05 أبريل 2025, 12:19 مساءً
كشفت دراسة أسترالية حديثة، أن الأطفال الذين تم علاجهم بالمضادات الحيوية خلال الأسابيع القليلة الأولى من حياتهم أظهروا ضعف استجابتهم المناعية، عند حصولهم على اللقاحات، وأرجعت الدراسة السبب إلى انخفاض مستويات نوع من البكتيريا المفيدة يعيش في الجهاز الهضمي البشري.
وحسب تقرير نشر أمس الجمعة على موقع "ميديكال إكسبريس"، تُنقذ برامج التحصين باللقاحات ملايين الأرواح سنوياً من خلال الحماية من الأمراض التي يُمكن الوقاية منها، ومع ذلك، تختلف الاستجابة المناعية للقاحات اختلافاً كبيراً بين الأفراد، وقد تكون نتائج الحصول على اللقاحات دون المستوى، ويرجع السبب في ذلك إلى الاختلافات في ميكروبات تعيش في الأمعاء.
مضادات حيوية ولقاحات
والدراسة أجراها باحثون من 12 مؤسسة في جميع أنحاء أستراليا، من بينها جامعة فلندرز ومعهد جنوب أستراليا للبحوث الصحية والطبية، ونشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" العلمية.
تابع الباحثون 191 رضيعاً سليماً مولوداً طبيعياً منذ ولادتهم وحتى بلوغهم 15 شهراً، وقد تلقى 86% من الأطفال المشاركين لقاح التهاب الكبد الوبائي "ب" عند الولادة، وبحلول الأسبوع السادس من العمر، بدأوا تطعيماتهم الروتينية في مرحلة الطفولة، وفقاً لجدول البرنامج الوطني الأسترالي للتحصين.
وبحسب التقرير، من بين الأطفال، تعرض 111 طفلاً للمضادات الحيوية في فترة حديثي الولادة - إما من خلال العلاج المباشر (32 مولوداً جديداً)، أو بشكل غير مباشر من خلال الأمهات اللواتي تناولن المضادات الحيوية أثناء المخاض (49)، أو في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة (30).
ووجدت الدراسة، أن أولئك الذين تلقوا المضادات الحيوية في الأسابيع القليلة الأولى من حياتهم كانت لديهم مستويات أقل بكثير من الأجسام المضادة من لقاحات متعددة في الشهر السابع والخامس عشر، وهو ما يعني ضعف مناعة هؤلاء الأطفال.
وقام الباحثون بقياس ميكروبيومات الأطفال الرضع في الفترة المحيطة بتطعيماتهم الروتينية الأولى في الأسبوع السادس. ووجدت أن الرضع الذين عولجوا مباشرةً بالمضادات الحيوية عند الولادة لديهم عدد أقل من مجموعة بكتيريا الأمعاء المفيدة والمعروفة باسم "بيفيدوباكتيريوم".
انخفاض بكتيريا "بيفيدوباكتيريوم" المفيدة
وكان سبب انخفاض بكتيريا "بيفيدوباكتيريوم" المفيدة، هو انخفاض مستويات الأجسام المضادة من اللقاحات.
وقال البروفيسور ديفيد لين، مدير برنامج في معهد جنوب أستراليا للبحوث الصحية والطبية، والذي شارك في قيادة البحث، بأن بكتيريا "بيفيدوباكتيريوم" توجد بشكل شائع في أمعاء الرضع الأصحاء في الأسابيع الأولى من حياتهم.
وأضاف " لين": "إن بكتيريا "بيفيدوباكتيريوم" المفيدة، تتكيف بشكل جيد مع هضم وامتصاص سكريات حليب الأم، ولذلك نلاحظ ارتفاع معدلات هذه البكتيريا لدى الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية".
قال "لين"، أستاذ علم المناعة الجهازية في جامعة فلندرز، إن هذه البكتيريا المفيدة تمنح الجهاز المناعي قوة إضافية، مما يجعله يستجيب تماما للأجسام المضادة للقاحات.
المضادات الحيوية تعوق البكتيريا المفيدة
وأضاف: "نعتقد أن المضادات الحيوية تمنع التوطن الطبيعي" بيفيدوباكتيريوم" المفيدة في أمعاء الرضع، وتسمح لأنواع أخرى من البكتيريا باستعمار الأمعاء بدلاً من ذلك".
ولم تجد الدراسة انخفاضاً في استجابات اللقاح لدى الأطفال الذين تلقت أمهاتهم مضادات حيوية أثناء المخاض، مما يُشير إلى أن العلاج المباشر بالمضادات الحيوية لدى حديثي الولادة كان له تأثير أكثر استمرارية على ميكروبيوم الأمعاء.
لا ينبغي أن يقلق الآباء
وصرح "لين" بأن نتائج الدراسة لا ينبغي أن "تُقلق" آباء الأطفال حديثي الولادة الذين عولجوا بالمضادات الحيوية، وأضاف: "عادةً ما يكون هناك سبب حقيقي لإعطاء الأطفال حديثي الولادة تلك المضادات الحيوية، نظراً لأن العدوى وتسمم الدم في تلك الفترة المبكرة الحرجة من الحياة يمكن أن تكون خطيرة للغاية".
وقال إن الأطفال حديثي الولادة الذين عولجوا بالمضادات الحيوية أظهروا "استجابات جيدة جداً لجميع اللقاحات" عند بلوغ الأطفال السبعة أشهر، حيث تكون مستويات المناعة لديهم أعلى مما يُسمى بالحد الأدنى للحماية المصلية، لذا يُتوقع أن يكونوا محميين من العدوى.
انتقادات للدراسة وبحث جديد
ولاحظ الباحثون أن حجم العينة في الدراسة كان "متواضعاً نسبياً"، ولم يشمل الأطفال الذين وُلدوا بعملية قيصرية.
وفي الأشهر المقبلة، سيبدأ الباحثون تجربة سريرية لاختبار ما إذا كان إعطاء البروبيوتيك المحتوي على بكتيريا "البيفيدوباكتيريوم" المفيدة للأطفال حديثي الولادة المعالجين بالمضادات الحيوية سيُحسّن استجابات الأجسام المضادة للتطعيمات الروتينية.
ويُعد البروبيوتيك آمناً ويُستخدم على نطاق واسع في المستشفيات لحماية الأطفال الخدج من حالة تُسمى التهاب الأمعاء والقولون الناخر.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.