العاب / IGN

مراجعة The Outer Worlds 2

  • 1/2
  • 2/2

تعود Obsidian في The Outer Worlds 2 لتستكمل ما بدأته عام 2019، لكنها تفعل ذلك بثقةٍ محسوبة لا تخلّ بالمألوف ولا تندفع في المغامرة. منذ اللحظة الأولى، يظهر أن الفريق أراد توسيع نطاق التجربة دون أن يفقد هويتها الساخرة التي تهاجم الشركات العملاقة وتحتفي بعبث الإنسان حين يُلقى في فضاءٍ يدار بالأرباح لا بالأحلام. في هذا الجزء، تغادر القصة نظام “هالسيون” إلى مستعمرة جديدة، لكن الفلسفة ذاتها باقية: كل قرارٍ سياسي، وكل خيارٍ أخلاقي، ينعكس عليك وعلى العالم، حتى لو بدا بسيطاً.

المشهد الافتتاحي يحدد الإيقاع: رحلة في سفينة استعمارية جديدة، مزيج من الكوميديا السوداء والرهبة من المجهول، يضعك أمام السؤال الأبدي الذي يطارد أبطال Obsidian دائمًا — هل نحن أحرار فعلًا أم مجرّد ترسٍ في آلة أكبر؟ منذ تلك اللحظة، تنطلق اللعبة إلى عالم أوسع وأكثر تنوعًا، ببيئات صحراوية وثلجية ومناطق صناعية نابضة بالحياة، مصممة بعناية لتشعرك بأنك جزء من منظومة مترامية الأطراف وليست مجرّد كواكب منفصلة.

أسلوب اللعب تطور بشكلٍ ملموس. أصبح التحرك أكثر انسيابية بفضل القفز المزدوج والانزلاق والقدرة على التفاعل مع بشكلٍ طبيعي، مما يمنح الاستكشاف طابعًا أكثر حرية. الأسلحة أيضًا اكتسبت وزناً حقيقياً، والاشتباكات أصبحت أكثر إحكامًا بفضل إعادة تصميم نظام التصويب، إذ استلهم الفريق من Halo وDestiny 2 ليمنح كل سلاح طابعه الخاص وصوته وتمرده. القتال لم يعد مجرد وسيلة لعبور المهام، بل أصبح تجربة قائمة بذاتها، تجمع بين التكتيك والمتعة، مع الحفاظ على تلك النكهة الـRPG التي تسمح لك بتخصيص كل تفصيل في شخصيتك.

لكن The Outer Worlds 2 لا تكتفي بالسطح التقني. جوهرها الحقيقي يكمن في الحوارات والقرارات. اللعبة لا تقدم إجابات سهلة، بل تضعك أمام مفترقات طرق تذكّرك بأفضل أعمال Obsidian مثل New Vegas وAlpha Protocol. الشخصيات التي ترافقك في رحلتك أكثر نضجًا من سابقتها، وأكثر ميلًا إلى الجدل الفلسفي والعبث الوجودي، ومع ذلك تبقى خفيفة الظل حين تحتاج إليها. كل رفيق هنا يضيف منظورًا مغايرًا للعالم، ويمنحك سببًا جديدًا للتردد قبل أن تضغط على زر الاختيار.

من الناحية السردية، يمكن القول إن الجزء الثاني أكثر تماسكًا من الأول. القصة تُدار بإيقاع متوازن لا يتسرع في كشف أوراقه، وتمنح كل منطقة فرصتها لتتنفّس وتروي حكايتها الخاصة. خلف التهكم المعتاد، هناك شعور واضح بالظلمة واليأس يلوّن التجربة. العالم لم يعد مسرحًا ساخرًا فقط، بل مرآة قاسية لواقعٍ نعرفه. هذه النغمة الجديدة تجعل السلسلة أنضج، لكنها أيضًا تُبعدها قليلًا عن بساطة الجزء الأول التي أحبها البعض.

