أعترف أن أسلوب Hack & Slash هنا خطف انتباهي بسرعة لأنه يضع الحركة في المقدمة من دون تعقيد. الأزرار مفهومة، الضربات تتصاعد تدريجيًا، والنتيجة إحساس مرضٍ بعد كل اشتباك. ليس المطلوب حفظ قوائم طويلة من الكومبوهات، بل فهم توقيت بسيط: متى تندفع، متى تتراجع، ومتى تغيّر الإيقاع. هذا الوضوح يجعل القتال ممتعًا حتى في المعارك الصغيرة، ويحول كل ساحة إلى مساحة لاختبار قراراتك خلال ثوانٍ معدودة.
قصة غزو غانون تمنح القتال معنى. كل هدف على الخريطة مرتبط بخطوة في استعادة التوازن، وكل تقدم بسيط يقربك من تضييق الخناق على الشر. لا يوجد حشو في السرد؛ المهمات تتحرك بوضوح، والتعليمات مختصرة، والانتقال بين النقاط سريع. هذا النسق يدعم طبيعة اللعبة: حركة وسرد يعملان معًا، بحيث لا تشعر أن القتال منفصل عن الحكاية، بل جزء منها.
أجهزة الزوناي هي النقلة الأذكى. استخدامها ليس تجميليًا، بل وظيفة أساسية في التحكم بالميدان. رشّ الماء في ممر قبل ضربة كهربائية يفتح مجال ضرر فعّال، ودفع الريح في ممر ضيق يربك تجمعات الأعداء ويمنحك زاوية أفضل. هناك عناصر أخرى يمكن توظيفها على نفس الفكرة: تجهيز البيئة ثم تنفيذ هجمة سريعة. الفكرة بسيطة: لا تحتاج لشرح طويل لتطبيقها، لكنها تقدّم فرقًا واضحًا عند إتقان التوقيت.
تنوع الشخصيات يمنح المعارك نكهة مختلفة. زيلدا تجيد ضبط سير الاشتباك، قدراتها تدعم السيطرة على المساحة وتثبيت الأعداء. رارو خيار ممتاز للخط الأمامي؛ ضرباته واضحة وثقيلة وتفتح طرقًا مباشرة. مينيرو يساعد في بناء هجمات مركّبة تربط بين إرباك الخصم وفتح الثغرات. التبديل بينهم ليس مجرد تغيير مظهر، بل تغيير طريقة اللعب. بعد فترة ستجد نفسك تختار الشخصية المناسبة للمهمة المناسبة، وهذا يخلق دورة ممتعة: تجرّب، تتعلم، ثم تطبق بصورة أفضل في المعركة التالية.
التعاون بشاشة منقسمة إضافة عملية جدًا. وجود لاعب ثانٍ على نفس الشاشة لا يعيق الرؤية ولا يبطئ الأداء. تقسيم الأدوار واضح: أحدكما يهيئ الساحة بأجهزة الزوناي، والآخر يستغل الفرصة بضربة مركزة أو تنظيف نقطة إمداد. هذا التنسيق البسيط يرفع متعة اللعب، ويجعل النجاح نتيجة تعاون حقيقي، لا مجرد وجود لاعب إضافي. والأهم أنه يحافظ على سهولة الفهم حتى لمن يجرب اللعبة لأول مرة.
كشخص يحب الطابع الاعتيادي لعالم زيلدا—الاستكشاف الهادئ، الألغاز، واللحظات التي تتأمل فيها المكان—شعرت في البداية ببعض الغرابة. الإيقاع هنا أسرع، والقرارات القتالية متتالية. لكن مع الوقت اتضحت الصورة: الروح لم تغب. الموسيقى، تصميم المناطق، واللمسات القصصية الحاضرة بين المهمات كلها تذكّرني بالعالم الذي أعرفه، مع اختلاف في طريقة التقديم. بدل أن تنتظر اللغز، تصنع أنت حلّه عبر توقيت بسيط وقرارات قصيرة. ومع أن هذا توجه مختلف، إلا أنه لا يُشوّه الهوية، بل يقدّم وجهًا آخر لها.
نقطة قوة إضافية هي طريقة بناء المهام. هناك أهداف تتغير أثناء القتال، وتعزيزات تظهر من ممرات جانبية، وخيارات لتقسيم الفريق بين هجوم ودفاع. هذه التفاصيل لا تحتاج شروحات طويلة: سهم على الخريطة، تذكير سريع، وتتجه فورًا إلى الهدف الجديد. هذا الأسلوب يحافظ على سرعة اللعب، ويشجعك على قراءة الموقف لحظة بلحظة. وعندما تبدأ في استخدام العناصر البيئية بالتزامن مع قدراتك، تشعر أن الخريطة نفسها أصبحت جزءًا من سلاحك.
