يمكن قراءة الجزء الثالث من المقال هنا

Sea of Thieves

انغمس في واحدة من أكثر ألعاب القراصنة حيوية وتشويقًا

تُعد Sea of Thieves من أبرز ألعاب المغامرات الجماعية التي تدور في عالم القراصنة، وقد صدرت رسميًا في العشرين من مارس عام 2018 من تطوير Rare ونشر Microsoft Studios. صُممت اللعبة لتقديم تجربة تفاعلية متعددة اللاعبين، حيث يعيش اللاعبون حياة القراصنة بكل تفاصيلها من إبحار، واستكشاف، وقتال، وكنوز، وخيانة، في عالم مفتوح مذهل يجمع بين الجمال البصري وروح المغامرة.

تغطي خريطة اللعبة مساحة تبلغ حوالي ثمانيةٍ وثمانين ميلًا مربعًا، وهي في معظمها عبارة عن بحر شاسع مفتوح يمثل الساحة الرئيسية لأحداث اللعبة. ومع ذلك، تحتوي الخريطة أيضًا على جزر صغيرة متناثرة تشكل نحو عشرة في المئة من المساحة الإجمالية، يمكن للاعبين استكشافها بحثًا عن الكنوز المدفونة، والمخابئ القديمة، والأسرار الغامضة. هذا التوازن بين البحر واليابسة صُمم بعناية ليحافظ على جو التفاعل والمواجهات بين اللاعبين، إذ أراد المطورون أن تبقى احتمالات لقاء طواقم أخرى في البحر عالية بدلًا من أن يبحر كل لاعب في عزلة تامة.

رغم أنّ حجم الخريطة لم يتغير منذ الإطلاق، فإن اللعبة شهدت على مر السنين عددًا هائلًا من التحديثات والإضافات التي وسعت محتواها وعمّقت التجربة دون الحاجة لتوسيع المساحة الجغرافية. فقد أضيفت مهام جديدة، وتحالفات، وكائنات بحرية أسطورية، ومحتويات قصصية جعلت العالم أكثر تنوعًا وغنى بالتفاصيل.

أحد أعظم إنجازات Sea of Thieves يتمثل في تصميم محيطها الواقعي المذهل، إذ تُعتبر أمواج البحر في اللعبة من أكثر ما تمت محاكاته بدقة في تاريخ ألعاب الفيديو. تتفاعل المياه مع الرياح والسفن بطريقة ديناميكية تجعل الإبحار تجربة حقيقية مليئة بالإثارة، سواء كنت تبحر في أجواء هادئة أو تواجه عاصفة عاتية. كما أنّ المؤثرات البصرية، مثل انعكاسات الضوء وحركة الغيوم والضباب الصباحي، تضيف عمقًا بصريًا ساحرًا يجعل كل رحلة بحرية تجربة فريدة.

اللعبة لا تقتصر على الإبحار فحسب، بل تمنح اللاعبين حرية اختيار أسلوب اللعب الذي يناسبهم. يمكنهم التعاون ضمن طاقم واحد لاستكشاف الجزر وتنفيذ المهام، أو الدخول في مواجهات بحرية شرسة ضد طواقم أخرى من القراصنة، أو حتى اتباع طريق الغدر والسطو على سفن الآخرين. كل رحلة تحمل طابعًا مختلفًا، وكل لقاء في البحر قد يكون بداية لتحالف جديد أو معركة لا تُنسى.

بفضل أسلوبها الفني المميز، وروحها الجماعية، وتحديثاتها المستمرة، أثبتت Sea of Thieves أنّها ليست مجرد لعبة قتال بحرية، بل تجربة متكاملة تحاكي حياة القراصنة بأدق تفاصيلها في عالم مفتوح ينبض بالحياة والجمال. إنها مغامرة لا تنتهي في بحرٍ لا يعرف السكون، حيث كل أفق يحمل وعدًا جديدًا بالمجد أو الهلاك.

