يمكن قراءة الجزء الحادي عشر من المقال هنا
Guild Wars: Nightfall
خريطة أضخم من تسع ولايات أمريكية
تُعد Guild Wars: Nightfall واحدة من أضخم ألعاب MMORPG من حيث مساحة العالم، حيث صدرت في السابع والعشرين من أكتوبر عام 2006 من تطوير ArenaNet، وقدمت خريطة مذهلة تبلغ مساحتها نحو خمسة عشر ألف ميل مربع أي أكبر من مساحة تسع ولايات أمريكية مجتمعة. ورغم مرور ما يقارب عقدين على صدورها، لا تزال اللعبة تمتلك قاعدة جماهيرية نشطة وتتوفر عبر Steam حتى اليوم.
تدور أحداث Nightfall في قارة خيالية تُعرف باسم Elona، وهي بيئة مفعمة بالألوان والتنوع الثقافي والجغرافي، إذ تجمع بين الصحارى الواسعة والمدن الساحلية المزدهرة والسهول الخصبة. هذا التنوع جعل من استكشاف العالم تجربة مستمرة وغنية بالتفاصيل، حيث دائمًا ما توجد مناطق جديدة لم يزرها اللاعب من قبل، ما يمنح اللعبة إحساسًا دائمًا بالعمق والاتساع.
رغم التشابه الواضح بين Guild Wars وWorld of Warcraft في البنية العامة كألعاب جماعية ضخمة عبر الإنترنت، فإن Nightfall تفوقت على منافستها من حيث حجم العالم القابل للاستكشاف، مقدمةً بيئة شاسعة تتجاوز حدود الخيال في زمانها. كانت اللعبة تُعرف بنظامها الفريد الذي يجمع بين القتال التكتيكي والحرية في بناء الشخصيات وتطويرها، إلى جانب مهام جماعية ضخمة تتيح للاعبين التعاون أو التنافس في معارك استراتيجية ضد الأعداء والوحوش.
كما أن تصميم العالم في Nightfall ركّز على الهوية الثقافية الإفريقية والعربية القديمة، حيث استُوحي العديد من المواقع من حضارات مثل مصر والمغرب وبلاد النوبة، مما منح اللعبة طابعًا بصريًا مميزًا بين ألعاب تلك الفترة. هذا المزيج من التصاميم الفنية والبيئات المتنوعة جعل العالم نابضًا بالحياة، يوازن بين الجمال الطبيعي والعظمة المعمارية للحضارات القديمة.
ورغم عمر اللعبة، فإنها ما زالت حتى اليوم تُعتبر من أضخم وأغنى الألعاب في تاريخ MMORPG، إذ قدمت عالمًا مفتوحًا بمعايير مذهلة في وقت لم تكن فيه التكنولوجيا قادرة على إنتاج عوالم بهذا الحجم والانغماس. فبين كثبان الرمال والمدن القديمة والغابات الغامضة، تبقى Guild Wars: Nightfall شاهدًا على مدى الطموح الذي يمكن أن تصل إليه ألعاب الأونلاين الكلاسيكية عالم لا حدود له، ينتظر من يغامر بالانطلاق فيه.
Atlas
عالم ضخم تزيد مساحته على عشرين ألف ميل مربع
تُعد Atlas واحدة من أضخم ألعاب العالم المفتوح في التاريخ، بل ومن أكثرها طموحًا من حيث الحجم والمحتوى. صدرت اللعبة في الثاني والعشرين من ديسمبر عام 2018 من تطوير Grapeshot Games، وهي لعبة MMO جماعية على الإنترنت تجمع بين عناصر البقاء والاستكشاف والقتال البحري في عالم مترامي الأطراف يغمره البحر والجزر المجهولة.
تتراوح مساحة خريطة اللعبة بين عشرين ألفًا وخمسةٍ وأربعين ألف ميل مربع تقريبًا بحسب تقديرات اللاعبين والمجتمع التقني، مما يجعلها واحدة من أكبر العوالم الافتراضية التي صُممت على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من هذه المساحة تتكوّن من المحيطات والمياه المفتوحة، فإن عالم Atlas لا يشعر بالفراغ، إذ تمتلئ المحيطات بالجزر الكبيرة والصغيرة، والسفن التجارية، والمناطق المليئة بالمخاطر البحرية والكائنات الغريبة.
