة مشغولة جدًا بوضع الأسس لدرجة أنها تهمل النبض الإنساني الذي جعل Peacemaker محبوبًا. الإيقاع بطيء، والمشاهد الحوارية تتكرر بلا تصعيد حقيقي، بينما تُترك الأغاني لتأخذ كامل مدّتها في مشاهد ساكنة لا تحمل سوى استعراضٍ موسيقيّ جميل لكنه فارغ. تلك الموسيقى التي كانت في الموسم الأول جزءًا من روح السلسلة تحولت هنا إلى عبءٍ يقتل التوتر ويُبطئ السرد.
الشخصيات التي شكّلت قلب المسلسل لا تجد مصالحةً أو تطورًا يوازي رحلتها الطويلة. كريس سميث ما زال يدور في ذات الصراع بين الذنب والمثالية، هاركورت تظل عالقة بين واجبها العاطفي والمهني، وفيجيلانتي ما زال الظل الكوميدي الذي لا يعرف إن كان جزءًا من الحكاية أو تعليقًا عليها. النهاية لا تمنح أحدًا منهم لحظة اكتمال، بل تضعهم كقطعٍ مؤجلة في لوحةٍ أكبر. ومع دخول Checkmate رسميًا، يصبح واضحًا أن المسلسل لم يُكتب ليُغلق حلقته بل ليُفتح على مشاريع لاحقة.
وهنا تبرز واحدة من أهم النقاط التي تستحق الوقوف عندها: الأداء التمثيلي.
جون سينا، الذي أصبح خلال الموسمين قلب العمل وروحه، يقدّم أداءً صادقًا لكنه أقل تنوعًا من السابق. في الموسم الأول كان يملك طيفًا واسعًا من الانفعالات: السخرية، الألم، الندم، والعناد، أما هنا فمعظم مشاهده تُبنى على نغمة واحدة من الإرهاق والتأمل. سينا ما يزال مقنعًا في لحظاته الصامتة، حين تلتقط الكاميرا عينيه وهو يحاول التظاهر بالثقة، لكنه بدا محاصرًا بنص لا يمنحه مجالاً للانفجار العاطفي الذي رأيناه في المواسم السابقة.
أما دانييل بروكس في دور أديبايو، فهي الوحيدة التي ما زالت تضخّ حرارةً في المشاهد الباردة. حضورها القوي يعيد للمسلسل شيئًا من إنسانيته المفقودة، خصوصًا في المشاهد التي تجمعها بكريس. كذلك جينيفر هولاند (هاركورت) تواصل تقديم أداء متوازن بين الصلابة والضعف الداخلي، لكن النص لم يمنحها لحظة حقيقية من الانكسار أو المواجهة. حتى فيجيلانتي، الذي كان عنصر التهوية الكوميدية المثالية، يظهر هنا متعبًا ومستهلكًا. الكوميديا تفقد جرأتها السابقة، وكأنها أصبحت واجبًا أكثر من كونها انعكاسًا لطبيعة الشخصيات.
النتيجة أن الممثلين بذلوا جهدًا واضحًا في إبقاء الشخصيات حيّة رغم غياب العمق في الكتابة، مما جعل الأداء هو العنصر الذي يمنع الحلقة من السقوط الكامل.
ورغم هذا الضعف الدرامي، لا يمكن إنكار أن الحلقة مذهلة بصريًا. تصميم مواقع Checkmate ببرودها المعدني ولونها الرمادي يوصل إحساس المؤسسة البيروقراطية التي تتحكم في الأبطال. أما مشاهد Salvation فتقدم رؤية مختلفة — مساحة غامضة تحاكي فكرة القوة الخارجة عن السيطرة، لا كقضية دينية بل كتصورٍ أخلاقي عن من يملك الحق في تقرير مصير ذوي القدرات. هذه التفاصيل تمنح الحلقة وزنًا فكريًا، لكنها لا تمنحها حياةً كافية لتُشعرك أن ما تشاهده نهاية حقيقية.
إبداع غنّ في الربط بين الأحداث حاضر. كل حوار وكل مشهد يشعر المتابع أنه جزء من خريطة أكبر. لكن ذلك الانضباط الدقيق جعل الحلقة باردة، خالية من العفوية التي ميّزت العمل. ما كان في الموسم الأول صراعًا داخليًا مضحكًا ومؤلمًا، أصبح هنا درسًا تنظيميًا في كيفية تأسيس عالمٍ سينمائي. حتى المزاح فقد عفويته، وأصبح مقننًا ضمن إيقاعٍ ثقيل.
طوال أكثر من ساعة، تواصل الحلقة الإشارة إلى مستقبل DC، خصوصًا فيلم Superman القادم. آخر الدقائق تبدو كإعلانٍ رسميّ أكثر من كونها وداعًا لشخصيات عشنا معها موسمين كاملين. هي حلقة تنتهي بلا إغلاق؛ تُفتح على المستقبل وتترك الماضي معلّقًا. وربما كان هذا هدف غنّ فعلًا — التضحية بالنهاية لصالح البداية الجديدة — لكن النتيجة أن المشاهد يخرج بانطباعٍ بارد: الإعجاب بالبناء، والخيبة من الحكاية.
في المقابل، بعض اللحظات القليلة تُذكّر بسبب حبّ الجمهور لهذه السلسلة. مشهد كريس في العزلة وهو يواجه ضجيج ضميره، أو حواره المقتضب مع فيجيلانتي عن معنى الاختيار، يقدمان ومضة من الإنسانية المفقودة. لكنها ومضات قصيرة تُغرقها مشاهد طويلة بلا طاقة. المسلسل يبدع حين يقترب من عيوب بطله، ويضعف حين يبتعد عنها نحو التنظيم والشرح.
من زاوية إنتاجية، الحلقة تُعد خطوة ضخمة من حيث الحجم والميزانية. المؤثرات، مواقع التصوير، والإضاءة كلها تُظهر استثمارًا هائلًا في جعل Peacemaker يبدو كقطعة من عالمٍ سينمائي متكامل. لكنّ هذا الحجم الضخم يأتي بثمن: الإحساس بالبساطة التي جعلت المسلسل محبوبًا في الأصل قد اختفى. أصبح أكثر جديةً مما ينبغي، وأقل صدقًا مما كان.
في النهاية، الحلقة ليست سيئة بالمعنى الكامل؛ هي فقط ليست ما وُعدنا به. هي تمهيدٌ جميل لعالمٍ أعظم، لكنها نهايةٌ ضعيفة لموسمٍ كان يستحق أكثر. قد تُقدّر مستقبلًا عندما تُثمر بذور Checkmate وSalvation في مشاريع DC القادمة، لكن في لحظتها الحالية، تُشبه قطعة شطرنج أُحسن وضعها على الرقعة في لعبةٍ لم تبدأ بعد.
الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني لـ Peacemaker تبني عالمًا متينًا بفضل Checkmate وSalvation، لكنها تُهمل دراما الشخصيات لصالح التحضير للمستقبل. رغم أداءٍ مقنع من جون سينا وطاقم الممثلين، فإن الإيقاع البطيء وكثرة الأغاني أضعفا التوتر، فبدت الحلقة كتمهيدٍ لعالم DCU الأوسع أكثر من كونها نهاية لمسلسلٍ له هويته الخاصة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.