Assassin’s Creed IV: Black Flag

أبحر في البحار المفتوحة كقرصان في عصر الذهب

تُعد Assassin’s Creed IV: Black Flag نقطة تحول بارزة في تاريخ سلسلة Assassin’s Creed، إذ كانت أول لعبة تنقل اللاعبين من المدن التاريخية إلى عالم المحيطات المفتوح المليء بالمغامرات البحرية. صدرت اللعبة في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 2013، وتدور أحداثها في نسخة بديلة من القرن الثامن عشر خلال العصر الذهبي للقرصنة، حيث يعيش اللاعب تجربة حياة القراصنة في منطقة الكاريبي المليئة بالأسرار والمعارك والأساطير.

تغطي خريطة اللعبة مساحة مذهلة تبلغ نحو تسعين ميلًا مربعًا، تمتد عبر جزر الهند الغربية، لتشكل واحدة من أكبر العوالم التي تم تصميمها في تاريخ السلسلة. تمثل هذه الخريطة مزيجًا من البر والبحر، حيث يقضي اللاعب معظم وقته في الإبحار بين الجزر على متن سفينته الشهيرة Jackdaw، التي يمكن تخصيصها وترقيتها لخوض معارك بحرية ضخمة ضد السفن البريطانية والإسبانية وسفن القراصنة الأخرى.

أحد أعظم إنجازات Black Flag هو نظام القتال البحري الثوري الذي قدّم تجربة جديدة تمامًا لعشاق السلسلة. فقد أصبح بالإمكان إدارة السفينة بكاملها، من توجيه الدفة وإطلاق المدافع إلى صعود سفن العدو وقيادة طاقم من القراصنة في معارك واقعية مليئة بالدخان والانفجارات والأناشيد البحرية التي ترافق القتال. هذا الدمج بين الاستكشاف الحر والقتال الديناميكي منح اللعبة طابعًا فريدًا جعلها تتفوق على كثير من ألعاب العالم المفتوح في وقتها.

العالم الذي تقدمه اللعبة غني بالتنوع والتفاصيل، إذ يمكن للاعبين زيارة مدن حقيقية مثل هافانا وناساو وكينغستون، إلى جانب عشرات الجزر الصغيرة والكهوف والشعاب المرجانية والمناطق الغارقة التي تنتظر من يكتشفها. كل موقع يحمل طابعًا فريدًا من حيث المناظر الطبيعية والحياة البرية والموسيقى المحلية، مما يجعل كل رحلة بحرية مختلفة عن سابقتها.

تتميز اللعبة كذلك بجمالها البصري المذهل، حيث جسدت مناظر البحر الكاريبي بألوان زرقاء زاهية، وسفن تتأرجح فوق الأمواج الواقعية، وغروب الشمس الذي ينعكس على سطح الماء في مشاهد سينمائية لا تُنسى. هذه التفاصيل البصرية، إلى جانب الموسيقى الرائعة والأجواء الغامرة، جعلت من Black Flag تجربة فنية متكاملة تجمع بين الحرية والمغامرة والإثارة.

من الناحية السردية، يتقمص اللاعب شخصية Edward Kenway، قرصان مغامر يسعى إلى المجد والثروة، يجد نفسه عالقًا في صراع بين الأساسين والفرسان. ومع تطور الأحداث، تتحول رحلته من مجرد مغامرة للنهب إلى قصة عميقة عن الهوية والحرية والثمن الذي يدفعه الإنسان مقابل طموحه.

حتى اليوم، لا تزال Assassin’s Creed IV: Black Flag تُعتبر واحدة من أكثر ألعاب السلسلة حبًا لدى الجماهير، بفضل عالمها الضخم، وأسلوبها الحر في اللعب، وتوازنها المثالي بين القتال البحري والاستكشاف. إنها ليست مجرد لعبة عن القراصنة، بل ملحمة بحرية خالدة جعلت من الإبحار مغامرة لا تُنسى في عالم ألعاب الفيديو.