تجري أحداث اللعبة في عالم بحري ضخم مقسم إلى خوادم (Servers) مترابطة تشكّل شبكة من المناطق المتجاورة التي يمكن للاعبين الإبحار بينها بسلاسة. هذا النظام يجعل العالم عمليًا غير محدود، إذ يمكن للاعبين الانتقال من منطقة إلى أخرى في تجربة مستمرة دون انقطاع. الخريطة مقسمة إلى مربعات تمثل قطاعات محيطية، وكل قطاع يحتوي على جزر قابلة للاستكشاف، وسواحل، وكهوف، ومناجم، ومستوطنات يمكن بناؤها أو غزوها.
في Atlas، يبدأ اللاعب كبحّار مغمور يسعى إلى البقاء وسط عالمٍ قاسٍ تحكمه القراصنة والعواصف والوحوش البحرية. يمكن للاعب بناء سفينته الخاصة من الصفر من الهيكل إلى الأشرعة والمدافع ثم الإبحار عبر المحيطات بحثًا عن الكنوز، والموارد، والمغامرات، والتحالفات. يمكنه كذلك الانضمام إلى قوى أخرى في معارك بحرية ضخمة تضم عشرات السفن، أو اختيار حياة العزلة وبناء مستوطنة على جزيرة نائية.
ورغم أنّ مساحة العالم تبدو شاسعة إلى حد يصعب تصوره، فإن اللعبة لا تجعل البحر فراغًا مملًا، بل تحوّله إلى مسرحٍ ديناميكي مليء بالتفاصيل: العواصف تتشكل في الأفق، السفن تغرق في الأمواج العالية، الرياح تتغير، والسماء تعكس أجواء الطقس في لحظات واقعية مذهلة. كما أنّ الجزر نفسها مصممة بتنوعٍ بيئي هائل من الجزر الاستوائية والغابات الكثيفة إلى الجزر الجليدية والبركانية مما يمنح كل منطقة طابعًا فريدًا من نوعه.
وتُعد عناصر البقاء (Survival Mechanics) جزءًا أساسيًا من التجربة، حيث يحتاج اللاعب إلى إدارة الجوع والعطش، وجمع الموارد، وبناء الأدوات والملاجئ، ومواجهة الحيوانات المفترسة والكائنات البحرية العملاقة. إضافةً إلى ذلك، تحتوي اللعبة على نظام اقتصادي وتعاوني واسع، حيث يمكن للاعبين تشكيل تحالفات، والتجارة، وبناء الموانئ والمدن الخاصة بهم.
من الناحية التقنية، تعتبر Atlas إنجازًا ضخمًا في تصميم العوالم الافتراضية. فالخريطة ليست مجرد مساحة رقمية واسعة، بل نظام بيئي متكامل يتغير مع الوقت ويستجيب لأنشطة اللاعبين، مما يجعل كل رحلة بحرية مختلفة تمامًا عن الأخرى.
تمثل Atlas ذروة الطموح في تصميم ألعاب العالم المفتوح البحرية، إذ تقدم عالمًا شاسعًا يعادل مساحة قارة صغيرة، مليئًا بالمغامرات والتحديات والحرية المطلقة. إنها تجربة لا تقتصر على الإبحار فقط، بل على اكتشاف الذات وسط المحيطات اللامتناهية، حيث كل جزيرة مغامرة، وكل أفق وعدٌ بمغامرة جديدة في عالمٍ لا يعرف النهاية.