إخراج المشاهد والموسيقى يلعبان دورًا لافتًا في بناء الجو. النوتات الإلكترونية التي تتصاعد في خلفية الاستكشاف تذكّرك ببرودة الفراغ ودفء المغامرة في الوقت ذاته. الإضاءة الديناميكية تحوّل كل زاوية في المستعمرات إلى لوحة نابضة بالحياة، من وهج النيون إلى انعكاس الشمس على خوذة مستوطنٍ تائه. ورغم أن الرسوم لا تصل إلى مستوى ألعاب AAA الأعلى ميزانية، فإن التناسق الفني والتفاصيل الصغيرة يمنحانها شخصية فريدة.

ومع ذلك، من المستحيل تجاهل الشعور بأن The Outer Worlds 2 لا تحاول القفز بعيدًا عن جذورها. قد تكون أوسع وأكثر صقلًا، لكنها لا تقدّم فكرة جديدة بالكامل. النظام الأخلاقي ما زال يدور في الفلك ذاته، وبعض الحوارات تبدو كأنها إعادة صياغة لمواقفٍ رأيناها سابقًا. هناك أمانٌ مقصود في طريقة Obsidian، كأنها تقول: “لن نغامر بفقدان روح السلسلة مقابل ثورة شكلية.” النتيجة تجربة متقنة وممتعة لكنها مألوفة، تستحق الاحترام أكثر مما تستحق الدهشة.

الجانب التقني مستقر حتى في نسخته المبدئية. أوقات التحميل أقصر، الأداء على أجهزة الجيل الجديد ممتاز، ومعدل الإطارات ثابت تقريبًا في أكثر البيئات ازدحامًا. ومع ذلك، يظل الحذر واجبًا فيما يخص أداء الإصدارات الأضعف. كذلك أثار تسعير اللعبة الأولي جدلًا بعد إعلانها بسعر 80 دولارًا قبل أن تُخفض إلى 69.99، في إشارة إلى ثقة المطور بمنتجه، لكنها أيضًا تذكير بأن اللاعبين باتوا أكثر وعيًا بقيمة ما يشترون.

ما يميز التجربة هو الطريقة التي تجعلك تفكر في عواقب كل خطوة. في عالمٍ تديره الشركات والمصالح، تصبح القرارات الأخلاقية حملاً ثقيلاً لا يمكنك التهرب منه. اللعبة لا تحكم عليك، بل تجعلك تواجه نفسك. هذه الفلسفة التي تمتاز بها Obsidian هي ما يمنح The Outer Worlds 2 خصوصيتها حتى اليوم. إنها لعبة عن الحرية، لكنها أيضًا عن الوهم الذي يصاحبها، عن السعي إلى المعنى وسط عالمٍ يتعامل مع الإنسان كسلعة قابلة للاستبدال.

قد لا تكون اللعبة ثورية، لكنها ناضجة. قد لا تغيّر معايير النوع، لكنها تؤكد مكان Obsidian كواحدة من القلائل الذين ما زالوا يؤمنون أن الـRPG يمكن أن يكون ذكياً ومضحكًا وجادًا في الوقت نفسه. The Outer Worlds 2 تعرف بالضبط ما تريد تقديمه، وتفعله بإتقانٍ يحترم جمهورها. إنها لعبة تُشبه استكشاف كوكبٍ جديد تعرف تضاريسه مسبقًا، لكنك تذهب إليه لأنك تحب الرحلة نفسها لا الوجهة.

The Outer Worlds 2 ليست مغامرة متمرّدة بقدر ما هي عودة محسوبة إلى مجرّة مألوفة. توسّعها البصري، نضج حواراتها، وثبات أدائها يجعلها واحدة من أفضل تجارب الخيال العلمي في هذا الجيل. لكنها في الوقت ذاته تفتقر إلى الجرأة الكاملة التي قد تدفعها لتصبح تجربة أسطورية. في ، ما تقدمه Obsidian هنا هو تذكير أن التطور لا يعني دائمًا التغيير، وأن النضج يمكن أن يكون أحيانًا أكثر إثارة من الثورة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا