العاب / سعودي جيمر

Hollow Knight مقابل Silksong: أيهما اللعبة الأفضل؟ – الجزء الثاني

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

يمكن قراءة الجزء الأول من المقال هنا

Silksong: المزيد من الشخصيات الجانبية والمسارات المتفرعة

حرية التجربة بطريقتك الخاصة

ias

ربما لا يُعجب بعض محبي Hollow Knight فكرة أن خريطتها في Silksong أصبحت أكبر وأوسع بكثير، لكن لا يمكن إنكار أن هذا الاتساع جاء معه عمق أكبر في التفاصيل وعالم أكثر حياة بفضل الكم الهائل من الشخصيات الجانبية (NPCs) المنتشرة في كل منطقة من عالم اللعبة.

كل منطقة  أو ما يُعرف في اللعبة باسم Biome  أصبحت نابضة بالحياة ومليئة بالقصص الصغيرة التي تحكيها الشخصيات المقيمة فيها. لم يعد الاستكشاف مقتصرًا على القتال والعقبات فقط، بل أصبح فرصة للتعرف على سكان هذا العالم الغامض وسماع حواراتهم التي تضيف بعدًا إنسانيًا (رغم طابع الحشرات الغالب) إلى التجربة.

من بين العشرات من الشخصيات الجديدة، يبرز Shakra، خريطة اللعبة الجديد الذي حلّ محل Cornifer من الجزء الأول، كأحد أجمل وأبرز الإضافات في Silksong. تصميمه، وشخصيته، وطريقته في التفاعل مع اللاعب جعلته من الرموز الجديدة التي عشقها الجمهور فور ظهوره. ومع ذلك، فالقائمة لا تنتهي عنده، فهناك شخصيات أخرى مثل Mooshka وGilly وCaretaker، كل منهم يتميز بطباعه الخاصة وحواراته التي تمزج بين الغموض والسخرية والحنين، تمامًا كما اعتدنا من روح السلسلة.

في الجزء الأول من Hollow Knight، كان هناك بالفعل مجموعة رائعة من الشخصيات مثل Zote وHornet وQuirrel، الذين ساهموا في بناء الأسطورة وأضفوا عمقًا على القصة، لكن Silksong تتفوق من حيث الكم والنوع في آنٍ واحد. ليس فقط لأن عدد الشخصيات أصبح أكبر، بل لأن كل واحدة منها تبدو حقيقية أكثر، ولها دافع ودور واضح في تقدم الأحداث أو في توجيه اللاعب بشكل غير مباشر.

الأمر المميز أيضًا هو أن المسارات أصبحت أكثر تفرعًا، فقراراتك وتفاعلاتك مع بعض الشخصيات قد تفتح طرقًا جديدة أو مهامًا جانبية مختلفة، مما يمنحك حرية في تشكيل تجربتك بطريقتك الخاصة. هذا التفاعل الديناميكي بين اللاعب والعالم جعل Silksong تشعر بأنها عالم حيّ ومتفاعل، وليس مجرد مجموعة من الممرات المتصلة ببعضها كما في كثير من ألعاب النوع.

في ، قد تكون Silksong أكثر تعقيدًا واتساعًا من سابقتها، لكن ما يجعلها مميزة هو أن كل جزء من هذا العالم الكبير يشعر بأنه مأهول ومليء بالقصص الصغيرة والوجوه التي لا تُنسى. من الصعب تحديد شخصية مفضلة واحدة بين هذا العدد الهائل من الشخصيات الرائعة  وهذا دليل واضح على مدى الإبداع والتنوع الذي وصلت إليه اللعبة في هذا الجانب.

Hollow Knight: توازن الصعوبة المثالي

التحدي في أنقى صوره

واحدة من أبرز السمات التي جعلت Hollow Knight تحفة فنية في عالم الألعاب المستقلة هي توازنها المثالي في مستوى الصعوبة. فاللعبة استلهمت عناصرها من أسلوب Soulslike المعروف بتقديم زعماء أقوياء، وقتال صعب، ونظام خسارة العملات (Geo) عند الموت. ورغم كل هذا، استطاعت اللعبة أن تخلق تحديًا عادلًا  صعبًا بما فيه الكفاية ليمنحك إحساس الإنجاز، لكنه ليس قاسيًا لدرجة الإحباط.

في Hollow Knight، كل معركة ضد زعيم أو حتى ضد عدو عادي تشعر وكأنها درس في الإتقان. اللعبة لا تعتمد على الحظ أو المفاجآت غير العادلة، بل تكافئ اللاعب الذي يتعلم أنماط الهجوم، ويُتقن التوقيت، ويُطور مهاراته وأدواته تدريجيًا. وكل مرة تخسر فيها، تشعر أنك اقتربت أكثر من الانتصار، وليس أنك عُوقبت ظلمًا. هذا هو التوازن الذهبي الذي ميّز اللعبة عن غيرها من ألعاب التحدي.