The Elder Scrolls II: Daggerfall & The Elder Scrolls Online
خريطة هائلة تستغرق سنوات لاستكشافها بالكامل
تُعد The Elder Scrolls II: Daggerfall واحدة من أكثر الألعاب طموحًا في تاريخ صناعة الألعاب، ليس فقط ضمن سلسلة The Elder Scrolls بل على مستوى الألعاب المفتوحة عمومًا. صدرت اللعبة في الحادي والثلاثين من أغسطس عام 1996 من تطوير Bethesda Softworks، وقدمت خريطة تُقدّر مساحتها بنحو ثلاثةٍ وستين ألف ميل مربع — أي أكبر من مساحة إنجلترا أو تقارب حجم ولاية فلوريدا الأمريكية. هذا الحجم الخارق جعلها من أضخم العوالم التي أُنشئت في أي لعبة على الإطلاق، ولا يزال اسمها يُذكر حتى اليوم باعتبارها واحدة من أكثر العناوين جرأة في تصميم العوالم المفتوحة.
تدور أحداث Daggerfall في الجزء الجنوبي من قارة Tamriel داخل مملكة Iliac Bay، وهي منطقة تجمع بين الصحارى، والسهول، والغابات، والمدن القوطية المترامية، والقرى النائية. ما يجعل اللعبة استثنائية هو نظام توليد المحتوى الإجرائي (Procedural Generation) الذي أنشأ آلاف المدن والقرى والأبراج والدّهاليز تحت الأرض، مما يجعل كل رحلة في اللعبة مختلفة عن الأخرى. حتى اليوم، ما زال يُعتقد أن استكشاف خريطتها بالكامل قد يستغرق سنوات من اللعب المستمر.
ورغم أن الرسومات تبدو بدائية بمعايير اليوم، فإن عالم Daggerfall يتمتع بقدر مذهل من العمق والحرية. يستطيع اللاعب التجول بحرية تامة، الانضمام إلى النقابات والفصائل المختلفة، خوض مئات المهمات الجانبية، وحتى تطوير سمعته بين المدن والممالك. هذه الحرية المطلقة جعلت اللعبة أساسًا لما أصبح لاحقًا هوية سلسلة The Elder Scrolls في عناوين مثل Oblivion وSkyrim.
من المدهش أن اللعبة لا تزال متاحة للتنزيل المجاني عبر الموقع الرسمي لشركة Bethesda، ويمكن تشغيلها بسهولة عبر أنظمة حديثة باستخدام أدوات دعم مثل Daggerfall Unity، ما يمنح اللاعبين الجدد فرصة لاستكشاف واحدة من أضخم الخرائط التي صممت في تاريخ الألعاب.
أما بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن تجربة أحدث وأقرب إلى المعايير الحديثة، فإن The Elder Scrolls Online (ESO) التي صدرت في الرابع من أبريل عام 2014، تُعد الوريث الطبيعي لروح Daggerfall ولكن برسومات متقدمة ونظام لعب معاصر.
تقدم ESO عالمًا ضخمًا يضم معظم قارة Tamriel من Skyrim في الشمال إلى Morrowind وElsweyr وBlack Marsh وSummerset Isles في تجربة MMO ضخمة تسمح لآلاف اللاعبين بالتجول والتفاعل ضمن عالمٍ متصلٍ دائم التطور. تبلغ مساحة خريطتها ما يقارب مساحة ألعاب Elder Scrolls الكلاسيكية، لكنها صُممت بأسلوب أكثر تماسكًا وتفصيلًا بصريًا.
تتميز Elder Scrolls Online بأنها ليست مجرد عالم كبير، بل عالم حيّ يتوسع باستمرار، إذ أُضيفت إليه على مدار عشر سنوات عشرات التوسعات والمناطق الجديدة التي جعلته من أغنى وأوسع العوالم الرقمية المتاحة في أي لعبة جماعية.
يجسد هذان العنوانان Daggerfall وElder Scrolls Online التطور المذهل في سلسلة Elder Scrolls من حيث الطموح والحجم والحرية. فبين خريطة Daggerfall الأسطورية التي تجاوزت كل المقاييس، وعالم ESO الحديث الذي يجمع ملايين اللاعبين في قارة واحدة نابضة بالحياة، تظل السلسلة مثالًا على كيف يمكن للعوالم الافتراضية أن تتخطى الحدود، وتصبح رحلات تمتد لعقود من الزمن داخل أسطورة لا تنتهي.
لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