The Crew Motorfest

إعادة توجيه السلسلة في المسار الصحيح

تُعد The Crew Motorfest تجربة جديدة بالكامل في سلسلة The Crew من شركة Ubisoft، حيث أعادت اللعبة تعريف مفهوم السباقات في عالم مفتوح مع الحفاظ على روح السلسلة. صدرت اللعبة في الرابع عشر من سبتمبر عام 2023، وقد مثّلت انتقالًا واضحًا من فكرة التجول في قارة ضخمة مثل أمريكا، إلى عالم أكثر تركيزًا وتفصيلًا على جزيرة O‘ahu الواقعة في أرخبيل هاواي.

تبلغ مساحة خريطة اللعبة نحو سبعةٍ وتسعين ميلًا مربعًا، وتضم أكثر من خمسمائة ميل من الطرق القابلة للقيادة. ورغم أن حجمها أصغر بكثير مقارنةً بخريطة أمريكا الواسعة في الأجزاء السابقة، إلا أن تصميمها أكثر كثافة وتفصيلًا وحيوية، ما يجعل كل منطقة مليئة بالمناظر الخلابة والأنشطة المتنوعة. استُلهمت اللعبة جزئيًا من أسلوب سلسلة Forza Horizon، حيث ركزت على الأجواء الاحتفالية المبهجة لعشاق السيارات بدلًا من العالم الواقعي المترامي الأطراف.

الجزيرة نفسها تشكل لوحة بصرية مذهلة، تمتد من الشواطئ الرملية والطرق الساحلية المنحنية إلى الغابات الاستوائية الكثيفة وسفوح الجبال البركانية. تصميم الطرق والمضامير يمنح اللاعب إحساسًا مستمرًا بالحركة والتنوع، سواء كان يقود سيارة رياضية خارقة عبر الطرق السريعة أو مركبة دفع رباعي في الممرات الجبلية. كما أنّ التغيرات في الطقس والإضاءة تضيف واقعية وحيوية للمشاهد، مما يجعل كل سباق مختلفًا عن الآخر.

تركز The Crew Motorfest على فكرة الاحتفال بثقافة السيارات العالمية من خلال ما يُعرف بـ Playlists، وهي مجموعات من الفعاليات التي تدور حول مواضيع محددة — مثل سيارات JDM اليابانية، أو سيارات العضلات الأمريكية، أو سيارات السوبر الرياضية الأوروبية. كل Playlist تقدم تجربة خاصة، سواء من حيث أسلوب القيادة أو الأجواء العامة أو نوع التحديات. كما يمكن للاعبين الانضمام إلى فعاليات جماعية، أو استعراض مهاراتهم في الفعاليات الحرة، أو مجرد القيادة بحرية للاستمتاع بمناظر الجزيرة الخلابة.

ورغم تقليص حجم الخريطة مقارنةً بالأجزاء السابقة، فإن هذا التوجه كان قرارًا تصميميًا مقصودًا من Ubisoft بهدف تعزيز كثافة التجربة وجودة التفاصيل وتقليل المسافات الفارغة. النتيجة هي عالم أصغر مساحة لكنه أكثر نشاطًا وتفاعلًا، يمتلئ بالحياة والأنشطة المتنوعة والمنافسات الحماسية.

من الناحية التقنية، تتميز اللعبة برسومات عالية الجودة وانعكاسات ضوئية مذهلة، مع أداء ثابت وسلاسة في القيادة حتى في البيئات الأكثر تعقيدًا. الموسيقى التصويرية أيضًا تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الأجواء الاحتفالية للعبة، مما يجعل القيادة ليست مجرد منافسة، بل تجربة مليئة بالإثارة والإبداع البصري.

تمثل The Crew Motorfest إعادة انطلاقة ناجحة للسلسلة، إذ تخلت عن المبالغة في الحجم لصالح التجربة الغامرة والمليئة بالتفاصيل. إنها احتفال مفتوح بعالم السيارات في أبهى صوره، يجمع بين الجمال الطبيعي، والتنوع الثقافي، وروح المغامرة التي جعلت من هاواي ملعبًا مثاليًا لعشاق السرعة.