10 أبريل 2025, 10:17 صباحاً
دعت الجمعيات والهيئات الوطنية العربية أعضاء المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ARCO، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة للنظر في ظروف القتل المتعمّد لطواقم الإسعاف الفلسطينية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني؛ وفقاً لأحكام القانون الجنائي الدولي، والنظام الاساسي للمحاكم الدولية المختصّة وتفعيل آليات العدالة الدولية لضمان عدم تكرارها.
وأكّد أعضاء المنظمة في بيانٍ صادرٍ في ختام الاجتماع الطارئ للمجموعة العربية لمناقشة انتهاكات القانون الدولي الإنساني من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الطواقم الطبية الفلسطينية؛ على ضمان احترام وحماية الكوادر الطبية وفرق العمل الإنساني، ووقف جميع أشكال الاعتداءات على المستشفيات وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية في فلسطين؛ مع ضمان الوصول الآمن والسريع للكوادر الطبية وفرق العمل الإنساني لجميع الجرحى والمصابين دون عراقيل أو تهديد؛ وتوفير ما يلزم من المستلزمات الضرورية اللازمة لاستمرار الخدمات الإنسانية والمرافق الطبية والصحية في قطاع غزة.
وشدّدوا على ضرورة ضمان احترام رسالة ودور الهلال الأحمر الفلسطيني طبقاً لأحكام القانون الدولي الانساني والنصوص ذات العلاقة الواردة في اتفاقية جنيف الرابعة؛ وتوفير معلومات حول أفراد طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعة الذين اختطفوا قسراً (سليمان أبو شريعة، تامر أبو شاهين، ناهض أبو الحسن، وأسعد نصاصرة) فوراً والحفاظ على سلامتهم؛ علماً أن سليمان وتامر وناهض مختفون منذ أكثر من عامٍ ولم تتوافر معلومات عنهم على الرغم من المطالب المتكرّرة عبر جهات دولية مختلفة بمعرفة مصيرهم.
وأشاروا إلى أهمية دعوة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للمجتمع الدولي، للضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني واحترامها، وحماية الشارة والعاملين في القطاع الصحي في فلسطين، والدعوة إلى رفع الحصار المفروض على غزة، وتأمين ممرات آمنة لوصول المساعدات الإغاثية للمدنيين؛ والعمل على تنسيق الجهود العربية والدولية لزيادة المواد الإغاثية للمدنيين في فلسطين.
وأشار أعضاء المنظمة إلى أن الحصار الجائر ما زال مستمراً على الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة؛ وتزداد حدّته يوماً بعد يوم؛ مما تسبّب في تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيمٍ لا يُطاق؛ موضحين أن الوضع المتفجّر والمتردّي في فلسطين ما زال مستمرًا منذ 2008 حتى الآن؛ ولم يفلح الضغط الدولي في إحداث أيّ تغيير في سياسات وممارسات سلطات الاحتلال وانتهاكاتها الصارخة في ظل استمرار الافلات من العقاب والمساءلة.
وأشاروا إلى أن العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة اقترن بالاستهداف المباشر والمتعمّد للمدنيين والأعيان المدنية والطبية وطواقم الاسعاف والصحفيين والعاملين في المنظمات الإنسانية ومراكز إيواء النازحين؛ إضافة إلى قطع شريان الحياة من ماء وكهرباء ووقود وخدمات اتصال؛ ومنع دخول المساعدات الإنسانية مما يشكّل استناداً إلى القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الجنائي انتهاكات جسيمة وجرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية التي كان آخرها الاستهداف المباشر والمتعمّد لـ 15 مُسعفاً من الطواقم الطبية؛ من بينهم 8 من الهلال الأحمر الفلسطيني.
وشدّدوا على أن استهداف فرق الإسعاف التي تحمل شارة الهلال الأحمر وتحظى بالحماية بموجب اتفاقيات جنيف، يشكّل جريمة حرب.
ومع هذه الانتهاكات المستمرة فإن المنظمة العربية تسجّل بكل أسفٍ عدم اتخاذ المجتمع الدولي أيّ تدابير فعّالة لوقف هذه الممارسات أو فرض عقوبات رادعة للاحتلال الإسرائيلي.
من جهته، قال الدكتور حازم بقلة؛ رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري رئيس الدورة 48 للهيئة العامة للمنظمة: شهد قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023 انتهاكات صارخة ضد المدنيين والطواقم الطبية من قِبل قوات الاحتلال التي تسبّبت في تدمير شبه كاملٍ للمنظومة الصحية في غزة وخروج أغلب مستشفياتها عن الخدمة؛ موضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة التجويع لسكان غزة من خلال فرض حصارٍ كاملٍ تحوّلت فيه غزة إلى سجنٍ مغلقٍ بلا ماءٍ أو كهرباءٍ أو طعامٍ أو دواء.
وأكّد "بقلة"؛ ضرورة ممارسة المجموعة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر مزيداً من الضغوط من أجل إلزام سلطات الجيش الإسرائيلي باحترام القانون الدولي الإنساني وضمان حماية الأطقم الطبية والمدنيين في القطاع وعدم التعرُّض للمستشفيات.
من جانبه، قال أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عبدالله بن سهيل المهيدلي: إن هذا الاجتماع المهم يأتي في إطار دعم الجهود العربية والفلسطينية المبذولة من أجل دعم القطاع الصحي والطبي في قطاع غزة، الذي يسبق اجتماعاً مهماً يعقده الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر لمناقشة هذه القضية، مضيفًا: شاهدنا بكل أسفٍ كيف تعرّض 15 شخصاً من الطواقم الطبية للاعتداء والقتل بدمٍ باردٍ من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي صورة محزنة ضمن المشهد العام الذي نراه في القطاع من تردٍ كبيرٍ للأوضاع الإنسانية والصحية ونقصٍ في الإمدادات الطبية، وما تتعرّض له الأطقم الطبية من انتهاكاتٍ مستمرة، ما تترتب عليه تداعيات خطيرة على سكان قطاع غزة.
وبيّن أن المنظمة العربية تدين الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني من قِبل الاحتلال الاسرائيلي بحق الطواقم الطبية، وتؤكّد أن استهداف الموظفين المعنيين بتقديم المساعدات الإنسانية جريمة حرب؛ طبقاً لمقتضيات المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما جرّمت اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها، الانتهاكات ضد أفراد الخدمات الطبية، وشدّدت على ضرورة احترامهم وحمايتهم.
واستطرد قائلاً: في الوقت الذي تشدّد فيه المنظمة العربية على ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، تؤكد أنها لا تدخر جهداً في تقديم كافة أشكال الدعم والمؤازرة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وعامليها ومتطوعيها.
من جهته، أكّد الدكتور محمد مطلق الحديد؛ رئيس جمعية الهلال الأحمر الأردني، أهمية مواصلة السعي من أجل التوصل إلى اتفاقٍ دائمٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية؛ مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال لا تزال تواصل قصفها المتعمّد بلا هوادة بحق المدنيين.
أما رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور يونس الخطيب؛ فقد أشار إلى أن هدف الاحتلال هو ضم الضفة الغربية أو جزء منها؛ مما دفعه إلى وضع الحواجز؛ مشيراً إلى أن قوات الاحتلال قصفت عديداً من الأطفال والنساء وقتلت من عائلة واحدة في دير البلح 9 أفراد، ومن عائلة أخرى في خان يونس قتلت 17 فرداً؛ مضيفاً إن الاحتلال قصف مقر الأمم المتحدة ومقر ICRC ويسعى لتضييق الخناق على هذه المنظمات التي أعلنت تخفيض عددٍ من الموظفين الدوليين؛ وأكّد أهمية تحرُّك الحكومات في وضع حدٍ للاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة؛ واجبار قوات الاحتلال على احترام القانون الدولي الإنساني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.