أما في Hollow Knight: Silksong، فإن الأمر اختلف قليلًا. رغم أن التحدي ما زال جزءًا أساسيًا من التجربة، إلا أن الصعوبة أصبحت أكثر قسوة وأقل توازنًا في بعض الأحيان. يمكن للاعب التحكم جزئيًا في مستوى الصعوبة من خلال ترقية الأدوات والعناصر (Tools) أو اختيار أسلوب لعب أكثر تحفظًا، لكن المشكلة أن اللعبة الجديدة تفرض في أحيان كثيرة ضررًا مضاعفًا حتى من الأعداء العاديين.

ففي حين كانت المعارك في الجزء الأول تعتمد على الصبر والتكتيك، أصبحت في Silksong تميل أكثر إلى ردود الفعل السريعة والضغط العالي، وهو ما جعل بعض اللاعبين يشعرون أن التحدي فقد شيئًا من عدالته. صحيح أن الصعوبة الأسطورية في Hollow Knight كانت جزءًا من سحرها، لكن في Silksong، تحوّلت الصعوبة من كونها تجربة محفزة إلى تجربة مرهقة أحيانًا، خصوصًا في المراحل المتقدمة.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن Hollow Knight الأصلية كانت النموذج الأمثل للتوازن  لعبة تُعلمك من أخطائك، تُكافئك على مثابرتك، وتمنحك شعورًا حقيقيًا بالإنجاز عندما تهزم زعيمًا بعد عشرات المحاولات. إنها تذكير بأن الصعوبة ليست في أن تُعاقب اللاعب، بل في أن تجعله يرغب في المحاولة مرة أخرى  وهذا ما أتقنته اللعبة الأولى ببراعة لا مثيل لها.

Silksong: شخصية Hornet

إنها تتحدث أخيرًا!

إحدى أبرز الفروقات الجوهرية بين Hollow Knight الأصلية وتكملتها Silksong هي في الشخصية الرئيسية ذاتها. ففي اللعبة الأولى، كان The Knight بطلًا صامتًا لا يتكلم على الإطلاق، وهو ما جعل العالم وقصته مليئين بالغموض والتأويل. كان على اللاعب أن يكتشف الحكاية بنفسه من خلال قراءة الملاحظات القديمة، والاستماع إلى الشخصيات الجانبية (NPCs)، وجمع شتات الأحداث المتناثرة في مملكة Hallownest المنهارة.

ورغم أن هذا الصمت أضاف طابعًا غامضًا وساحرًا على التجربة، إلا أنه جعل من الصعب على اللاعبين التواصل عاطفيًا مع The Knight. فالشخصية بلا ملامح ولا مشاعر، وتتحرك فقط كوسيلة لسرد القصة دون أن يكون لها صوت أو هوية واضحة، مما جعلها رمزًا أكثر منها شخصية.

لكن في Hollow Knight: Silksong، يتغير كل شيء مع Hornet. فهذه المرة، البطل يتحدث ويُعبّر. تمتلك Hornet شخصية حقيقية، ومواقف وآراء، وتُجري حوارات مع الشخصيات الأخرى تفتح أبوابًا جديدة لفهم العالم وسكانه. من خلال كلماتها وردودها، نكتشف أفكارها، مخاوفها، وحتى لحظات قوتها وضعفها، ما يجعلها أكثر حيوية وإنسانية بكثير من سابقتها الصامتة.

ورغم أن اللعبة ما زالت تعتمد على نظام النصوص المكتوبة (Text-Based Dialogue) دون أداء صوتي، إلا أن شخصية Hornet تنجح في أن تكون كاريزمية وقوية الحضور. في كل محادثة تخوضها مع شخصيات مثل Sherma أو Nuu أو حتى المخلوقات الغريبة التي تقابلها خلال رحلتها، يظهر بوضوح أنها ليست مجرد محاربة، بل روح حية ذات فضول وذكاء وشخصية واضحة المعالم.

هذا التغيير جعل القصة في Silksong أكثر وضوحًا وتماسكًا، لأن اللاعب لم يعد يكتفي بالمراقبة أو التخمين، بل أصبح يشارك فعليًا في فهم العالم من خلال كلمات البطلة نفسها. كما ساهم وجود Hornet المتحدثة في إضافة دفء إنساني إلى التجربة الباردة والغريبة التي اتسمت بها اللعبة الأولى.

وبذلك، يمكن القول إن Hornet ليست فقط بطلًا جديدًا، بل نقطة تحول في أسلوب السرد داخل السلسلة. فبينما كان The Knight صامتًا وغامضًا كظلٍّ في عالم محطم، تأتي Hornet لتملأ هذا العالم بالحياة، والكلام، والإحساس، وتجعل تجربة Silksong أكثر قربًا وتفاعلًا مع اللاعب، وأكثر عمقًا من أي وقت مضى.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا