يمكن قراءة الجزء الأول من المقال هنا
The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom – التقييم: 95
تكملة مذهلة تضاهي روعة الجزء السابق

إن حصول The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom على تقييم يقل بنقطة واحدة فقط عن الجزء السابق Breath of the Wild يُعد دليلًا واضحًا على مدى جودة هذا الجزء وطموحه الهائل. فبرغم أن البعض من النقاد واللاعبين انتقدوا استخدام اللعبة لنفس خريطة Hyrule من الجزء السابق، فإن هذا الجزء الجديد عوّض ذلك وأكثر عبر تقديم محتوى إضافي ضخم وآليات لعب مبتكرة أعادت تعريف مفهوم الإبداع في تصميم الألعاب.
صدرت اللعبة رسميًا في 12 مايو 2023 على جهاز Nintendo Switch، واستطاعت منذ الأيام الأولى أن تحظى بإشادة عالمية واسعة، لتؤكد أن نينتندو قادرة على إعادة صياغة النجاح دون أن تفقد روح الأصل. فاللعبة لم تكتفِ بتكرار ما نجح في Breath of the Wild، بل طوّرته ووسعته لتصبح التجربة أكثر عمقًا وإثارة.
أبرز ما يميز Tears of the Kingdom هو أن عالمها لم يقتصر على أرض Hyrule فحسب، بل أضافت نينتندو عالمين جديدين بالكامل:
- جزر السماء (Sky Islands) التي تُحلق في الأعالي وتمنح اللاعب تجربة استكشاف فريدة مليئة بالأسرار والمخاطر الجوية.
- أعماق الأرض (The Depths)، وهي منطقة مظلمة وغامضة تحت سطح Hyrule، تقدم تحديات وأجواء مختلفة تمامًا عن أي جزء سابق.
هذا التوسع في العوالم جعل اللعبة أكثر ثراءً من أي وقت مضى، حيث يجد اللاعب نفسه أمام طبقات متداخلة من المغامرة والاستكشاف، كل منها يحمل بيئته الخاصة، ومخاطره، ومكافآته.
أما عن الآليات الجديدة، فقد قدمت اللعبة مجموعة من قدرات الـZonai التي يمتلكها البطل Link، والتي تُعتبر القلب النابض لتجربة اللعب الجديدة. وأبرز هذه القدرات هي قدرة الـUltrahand، وهي واحدة من أكثر الابتكارات التي حظيت بإعجاب النقاد واللاعبين على حد سواء. هذه القدرة تسمح للاعبين بدمج وتجميع الأشياء الموجودة في العالم لبناء آلات ومركبات وأدوات مبتكرة تساعدهم في الاستكشاف والقتال وحل الألغاز بطرق غير تقليدية.
تلك الميكانيكية المدهشة حولت كل قطعة خشب أو حجر أو معدن إلى فرصة للإبداع، إذ أصبح بإمكان اللاعبين تصميم كل شيء بأنفسهم، من عربات طائرة إلى قوارب أو حتى أسلحة هجينة، مما جعل كل تجربة لعب مختلفة عن الأخرى بشكل جذري.
إلى جانب ذلك، حافظت اللعبة على الأجواء الجمالية الساحرة والموسيقى الهادئة التي ميزت الجزء السابق، مع تحسينات تقنية واضحة في تصميم البيئات والإضاءة وحركة الشخصيات. ورغم أن محرك اللعبة الأساسي لم يتغير كثيرًا، فإن التفاصيل البصرية والإحساس بالحياة داخل العالم أعطيا الانطباع بأن Tears of the Kingdom هي النسخة المثالية المطورة من Breath of the Wild.
من الناحية السردية، وسّعت اللعبة القصة بشكل ملحوظ، كاشفةً عن جوانب جديدة من تاريخ Hyrule وعن حضارة Zonai القديمة التي تلعب دورًا رئيسيًا في الأحداث. هذا الربط بين الحاضر والماضي أضاف عمقًا أسطوريًا يليق بسلسلة Zelda العريقة، مما جعل القصة أكثر جاذبية وغموضًا من ذي قبل.
وبفضل هذا المزيج من الحرية الإبداعية، والتصميم المتقن، والمحتوى الهائل، أثبتت The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom أنها ليست مجرد تكملة، بل تجربة متكاملة تعيد تعريف مفهوم الجزء الثاني في صناعة الألعاب. إنها لعبة تمزج بين العبقرية التقنية والخيال الفني، وتؤكد مرة أخرى أن نينتندو ما زالت المرجع الأعلى في الإبداع والابتكار في عالم الألعاب.
Metroid Prime Remastered – التقييم: 94
الطريقة المثالية لإعادة تجربة تحفة GameCube الكلاسيكية
فاجأت نينتندو جمهورها في فبراير عام 2023 عندما قامت بإطلاق مفاجئ (Shadow Drop) للعبة Metroid Prime Remastered دون أي إعلان مسبق، مما أشعل حماس اللاعبين حول العالم. فلطالما دارت الشائعات في مجتمع اللاعبين عن نية الشركة إعادة إصدار هذه التحفة منذ صدور جهاز Nintendo Switch، لكن أحدًا لم يتوقع أن تأتي النتيجة بهذه الجودة والاهتمام بالتفاصيل. ومع صدورها، تجاوزت اللعبة كل التوقعات وأثبتت أنها الطريقة الأفضل على الإطلاق لإعادة تجربة واحدة من أعظم ألعاب منصة GameCube التي أعادت إحياء سلسلة Metroid للأبد.
منذ اللحظة الأولى، يتضح أن Metroid Prime Remastered تتفوق في جانبٍ لطالما كان جوهر السلسلة: الأجواء (Atmosphere). فكل بيئة من البيئات التي تستكشفها البطلة Samus Aran تبدو مشحونة بالإحساس بالعزلة والغموض والخطر، تمامًا كما في النسخة الأصلية، لكن هذه المرة تم تقديمها بجودة رسومية مذهلة تُظهر تفاصيل دقيقة لم يكن من الممكن رؤيتها سابقًا. الإضاءة الجديدة، وانعكاسات المعادن، وحركة الكائنات الفضائية، كلها عناصر ساهمت في خلق عالم حي ومقنع بصريًا، جعل تجربة الاستكشاف أكثر انغماسًا من أي وقت مضى.
النسخة المحسّنة لم تكتفِ بتحسين الرسومات فحسب، بل قدّمت أيضًا تحديثات شاملة على نظام التحكم، مما جعل أسلوب اللعب أكثر سلاسة وحداثة ليتناسب مع معايير الألعاب الحالية. لقد أصبحت تجربة إطلاق النار من منظور الشخص الأول سريعة، دقيقة، واستراتيجية، تسمح للاعبين بالتفاعل مع البيئات واستخدام أدوات Samus بمرونة فائقة، مما يجعل كل مواجهة مع الأعداء مليئة بالإثارة والتحدي.
إلى جانب القتال، لا تزال اللعبة تحتفظ بروحها الاستكشافية التي جعلت Metroid Prime أيقونة في عالم ألعاب المغامرات. فالعوالم مترابطة بذكاء، وتدفع اللاعب لاستخدام أدوات جديدة لفتح مسارات وأسرار كانت مغلقة من قبل. هذه الدائرة المتكررة من الاكتشاف، والتطور، والعودة لمناطق مألوفة بمعدات جديدة هي ما يجعل السلسلة فريدة من نوعها حتى اليوم.
لكن الجمال الحقيقي في اللعبة يكمن أيضًا في قصتها الغامضة والغامرة. فبدلًا من الاعتماد على مشاهد سينمائية طويلة، تُروى الأحداث من خلال البيئة نفسها عبر النقوش القديمة، والملاحظات الرقمية، والإشارات البصرية مما يخلق إحساسًا عميقًا بالوحدة والغموض الذي أصبح سمة مميزة لعالم Metroid.
أما بالنسبة إلى المعارك مع الزعماء (Boss Fights)، فهي من أكثر اللحظات إثارة وتحديًا في اللعبة. كل زعيم مصمم بطريقة ذكية تتطلب من اللاعب استخدام قدراته وأسلحته بطرق متنوعة، مما يجعل كل مواجهة تجربة استراتيجية لا تُنسى.
إجمالًا، Metroid Prime Remastered ليست مجرد نسخة محسّنة، بل هي إعادة إحياء فنية وتجريبية تُظهر مدى حب نينتندو وRetro Studios للعبة الأصلية. لقد نجح المطورون في الموازنة بين الوفاء للمصدر الأصلي وتقديم تجربة عصرية كاملة تناسب جمهور اليوم دون أن تفقد هوية اللعبة.
بكل المقاييس، تُعد Metroid Prime Remastered تحفة فنية متكاملة تجمع بين الحنين والكمال التقني، وتجسد أفضل ما يمكن أن تقدمه ألعاب إعادة الإصدار. إنها التجربة المثالية لمحبي السلسلة القدامى والوافدين الجدد على حد سواء، وتأكيد قوي على أن بعض الألعاب لا يبهت بريقها مع مرور الزمن بل تزداد روعة مع كل إعادة ولادة ناجحة مثل هذه.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.