نظام التقدم (الترقيات والمهارات) واضح كذلك. تحصل على تحسينات تدريجية تزيد من قوة الضربات أو تفتح طرقًا أبسط لدمج العناصر. لا يوجد عبء تعليمي ثقيل؛ كل شيء يشرح نفسه عبر الاستخدام. وبعد عدة معارك ستلاحظ فرقًا ملموسًا في أداء شخصياتك، وهذا يعطيك دافعًا للعودة لتحدياتٍ أصعب بثقة أكبر. الأهم أن اللعبة تكافئ الدقة وليس فقط السرعة: هجمة في التوقيت الصحيح مع تجهيز بسيط بالعناصر قد تختصر عليك دقائق من الاشتباك.
الزعماء يقدمون اختبارات ملموسة لفهمك للنظام. ليسوا مجرد عدّادات صحة كبيرة، بل مواقف تتطلب تجهيزًا سريعًا: إغراق منطقة لفتح ضرر كهربائي، أو استخدام الريح لتجميع التوابع وضربهم دفعة واحدة. هذه الاختبارات لا تعاقبك بقسوة، لكنها تكافئ من يقرأ الإشارة في الوقت المناسب. ومع وجود شريك على الشاشة، تصبح هذه الأدوار أوضح: شخص يفتح الفرصة، والآخر ينهيها.
من ناحية السرد، لا تحاول اللعبة إغراقك بحوارات طويلة. تقدم غزو غانون بطريقة مباشرة: مقدمة قصيرة، هدف واضح، وتقدم محسوس بعد كل مهمة. هذا الأسلوب يناسب لعبة قائمة على الحركة، ويترك مساحة للّاعب ليقود إيقاع التجربة بنفسه. ورغم البساطة، هناك لحظات تُذكر: مشهد هادئ بعد معركة كبيرة، أو حوار موجز يثبّت علاقة الشخصيات بالعالم. هذه اللمسات الصغيرة تكفي لتربطك بالقصة من دون أن تقطع تدفق اللعب.
بعد ساعات من اللعب، تغيّر إحساسي الأولي بالغرابة إلى تقبل ثم إعجاب. لا لأن اللعبة تشبه زيلدا التقليدية، بل لأنها تعرف أين تختلف وأين تتقاطع. الاختلاف في الوتيرة لا يعني التخلي عن الجوهر، والتقاطع يظهر في احترام العالم وتفاصيله. إذا كنت تبحث عن مغامرة هادئة وألغاز متتابعة، فهذه ليست هي التجربة الأولى التي أنصحك بها. أما إذا أردت مواجهة مباشرة وسريعة مع نظام قتال واضح، يدعمه ذكاء في استخدام العناصر وتنوع في الشخصيات، فستجد هنا مشروعًا مصقولًا يقدم المتعة بلا تعقيد.
في النهاية، ما يجعل التجربة ناجحة هو التوازن: سهولة الدخول مع عمق تدريجي، قتال سريع مع معنى قصصي واضح، وتعاون محلي يثبت أن المشاركة يمكن أن تكون بسيطة ومفيدة في الوقت نفسه. أجهزة الزوناي ليست تفصيلًا صغيرًا، بل قلب الخطة التكتيكية، والشخصيات ليست أسماء مألوفة فحسب، بل أساليب لعب تمنحك خيارات حقيقية. كوني محبًا لروح زيلدا المعتادة لم يمنعني من الاستمتاع؛ على العكس، وجدت هنا بابًا إضافيًا للدخول إلى العالم بطريقة مختلفة لكنها محترمة للهوية.
تجربة هاك آند سلاش واضحة تدعمها قصة غزو غانون بخطوات ثابتة، وتستفيد بذكاء من أجهزة الزوناي لتحويل الماء والريح وغيرها إلى أدوات تكتيكية سهلة الفهم ومؤثرة. تنوع زيلدا ورارو ومينيرو يقدم أساليب لعب مميزة، والتعاون بشاشة منقسمة يجعل النجاح نتيجة تنسيق بسيط وممتع. قد يشعر محبو زيلدا التقليدية ببعض الغرابة في البداية، لكن الهوية العامة للعالم حاضرة، والنتيجة لعبة سريعة الإيقاع، سهلة الالتقاط، وتكافئ من يحسن التوقيت والاختيار.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
